إذا كان وباء أنفلونزا الخنازير قد وحد العالم مؤخراً وجعل كل طاقات البشرية موجهة نحو هدف واحد، فإن أحداث فيلم 2102 ستقترح علينا فكرة مماثلة.. لأن فيلم الخيال العلمى الجديد هذا يقول ببساطة: إن العالم سيفنى يوم 32 ديسمبر 2102 . الفيلم بدأ عرضه عالمياً فى 31 نوفمبر الحالى بما فى ذلك دور العرض المصرية. والذى بدأ تصويره فى أغسطس 2008 فى فانكوفر، ومن المتوقع أن يشهد العديد من ردود الفعل المختلفة لقيام الفيلم على فرضيات تقترح أن شعب المايا القديم قد تنبأ منذ أكثر من 1000 عام بأن يوم الهلاك أو يوم القيامة سوف يحل فى وقت ما بحدوث انقلاب شتوى يوم 21 ديسمبر عام ,2012 بينما يأتى مصدر هذا الافتراض أن هذا العام يمثل نهاية دورة التاريخ حسب تقويم أمريكا الوسطى القديم.. وهو نفس التاريخ الذى تنبأ به العرافون أيضاً كنوستراداموس - منذ أكثر من 500 عام - و Edgar Cayce، وكذلك الهنود الذين تنبأوا بأن نهاية الحياة فى العالم الرابع والذى نعيشه حالياً على حد قولهم، كما تنبأ بنفس التاريخ رئيس أساقفة أرما St Malachi حيث أكد أن يوم القيامة سيحل حينما يصل البابا رقم 112 وحتى يومنا هذا هم ,111 حتى أقدم النصوص الكلاسيكية الصينية The I Ching قد ذكرت ذلك اليوم أيضاً. كما أن قناتى Discovery و History Channel قد عرضتا تقريراً عن احتمال دخول كوكب مجهول لمجرتنا بقوة كهرومغناطيسية كبيرة عام 2012 وسينتج عن هذا حوادث وكوارث طبيعية كبيرة، بالتأكيد فيلم 2012 ليس هو الفيلم الوحيد القائم على التنبؤ بكيفية نهاية العالم، فقد شهدت دور العرض من قبل العديد من الأفلام والتى تضع نظريات مختلفة لنهاية الحياة على كوكب الأرض، منها فيلم Knowing لنيكولاس كيدج، والذى ذكر من ضمن أحداثه مسألة العاصفة الشمسية التى تنبأت وكالة ناسا بحدوثها، وكذلك فيلم The Day After Tomorrow والذى تنبأ بأن نهاية الأرض ستأتى نتيجة ظاهرة الاحتباس الحرارى، وفيلم The Independence Day والذى تنبأ بنهاية العالم على يد كائنات من الفضاء الخارجى، وكذلك فيلم 000,10 BC، والأفلام الثلاثة الأخيرة كانت من إخراج Roland Emmerich، وهو نفسه مخرج فيلم ,2012 كما أنه شارك فى كتابة الفيلم مع الكاتب Harald Kloser وقد وعد Roland Emmerich المشاهدين بأنه فى 2012 لن يكتفى فيه بتدمير مدينة محددة، بل سيدمر الكرة الأرضية اجمالاً، وسيصور المدن بمبانيها وجسورها وشوارعها وهى تنهار فى ذلك اليوم المشئوم، وقد وضع فيه كل ما يمكن تخيله من مشاهد الدمار والرعب وبإمكانيات بصرية مذهلة، ليصبح الفيلم عالمياً أكثر وليس خاصاً بأمريكا فقط. الجدير بالذكر أن العديد من الأماكن المقدسة والمعروفة سيتم تدميرها أيضاً ضمن أحداث فيلم ,2012 وقد احتاج المخرج Roland Emmerich إلى تصريح عند تعرض هذه الأماكن للدمار فى الفيلم مثل بناية 101 فى تايبيه بتايوان، بالرغم من أن ما يعرض لن يعدو كونه أعمال خدع وجرافيك لا غير.. إلا أن Roland Emmerich كان يريد شيئاً أكثر إثارة وضجة، فرغب فى تدمير الكعبة، حيث رغب- على حد قوله- فى تدمير هذا المبنى ذى الشكل الهندسى المُكعب، قبلة المصلين، خاصة أنها البقعة الأشد إثارة لمشاعر المسلمين!.. ولكن فريق عمله- بالتحديد من شاركه كتابة الفيلم Harald Kloser- نصحه بالعدول عن هذا.. وبعدها أعلن Emmerich أنه تقبل النصيحة بالعدول عن الفكرة، لأن هذا الأمر يتطلب فتوى!.. وبعدها عقب Emmerich أن فريق عمله كان مُحقاً فى هذه النصيحة، فكان بمثابة جرس الإنذار بالنسبة له، خاصة أنه فى الغرب يمكن أن يتم التعرض لتدمير أماكن مقدسة مسيحية، ولكن الأمر مختلف عند التعرض لرمز إسلامى يتوجب عليه الحصول على فتوى بهذا الأمر!.. وإن رجح البعض أن سبب عدول المخرج عن الفكرة هو تخوف صناع الفيلم