فيلم إذاعى يتناول معركة المسيخ الدجال و المؤمنين

سيطرت فكرة «نهاية العالم» على أكثر من عمل فنى خلال السنوات الأخيرة، وأبرزها أفلام مثل «ما بعد الغد the day after tomorrow» و«كلوفير فيلد clover field» وغيرها، والتى رسمت فى أغلبها صورة متشائمة لمستقبل البشرية.
وإلى هذه الفئة ينتمى فيلم «آخر أيام الأرض» للمخرج والمؤلف الشاب خالد المهدى والذى شارك فى بطولته خالد صالح وحنان ترك والمطرب هانى عادل، عضو فرقة «وسط البلد» الغنائية، والممثل الشاب عمرو القاضى وآخرون.
وفى تجربة فريدة من نوعها، اختار صناع الفيلم شكلا جديدا لعملهم وصفوه بأنه نوع من «الميديا الجديدة» وهو شكل «الفيلم المسموع»، حيث لجأ صناع الفيلم إلى الأداء الصوتى للممثلين إضافة إلى المؤثرات الصوتية والموسيقى كبديل عن الصورة المرئية.
ويرسم الفيلم، من البداية، صورة مستندة إلى التصور الدينى لنهاية العالم، حيث يروى قصة 40 يوما من عمر البشرية تحفل بالأحداث المصيرية وفى مقدمتها المعركة الفاصلة بين معسكر الشر ممثلا فى شخص المسيخ الدجال وجيشه وبين قوى الخير ممثلة فى البقية الباقية من المؤمنين، وهى المعركة التى تنتهى بالمجىء الثانى للسيد المسيح وهبوطه إلى الأرض.
ويقول خالد المهدى مخرج الفيلم ل«الشروق»: يركز السيناريو على شخصية فارس (هانى عادل) وهو شاب عادى يعيش فى تلك الفترة المضطربة ويظل يبحث عن الحقيقة وسط عالم مضطرب وترافقه فى ذلك زوجته المخلصة والمؤمنة (حنان ترك) والإمام الذى يقود معسكر الأخيار (خالد صالح) فى مواجهة الدجال (عمرو القاضى) بالاضافة إلى مشاركة عدد من الممثلين الشبان مثل ياسر فرج وأحمد صفوت وتامر يسرى وآخرين».
ويضيف: «شخصيات الفيلم بشكل عام تمتلك قيما إنسانية مستمدة من فكرة الحق الذى يرتضيه الله للبشر، إلا إنها تعيش فى فترة تطغى فيها الماديات على حياة البشرية، ومن هنا تبرز أهميتهم، فالزوجة التى تلعب دورها حنان ترك هى رمز لدور المرأة التى تدعم زوجها وتعمل على تنشئة ولدها على القيم، ودور الإمام الذى يؤديه خالد صالح هو الإنسان المتمسك بمبادئه حتى النهاية ويسعى لآخر لحظة فى حياته لنصرة الخير والحق، أما دور فارس الذى يجسده هانى عادل فهو الإنسان البسيط الذى تدفعه الظروف إلى أن يكتشف أن بداخله فارسا حقيقيا».
وعن سبب اللجوء إلى أسلوب «الفيلم المسموع»، يقول: «لجأنا إلى هذا الأسلوب لسببين أولهما أن إنجاز العمل بالشكل الموجود فى السيناريو كان سيحتاج إلى تكلفة مرتفعة للغاية، والسبب الثانى إننا رغبنا فى ألا نحد خيال الجمهور، بل على العكس أن نطلقه إلى أقصى درجة وهو ما يسهم فيه الشريط الصوتى، فالجمهور سيسمع الأحداث كأنه يراها تماما، خاصة أن لى تجربة سابقة بنفس الأسلوب كانت بعنوان «مملكة الأعداء الخفية» لاقت نجاحا واسعا».
ويقول منتج العمل خالد عبدالله: «المستمع هو البطل الحقيقى لهذا العمل، فخياله هو الذى سيرسم شكل الأحداث التى يستمع إليها، حيث لا توجد فجوة فى هذا العمل بين الشخصيات وبين المتلقى، كما أن الصورة التى نرسمها للمستقبل فى هذا الفيلم ليست بالسوداوية ولا المتفائلة، بل إننا نترك للجمهور الحكم عليها».
وعن دوره فى الفيلم يقول الفنان الشاب عمرو القاضى: «تعاونت مع المخرج خالد المهدى فى «مملكة الأعداء الخفية» وكنت معجبا بالتجربة وبالفكر الذى يسعى لتقديمه، وحين أعلمنى بانتهائه من كتابة سيناريو جديد بعنوان «آخر أيام الأرض» تحمست للمشروع.
وفاجأنى ترشيحه لى لأداء دور «الدجال» وهو ما سبب لى قلقا بالغا لأن هذه الشخصية محفورة فى خيال الناس من خلال الأحاديث النبوية التى تحدثت عنها، لذلك كان على أن أعمل على إيجاد أسلوب معين وطبقة صوتية مناسبة لأداء هذه الشخصية».
ويضيف:«كان على أن أقرأ النص أكثر من مرة، لأننى كنت أريد أن أنجو من فخ المبالغة مع شخصية مثل هذه، ونجحت فى أتناول هذه الشخصية من زاوية فهم فلسفتها، ففلسفة الدجال هى فلسفة عقائدية بالأساس، ولديه القدرة على إقناع الناس بفعل ما يعلمون تماما أنه خطأ، لذلك كان تركيزى على إظهار مدى بشاعة هذه الشخصية الذى تأخذ بيد الناس إلى الهلاك».
وعن فريق العمل يقول القاضى: «الطريف فى الأمر هو أننا كممثلين ورغم أننا لم نلتق معا، حيث قام كل منا بتصوير دوره منفردا، إلا أننا جميعا كنا متفقون على إنجاز هذا العمل، خاصة أننا نشعر أننا نخاطب جيلا بأكمله من خلال هذا الفيلم».
وإلى جانب التسجيل الصوتى، انتهى المطرب هانى من تسجيل أغنية الفيلم والتى تحمل عنوان «قلب فارس» وهى من ألحانه وغنائه ومن كلمات حازم ويفى، ويستعد لتصويرها بطريقة الفيديو كليب والتى سيقوم بإخراجها المخرج الشاب عمرو سلامة مخرج فيلم «زى النهارده».