· كانت دائماً مصر هي التي تحقق الوحدة للعالم العربي فما الذي دفع اتحاد النقابات الفنية إلي هذا المنحدر الذي يحيلها إلي أداة فرقة وتناحر وشائعات؟! مثلما نلقي ماء النار علي وجه أعدائنا ونشوه ملامحهم.. صار اتهام التطبيع الثقافي يلقي جزافاً علي أشخاص أو مهرجانات وهكذا عاش الإعلام العربي المرئي والمسموع والمقروء تحت ظل هذا الاتهام الذي طال مهرجان "أبو ظبي" موجهاً من أكبر تجمع فني لأنه يصدر من اتحاد النقابات الفنية في مصر.. ولكننا نكتشف أن الاتحاد لا يدرك أنه يشكل أكبر قوة مؤثرة في العالم العربي ولهذا ينبغي ألا يبدد طاقته في قرارات يسارع بإصدارها ولا يملك الدفاع عنها بل إنها تثير الشكوك حول أسلوب إصدار القرارات في هذا الاتحاد. في مثل هذه الأيام قبل نحو عام أصدر اتحاد النقابات الفنية المصرية بقيادة "ممدوح الليثي" بياناً يحذر فيه أي فنان مصري من الذهاب إلي الجزائر في أي تظاهرة فنية ويمنع في نفس الوقت أي فنان جزائري من ممارسة النشاط الفني داخل مصر وذلك في أعقاب مباراة "أم درمان" الكروية.. يومها قلت إن دور القوي الناعمة في مصر هو ألا تتورط في مثل هذه القرارات العنترية الانفعالية بل واجبها الأول أن تدعو إلي تقارب الشعوب وعندما يحدث خلاف سياسي علي سبيل المثال يلعب الفن والفنانون دورهم في التقارب بين كل الأطراف ولكن ما حدث علي أرض الواقع هو أن النقابات الفنية المصرية من خلال اتحادها سكبت البنزين علي النيران فزادتها اشتعالاً.. ولم يصمد وقتها قرار الاتحاد طويلاً ولم يجد حتي الآن أحد يدافع عنه حتي ممن أصدروه وتحمسوا له بل إن الكل الآن تنصل منه.. هذه الأيام وكأنها عادة سنوية لا يريد أن يتخلي عنها "الليثي" أصدر قراراً مماثلاً بصفته رئيساً لاتحاد النقابات الفنية يمنع الفنانين المصريين في النقابات الثلاث التمثيلية والموسيقية والسينمائية من الاشتراك في أي تظاهرة يقيمها مهرجان "أبو ظبي" أي أن هناك حظراً عاماً علي المهرجان وأشار إلي أن هذا القرار سيظل ساري المفعول ما لم يأت من مهرجان أبو ظبي ما يؤكد أنهم لن يعرضوا في الدورات القادمة أفلاماً إسرائيلية وأكد القرار الذي أصدره رئيس الاتحاد بتحذير من ينتهك هذا القرار من الفنانين المصريين بالفصل من النقابة وحرمانه من ممارسة المهنة وكأنه قد تأكد تماما وبما لا يدع مجالاً للشك من تواجد أفلامً أو فنانين إسرائيليين!! وهكذا تحول اتحاد النقابات الفنية إلي جهة تحقيق تصدر أحكاماً نافذة ولكن حقيقة الأمر أنها بلا أي أدلة ولا براهين صادقة. الذي دعا اتحاد النقابات الفنية إلي هذا إصدار هذا القرار العشوائي وعلي وجه السرعة هو خبر نشر علي أحد المواقع الإلكترونية مؤكداً علي أن المنتجة الإنجليزية "ليزلي أودين" قد قالت بعد فوز فيلمها "الغرب غرباً" بجائزة الجمهور إنها إسرائيلية وتحمل جواز سفر إسرائيلياً وتعتز بكونها إسرائيلية والحقيقة أن حفل الختام الذي أقيم يوم 22 أكتوبر لم تحضره المنتجة ولا المخرج البريطاني لفيلم "الغرب غرباً" الحقيقة أيضاً أن الفيلم بريطاني الجنسية وتحمل المنتجة أيضاً جواز سفر بريطاني ودخلت إلي دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها بريطانية.. ويبقي هناك احتمال