من أن يثير هذا أعمالا اعتراضية عنيفة من المسلمين. ولم يكن هذا وحده المثير فيما يتعلق ب,2012 فبعد عرض إعلان الفيلم الكارثى على صفحات الإنترنت وقنوات التليفزيون الأمريكية، والذى تضمن دماراً شاملاً للعالم فى خمس دقائق فقط، بدأت مخاوف كثير من الشعب الأمريكى فى الازدياد، من حدوث ما تنبأ به الفيلم!.. الأمر الذى دفع العالم دافيد موريسون- أحد المتخصصين فى علم الإستروبيولوجى فى ناسا، وهو العلم المختص بدراسة أنواع الحياة الموجودة بالكون ودراسة تطورها وحياتها- إلى إنشاء صفحة متخصصة على موقع ناسا لطمأنة الناس من أن العالم لن ينتهى فى 2012 وقد أطلقت شركة Sony الموزعة للفيلم حملة على الإنترنت بغرض التصدى لبعض المواقع التى نشرت أخباراً كاذبة حول إصدار جهات متخصصة أمريكية أخباراً، وتأكيدات بأن الكارثة التى ستحدث خلال الفيلم ستحدث فى الواقع، لدرجة أن كثيراً من الأشخاص أعربوا عن عدم رغبتهم فى مشاهدة الفيلم عند صدوره!.. وقد أكد العالم دافيد موريسون، أنه صادف أكثر من ألف حالة على الموقع لأشخاص يُعانون من أرق شديد بسبب تصديقهم هذه الشائعات، لدرجة أن بعضهم بدأ يُفكر جدياً فى الانتحار قبل وقوع الكارثة! من المعروف أن المخرج Roland Emmerich تستهويه هذه النوعية من الأفلام القائمة إلى حد كبير على الخيال، فهو الذى أخرج فيلم Godzilla وشارك كمنتج منفذ للمسلسل الذى حمل نفس الاسم عام ,1998 كما أنه قام أيضاً بإخراج المسلسل الخيالى الشهير Stargate، والغريب أن Roland Emmerich قد أعلن بعد انتهائه من تصوير 2012 بأنه يرغب فى التوقف عن إخراج الأفلام الكارثية! وبالرغم من التصريح السابق، فالفيلم لا يعدك بأى لحظة ملل واحدة، والذى يدور حول باحث يكتشف مدخلاً سرياً لعالم غامض يوازى عالمنا، يعبر من خلاله إلى هذا العالم، ليُحذر قرينه هناك من كارثة تنبأ بوقوعها أصحاب حضارة المايا القديمة، ويُحاولان معاً لمنع حدوثها.. ويعرض الفيلم فى بدايته راهباً يتوجه إلى الكنيسة لإعلان قرب نهاية العالم، بينما تبدأ ثلوج الهيمالايا بالذوبان، لتكون سيلاً مائياً يقتل كل من يأتى أمامه، فى نفس الوقت نتعرف على جاكسون، الذى يتمنى أن يصبح كاتباً، إلا أنه يعمل كسائق ليموزين، كما أنه يعانى من انفصاله عن زوجته كايت، التى تركته لتتزوج من أحد الأثرياء، وفى الوقت الذى تُدمر فيه الأرض يُحاول جاكسون الفرار مع كايت وأطفالهما، وبالتالى فالفيلم يدخلك فى قلب الأحداث مباشرة دون تمهيدات أو مُقدمات مملة. بالتأكيد قصة مشوقة كهذه، بجانب إنتاج يصل إلى أكثر من مائتى مليون دولار، يُدعمها وجود نجم مخضرم هو John Cusack لبطولة الفيلم- الذى يلعب دور جاكسون- والذى تتنوع أفلامه، من الأفلام الرومانسية كSerendipity إلى الأفلام الجرائمية كIdentity إلى أفلام الرعب والغموض ك1408 وقد علق البعض مازحاً بأن يوم 13 نوفمبر تاريخ عرض فيلم 2012 عالمياً هو نفسه مجموع أرقام فيلم ,1408 والاثنان من بطولة كوزاك، هذا بجانب التشاؤم المعروف لدى الغرب لرقم 13 وبالتالى فتحديد يوم العرض بمثل هذا التوقيت لم يأتِ من فراغ. هذا وسيشارك فى الفيلم أيضاً النجم الشهير Danny Glover والذى سيلعب دور رئيس أمريكا، وهى ربما إشارة قد قصدها صُناع الفيلم إلى الرئيس الأمريكى الأسود الحالى باراك أوباما، كما ستلعب الممثلة Thandie Newton دور ابنة الرئيس، وكذلك المُمثل Oliver Platt والذى سيكون رئيس طاقم العمل للرئيس. الجدير بالذكر أن فيلم 2012 ليس هو الفيلم الوحيد الذى استغل تاريخ 2012 لينسج حوله قصة الكارثة الكبرى، ففى فيلم Death Race يتم ذكر هذه السنة بوصفها السنة التى انهار فيها الاقتصاد الأمريكى، وفى فيلم I AM Legend لويل سميث تجرى الأحداث التى يعيشها البطل الوحيد عام .2012