واحد وهو أن المنتجة أقامت مؤتمراً صحفياً في صباح اليوم التالي لتوزيع الجوائز وحصولها علي جائزة الجمهور أكدت أنها تحمل أيضاً الجنسية الإسرائيلية بالإضافة إلي جنسيتها الإنجليزية لا أحد يملك أن يؤكد ذلك؟! وحتي نكون منصفين لم يقدم أحد حتي الآن شريطاً مسجلاً عليه هذا اللقاء رغم أن في المهرجان انتشرت كاميرات التصوير من كل القنوات العربية والأجنبية ثم لو افترضنا أن المنتجة البريطانية الجنسية بالفعل قد صرحت بذلك فما هي مسئولية المهرجان في هذه الحالة.. إننا نعتب علي المهرجان لو أنه سمح لها مثلاً وهي تصعد علي المسرح بإعلان جنسيتها الإسرائيلية ولم يتخذ موقفاً منها ولكن كل ذلك لم يحدث لأنه في حقيقة الأمر لا يمكن محاسبة أي مهرجان علي آراء ضيوفه طالما أنه لم يوجه دعوة إلي فنانة إسرائيلية أو فيلم إسرائيلي.. أتذكر مثلاً أن "عمر الشريف" خانه التعبير في مهرجان القاهرة أثناء ندوة أقيمت لتكريمه قبل ثلاث سنوات وقال أن "عبد الناصر" كان عميلاً للأمريكان وكان يقصد أنه يتعامل معهم وليس عميلاً لهم وتم تصحيح الأمر ولكن لا أحد حمل مهرجان القاهرة وزر هذا الخطأ اعتبرناها مجرد زلة لسان؟! ويبقي أن في هذه الدورة الرابعة من عمر مهرجان "أبو ظبي" شاهدنا أكثر من فيلم يتناول القضية الفلسطينية ويدين الممارسات الإسرائيلية التعسفية مثل "دموع غزة" و "أطفال الحجارة" الحقيقة أن مهرجان "أبو ظبي" ومنذ البداية عام 2007 تعرض لهذا الاتهام كان اسمه مهرجان "الشرق الأوسط" وهو عنوان قد يعطي التباساً جغرافياً بأنه يتسع لمشاركة إسرائيل.. إدارة المهرجان هذه الدورة "الرابعة" حرصت علي أن تطلق علي المهرجان اسم "أبو ظبي" بعيداً عن الالتباس الجغرافي الذي من الممكن أن يحدث بسبب تعبير "الشرق الأوسط" وقد كانت هناك جائزة حتي العام الثالث لأفضل فيلم شرق أوسطي تم إلغاؤها وصارت أفضل فيلم عربي وأفضل فيلم أجنبي فقط.. في عام 2007 مع بداية انطلاق المهرجان أرادت إسرائيل أن تقدم فيلمها "زيارة الفرقة" إلي المهرجانات العربية وبالفعل أرسلت نسخة لمهرجان القاهرة وأخري لمهرجان أبو ظبي ورفضت في الحالتين أي أن القرار السياسي في الإمارات مثلما هو في مصر يمنع أي مشاركة لإسرائيل ولا يجرؤ أي مهرجان عربي مخالفة قرار الدولة فهو ليس قراراً ثقافياً ولا فنياً فقط ولكنه بالتأكيد يعبر عن إرادة سياسية.. ويبقي الحديث عن محاولات إسرائيل التي تريد بالفعل اختراق المهرجانات العربية بأي وسيلة وتحت أي ستار وعلينا أن ننتبه ونفتح أعيننا بدلاً من أن نسارع باستخدم سلاح التشهير بالتطبيع مع إسرائيل والتخوين والتخويف فما أسهل هذا. وعلينا أن نذكر بأن إسرائيل تنفذ إلينا من ضعفنا وخلافاتنا.. ما الذي من الممكن أن ننتظره للخروج من المأزق بعد قرار اتحاد النقابات الفنية ليس أمام الاتحاد سوي التراجع فوراً عن هذا الاتهام المتسرع لأنه لا يمكن أن يتخذ مثل هذا القرار بدعوي أن أحدهم قد كتب أو أنه قد تسرب خطأ أو غيرها من الأسباب.. إن قرار اتحاد النقابات الفنية سوف يضع كل النقابات الفنية العربية في موقف محرج فإذا صمتت فهذا يعني أنها توافق علي تواجد إسرائيل في مهرجان عربي وإذا شجبت فهذا يعني أن نتهم بريئاً لم ولن يعرض أفلاماً إسرائيلية. كانت دائماً مصر هي التي تحقق الوحدة للعالم العربي فما الذي دفع اتحاد النقابات الفنية إلي هذا المنحدر الذي يحيلها إلي أداة فرقة وتناحر وشائعات؟! ************ المهرجانات العربية .. زحمة يا دنيا زحمة في الوقت الذي كان فيه فيلم "الجامع" المغربي الجنسية يعرض في "الدوحة" كان يعرض أيضاً في مهرجان "قرطاج" خرج الفيلم خاوي الوفاض من مهرجان "الدوحة" وحصل علي البرونزية في "قرطاج" وهو حالياً يتنافس علي جائزة دمشق التي تعلن غداً «السبت».. إنها سابقة خطيرة لم تحدث ولن تحدث إلا فقط في مهرجاناتنا العربية! هل من الممكن أن نجد حلاً لتلك الفوضي وحالة التضارب في المواعيد التي تعاني منها كل المهرجانات العربية؟! يبدأ التزاحم العربي العربي مع بدايات شهر أكتوبر ويزداد اشتعالاً كلما أوغلنا أكثر في شهر أكتوبر ويواصل السخونة في نوفمبر ثم يصل إلي الذروة في شهر ديسمبر لأن الكل يسعي لإنهاء نشاطه السينمائي قبل احتفالات الكريسماس، حيث إن أغلب النجوم العالميين يحرصون علي قضاء العيد في بلادهم.. الأشهر الثلاثة التي تشهد ذروة الصراع السينمائي تجبر المهرجانات أن تعرض تقريباً نفس الأفلام الهامة سواء العالمية أو العربية فهم مضطرون إلي عرض عدد محدود من الأفلام التي حققت رواجاً ونجاحاً في الأشهر السابقة مباشرة لإقامة المهرجان مثلاً فيلم "نسخة مصدقة" للمخرج الإيراني "عباس كيروستامي" شاهدته معروضاً في مهرجان "أبو ظبي" وبعد 48 ساعة فقط من انتهاء "أبو ظبي" شاهدته في مهرجان "الدوحة" وبعد ذلك سوف تعثر عليه معروضاً في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يفتتح 30 نوفمبر لينتقل بعدها بأيام إلي مهرجان "مراكش" وكأنه كعب داير في كل المهرجانات العربية.. مثلاً النجمة "يسرا" كانت أحد نجوم افتتاح مهرجان "أبو ظبي" بعدها انتقلت إلي "الدوحة" لترأس لجنة التحكيم وقبل يوم واحد من ذهابها إلي "الدوحة" كانت في تونس للمشاركة في افتتاح "قرطاج" كما أنها عضو في المكتب الفني لمهرجان القاهرة وحضورها مفروغاً منه وبعد ذلك ستنتقل إلي مهرجان "دبي" لأنها أحد الضيوف الدائمين في "دبي".. وبالطبع ما تفعله "يسرا" تستطيع أن تجد له تنويعات لأغلب نجوم ونجمات السينما العربية.. الأفلام العربية أيضاً تعاني من نفس المأزق فهي أفلاماً صارت نادرة أتحدث بالطبع عن الجيد منها وهكذا مثلاً شاهدت الفيلم اللبناني "شتي يا دنيا" في مهرجان "أبو ظبي" حصل علي جائزة المهرجان وانتقل إلي مهرجان "الدوحة" وسوف يعرض في القاهرة في مسابقة الفيلم العربي. أيضاً فيلم "رسائل بحر" عرض في "أبو ظبي" داخل المسابقة الرسمية وانتقل بعدها إلي "قرطاج" للمسابقة أيضاً.. قبل نحو شهرين لم تكن إدارة مهرجان القاهرة قد استقرت علي فيلم مصري ولكن بعد الكثير من المحاولات وأيضاً الاعتذارات تمكنت من الاتفاق علي فيلم "شوق" لخالد الحجر يعرض في المسابقة الرسمية لأنه لم يسبق عرضه في أي مسابقة رسمية من قبل وسوف يعرض في المسابقة العربية فيلمي "الطريق الدائري" لتامر عزت وأيضاً "الميكروفون" لأحمد عبد الله الحاصل مؤخراً علي جائزة مهرجان قرطاج "التانيت الذهبي" أفضل فيلم عربي وأفريقي.. لم أشاهد حتي كتابة هذه السطور الأفلام الثلاثة ولا أستطيع أن أحكم عليهم فنياً ولكني أتمني أن تحظي السينما لمصرية بالجوائز بعد أن اقتنصت بفارق 24 ساعة فقط الجائزتين الكبيرتين لمهرجاني الدوحةوقرطاج "الحاوي" لإبراهيم بطوط أفضل فيلم عربي في "الدوحة" و "ميكروفون" لأحمد عبد الله أفضل فيلم عربي في "قرطاج". المهرجانات العربية صارت ترصد أموالاً ضخمة للاستحواذ علي الأفلام.. تاريخياً مهرجان القاهرة هو أول مهرجان عربي يرصد ميزانية للفيلم العربي الفائز مقدارها 100 ألف جنيه وذلك قبل نحو 15 عاماً وكانت تساوي وقتها حوالي 30 ألف دولار الآن صارت لا تتجاوز 18 ألف دولار وهو مبلغ هزيل بالطبع خاصة لو قارنته بالمهرجانات الخليجية الثلاثة "دبي" ، "أبو ظبي" ، "الدوحة".. أضاف المهرجان مؤخراً جائزة للسيناريو تصل أيضاً إلي 18 ألف دولار ولكن في كل الأحوال الإغراء المادي لم يعد يشكل أي عامل جذب للفيلم المصري ولا الفيلم العربي لأن المهرجان يعاني أيضاً من تضاؤل إقبال الأفلام التي تمثل السينما العربية!! فيلم "الحاوي" لإبراهيم بطوط المخرج والمنتج شارك به في مهرجان "الدوحة" في دورته الثانية.. الفيلم تم إنتاجه في إطار السينما المستقلة المحدودة التكاليف ولهذا فإن الجوائز بالتأكيد تشكل عامل جذب خاصة إذا علمنا أن تكلفة هذا الفيلم قبل المونتاج لم تتجاوز 48 ألف جنيه مصري وذلك طبقاً لما أكده مخرج ومنتج الفيلم "إبراهيم بطوط". تستطيع أن تجد أيضاً في هذا المأزق حالة التزاحم في فترة زمنية محدودة.. لو عقدنا تنسيق فيما بينها وامتدت فعاليتها طوال أشهر العام بالتأكيد سوف تعثر علي أفلام ولن تكرر نفس العروض وبالطبع يبدو أن الحل نظرياً سهل إلا أن صناع المهرجانات لو سألتهم ستكتشف أنهم ليسوا أحراراً في تحديد الموعد إنهم مرتبطون بالرعاة مثل شركات الطيران التي تمنح تخفيضات لإدارة المهرجان لديها مواعيد محددة تستطيع خلالها فقط أن توافق علي هذا التخفيض وما ينطبق علي شركة الطيران يتكرر أيضاً في الفنادق التي تمنح تخفيضات هائلة لإدارة المهرجانات ولكنها تشترط اختيار التوقيت المناسب بالنسبة لها وليس بالضرورة أن يصبح مناسباً للمهرجان ولو لم تتوافق المواعيد التي تحددها شركات الطيران والفنادق فلن يقام المهرجان ومن هنا تبدو لي الأزمة علي الأقل في المستقبل القريب غير قابلة مع الأسف الشديد للحل.. نعم سيظل السؤال إذا كانت المهرجانات الأسبق زمنياً مثل "قرطاج" ، "القاهرة" ، "دمشق" قد اختارت مواعيدها قبل نحو30 عاماً فإن المهرجانات الأحدث وأعني بها الخليجية عليها أن تختار مواعيد أخري إلا أنه كما قال لي الناقد ومدير مهرجان "دبي" مسعود أمر الله إن تلك المهرجانات لا تملك الموعد الذي تختاره كلهم مجبرون أمام رغبات الرعاة! *********** «حلمي» و «أصالة».. طريق مسدود يبدو أن "حلمي بكر" و "أصالة" قد وصلا إلي طريق مسدود ورغم ذلك لا يزال النقيب "منير الوسيمي" يسعي جاهداً لكي يرأب هذا الصدع بعد أن اتسع الخرق علي الراقع.. التراشق بالكلمات الجارحة حيناً والخارجة دائماً أصبح وعلي مدي 10 سنوات عنوان علاقة الموسيقار الكبير بالمطربة الكبيرة.. "حلمي بكر" يهاجمها في برامجه التي يحل ضيفاً عليها ولا تسلم أبداً من لسانه حتي في تلك البرامج التي يقدمها في الإذاعات المحلية مثل برنامجه عبر الإذاعة المصرية "صوتين وغنوة" حيث أنه كثير ما يسخر منها في كل البرامج ويواصل الهجوم عليها في كل ما تيسر أمامه من المقابلات الصحفية.. وهي علي المقابل لا تتواني وترد له الصاع صاعين عندما يقذفها بالماء ترميه بالنار وتسخر أحياناً من ألحانه بل ومن ملابسة!! الساحة الوحيدة التي كانت مهيأة لكي يلتقي فيها الخصمان هي القضاء طالما يشعر كل منهما بأن الآخر قد أهانه وتجاوز في حقه ولكن لا بأس بالطبع من تلك المبادرة التي أعلنها نقيب الموسيقيين بأن يلتقيا في ساحة النقابة باعتبارها المكان الذي يحتوي الجميع بدون تفرقة لأنه قبل ذلك كان يلوح بمعاقبة "أصالة" بمنعها من الغناء لمجرد أنها ردت علي تجاوزات "حلمي" بتجاوزات أخري أراه سلاح لا يجوز أن نشهره في وجه أي فنان مصري أو عربي خاصة أنه أقرب إلي تهديد ووعيد من "حلمي" إلي "أصالة".. اعتذري وإلا.. بحجة أن "حلمي بكر" صار من الرموز ولا يجوز مهاجمة الرموز!! لو تصفحنا تاريخ العلاقة بين "حلمي" و "أصالة" سوف نجد أنها شهدت مراحل عديدة من الشد والجذب هو يعتقد أنه قد خلقها فنياً بعد أن انطلقت في مساحات غنائية أبعد مما بدأه "حلمي" صحيح أنه منحها واحدة من أشهر الأغنيات العربية "ع اللي جري" حتي أن جمهور هذا الجيل ينسبون "ع اللي جري" إلي "أصالة" متجاهلين أن مطربتها الأولي هي الراحلة "عليا".. "حلمي" كان أحد الملحنين الذين دعموا بدايات "أصالة" بمصر والتي انطلقت وهي طفلة في سوريا من خلال والدها المطرب "مصطفي نصري".. كثيراً ما يشير "حلمي" إلي أنه احتضن "أصالة" وساعدها في بداية مشوارها بالقاهرة مادياً وليس فقط أدبياً وقد يكون هذا صحيحاً ولكن لا يحتاج "حلمي" بأن يذكر علي الملأ إياديه البيضاء في هذا المجال وكما لحن لها "حلمي" كان لمحمد سلطان و "سيد مكاوي" و "محمد الموجي" ألحاناً ناجحة بل إن نصيب "سلطان" مثلاً كان أكبر والحقيقة أن لقاءها مع "محمد ضياء الدين" وهو من ملحني التسعينيات هو الذي صنع لها الجماهيرية الطاغية في مصر والعالم العربي، حيث حدث نوع من الكيميائية بين النغم والصوت مثل "لما جت عينك في عيني" ، "يا مجنون مش أنا ليلي" ، "يمين الله" ، "ما ابقاش أنا".. الغريب أن "نهاية المشوار مع "محمد ضياء الدين" جاءت بعد زواجه القصير من شقيقتها وأيضاً تصدعت علاقتها مع "حلمي" بعد طلاقه السريع من ابنة خالتها إلا أن المأزق الحقيقي بينهما اشتعل عندما غنت قصيدة "اغضب" لنزار قباني.. "حلمي" لديه هاجس قهري بأن "أصالة" لم تمنح القصيدة ما تستحقه من عناية ولهذا لم تحقق النجاح المرتقب بينما "أصالة" لديها قناعة بأن اللحن لم يصل إلي المستوي المطلوب ولهذا خفت تواجده عند الجمهور!! الهوة شاسعة بين الخصمين حتي لو لم يسفر الصلح الشخصي عن تعاون فني ولكن يكفي أن يكف كل منهما عن السخرية من الآخر والتفرغ فقط لفنه أنا أعلم أن حلمي لديه قناعة بأنه صانع نجومية "أصالة" وكأنه يعيد أسطورة "بيجماليون" ولن تنجح أي محاولات للصلح إلا بعد أن يدرك "حلمي بكر" أن "أصالة" ليست من صناعة "حلمي" ولكنه واحد من الذين دعموها بإخلاص في بداية مشوارها في مصر وعلي "أصالة" أيضاً أن تقر بهذه الحقيقة!!