لا خلاف على كونه واحدا من أفضل المهاجمين ليس فى مصر وحدها، ولكن فى القارة السمراء بأكملها لما يمتلكه من إمكانيات فنية وبدنية لا يتمتع بها الكثيرون، وهو ما جعله مطمعا للعديد من الأندية العالمية الكبرى مثل ليفربول وريال مدريد، وكان قريبا من الانضمام للأخير بالفعل قبل أن تتعثر المفاوضات لرفض مسئولى نادى ويجان أتليتك الإنجليزى التفريط فيه. هو عمرو زكى مهاجم منتخب مصر والزمالك الذى كان لنا معه هذا الحوار وواجهناه بالكثير من الاتهامات والشائعات التى لاحقته أخيرا وذلك قبل ساعات من أول مباراة لفريقه فى الدورى العام أمام إنبى. بداية.. نود أن نعرف موقفك النهائى من الاحتراف؟ وهل ستبقى مع الزمالك أم ترحل؟ حتى الآن أنا مستمر مع الزمالك بعد انتهاء إعارتى لفريق «ويجان»، لكن الجديد أن مسئولى نادى بورتسموث أعلنوا تمسكهم بى وأوشكت المفاوضات على أن تنتهى بنجاح وأتمنى العودة للعب فى الدورى الإنجليزى كى أتمكن من رد اعتبارى الذى تحقق جزء منه بالرغبة الملحة لدى سليمان الفهيم مالك بورتسموث للتعاقد معى ولو على سبيل الإعارة. رد اعتبارك من ماذا؟ رد اعتبارى بعد أن تعرضت لمؤامرة من نادى ويجان الذى تعمد مسئولوه تشويه صورتى فى وسائل الإعلام والإيحاء بأننى لاعب غير ملتزم ليضيعوا على فرصة الاستمرار فى الدورى الإنجليزى لكن عرض بورتسموث جدد ثقتى بنفسى وفى إمكانية عودتى للدورى الإنجليزى. كيف؟ أعتقد أن خروج مالك النادى سليمان الفهيم للتحدث عنى بهذا الشكل الجيد فى وسائل الإعلام الإنجليزية، واستعداده لدفع أى مقابل مالى يطلبه الزمالك، ورغبته فى رد اعتبارى بعد ما حدث من مسئولى ويجان، ورغبته فى تحسين صورة اللاعب العربى فى أوروبا، أكبر دليل على الرغبة الملحة فى ضمى لا سيما بعد انتقال بيتر كراوتش مهاجم بورتسموث إلى توتنهام وهو مهاجم معروف جدا فى انجلترا، كما أن بول هارت المدير الفنى للفريق أبدى إعجابه بى وطلب من مسئولى النادى التعاقد معى على وجه السرعة لتعويض رحيل كراوتش وأعتقد بأن وجودى بجانب الأسترالى المعروف مارك فيدوكا سيكون أمرا جيدا للمدير الفنى الذى يسعى لأن نكون ثنائيا قويا فى خط هجوم بورتسموث. وماذا استفدت من الاحتراف؟ استفدت أشياء كثيرة أبرزها «الالتزام» حتى فى طريقة التعامل، والجدية فى التدريبت وقوة الالتحام، فهناك لا يوجد «دلع»، هناك صرامة فى كل شىء حتى فى التمرين، وعندما التزمت وتميزت وجدت اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام رغم أن نادى ويجان من الأندية الصغيرة هناك، بعكس مصر عندما يتألق لاعب فى أندية أخرى غير الأهلى والزمالك لا تجد اهتماما به من وسائل الإعلام، وهناك أبرزوا صورتى بشكل جيد حتى أصبح اسمى معروفا فى جميع أنحاء أوروبا وفاوضتنى أندية كبيرة بالفعل.. هناك لا يوجد قانون «معلش» فمن أخطأ ينال عقابا فوريا، لذلك نراهم متقدمين كرويا، فالاهتمام بالتفاصيل الدقيقة يأتى قبل الاهتمام بالأساسيات وهذا هو سر نجاحهم. وهل ترى أنك أخطات؟ أنا بشر، والخطأ وارد.. والاعتراف بالخطأ أفضل حل لعدم تكراره، ولدى الشجاعة للاعتراف بأننى أخطأت فى بعض الأمور حيث تعاملت معها من منظور مختلف نتيجة قلة الخبرة فى عالم الاحتراف، لكن المهم أن أتعلم من الخطأ من أجل الحفاظ على اسمى. وما أبرز الأندية التى فاوضتك؟ لا أذيع سرا عندا أقول إننى كنت قريبا من الاحتراف فى ريال مدريد فى شهر يناير الماضى، حيث تفاوض معى مسئولون من النادى الملكى مباشرة لكن الانتقال تعثر بعد رفض مسئولى ويجان الاستغناء عنى رغم أننى كنت معارا من الزمالك. وهل ترى أن من حق مسئولى ويجان رفض احترافك؟ بالتأكيد.. فعقدى معهم كان ممتدا لموسم كامل وعندما فاوضنى ريال مدريد كنت مرتبطا بعقد الإعارة، كما أن مسئولى ويجان كانوا يسعون لاحتلال مركز متقدم فى الدورى الإنجليزى نظرا لاحتلال الفريق مراكز متأخرة دوما، وبالتالى رأوا أن من مصلحتهم بقائى، فقررت الاستمرار مع الفريق، رغم أن حلم حياتى قبل الاحتراف فى أوروبا كان اللعب لريال مدريد. وما سبب انقلاب مسئولى ويجان عليك بجانب المدير الفنى ستيف بروس الذى دائما ما أشاد بك؟ الحقيقة أننى تعرضت لمؤامرة تم تدبيرها بشكل محكم من جانب نادى ويجان، فعلى الرغم من انتهاء الدورى وأنا هداف الفريق واختيارى كأفضل صفقة هذا الموسم من قبل جماهير الفريق، إلا أن فشل التعاقد معى بشكل نهائى جعل «ويجان» يخرجنى من حساباته تدريجيا لأننى لن أكون معهم فى الموسم الجديد وبالتالى تعمدوا تشويه صورتى فى وسائل الإعلام والإيحاء بأننى لاعب غير ملتزم ليضيعوا على فرصة الانضمام لأى ناد آخر. لكنك أخطأت بعدم العودة عقب مشاركتك مع المنتخب فى مباراة زامبيا فى تصفيات كأس العالم؟ سبب تأخرى هو الإصابة، وقررت البقاء فى القاهرة لأتلقى العلاج المناسب، حيث لا فائدة من عودتى ما دمت مصابا ولن أشارك فى التدريبات، وللأسف أخطأت لأننى كان مفروضا أن أعود فى موعدى لأتلقى العلاج تحت إشراف طبيب فريق «ويجان» حتى لا أترك الفرصة أمام أحد. ما تقييمك لعودة ميدو للدورى المصرى بعد عشر سنوات من الاحتراف فى أوروبا؟ أولا.. ميدو نجم عالمى ولاعب كبير ومعروف جدا فى أوروبا، أما مسألة عودته للدورى المصرى فهذا أمر يخصه وهو الوحيد القادر على تحديد ماذا يريد، فهو يرغب فى العودة لصفوف المنتخب الوطنى وهذا حق له وأعتقد أنه قادر على العودة للاحتراف فى أوروبا، لكن عودة ميدو للدورى المصرى ستضع المسابقة على الخريطة العالمية حيث ستسعى وسائل الإعلام الأجنبية لمتابعة مسيرة اللاعب ونقل أخباره وهو ما سيعود بالفائدة على بطولة الدورى وتفتح أبوابا جديدة أمام أغلب اللاعبين. وهل لا تزال هناك أثار للخلاف بينكما؟ لا توجد مشكلات بيننا، وللأسف فإن البعض يسعون لتضخيم أى خلاف مهما كان بسيطا، وسأضرب لك مثلا، فعندما تحدث مشكلة بين الأخ وشقيقه فهل معنى ذلك أن تحدث قطيعة بينهما؟ فالأمر بسيط جدا وانتهى منذ فترة طويلة، وحرصت على أن أكون على رأس مستقبلى «ميدو» فى الزمالك لأثبت للجميع أن العلاقة بيننا على ما يرام. لكن البعض يخشى من تجدد الخلافات بينكما فى حالة اللعب معا فى هجوم الزمالك فى الموسم المقبل؟ إطلاقا.. فوجودى أنا وميدو فى هجوم الزمالك سيزيد من قوة الفريق ويجعل المهمة صعبة أمام الفرق الأخرى وأتمنى أن نسهم أنا وميدو فى عودة البطولات للزمالك وسأتنافس معه على لقب الهداف فى حالة بقائى. وهل ترى أن الفريق قادر على المنافسة بعد إنهاء الموسم الماضى فى المركز السادس؟ الموسم الماضى كان الوضع مختلفا، بعد رحيل أكثر من لاعب من الأساسيين الذين كانوا يمثلون العمود الفقرى للفريق، بجانب التعاقد مع أكثر من لاعب احتاجوا لوقت طويل للتأقلم مع زملائهم فضلا عن تغيير الجهاز الفنى وهو أمر لو حدث لأى فريق آخر لهبط للدرجة الثانية!.. والفريق أصبح يضم مجموعة متميزة من اللاعبين بعد التعاقدات الأخيرة، وأؤكد أن يفوز الزمالك بالدورى والكأس فى الموسم المقبل. لكن كلامك الآن يتناقض مع ما قلته من قبل عن تطلعك بل اقترابك من الاحتراف فى بورتسموث الإنجليزى؟ لا يوجد تناقض، فأنا مستمر مع الزمالك حتى تنتهى مفاوضاتى مع الفريق الإنجليزى وعموما كل شىء يبقى واردا ولا أعرف ماذا سيحدث بعد ساعة من الآن فهذا فى علم الغيب! وهل سيوافق الجهاز الفنى على رحيلك؟ الجهاز الفنى بالطبع يرغب بشدة فى بقائى، ويكفى أن السويسرى ميشيل دى كاستال قال لى بالحرف «zaki stay» أمام زملائى وأعضاء الجهاز الفنى وهذا أكبر دليل على تمسكه بى، وأنا أعلم أن الموقف صعب للغاية حيث يرغب دى كاستال فى الاعتماد على بشكل أساسى فى الموسم المقبل، لكن سواء بقيت أو رحلت فزملائى لا يقلون عنى كفاءة. هل تسعى لإجبار مسئولى الزمالك على الموافقة على رحيلك عن طريق اتباع سياسة التمرد؟ إطلاقا، فأنا لا أتمرد، وكما قلت أنا مستمر مع الفريق حتى يوافق المسئولون على رحيلى بالطرق الشرعية، وفوجئت بما تردد أخيرا حول اختفائى وتمردى، الأمر الذى لا أساس له من الصحة، حيث حصلت على إذن من الجهاز الفنى بالغياب نظرا لإصابتى فى العضلة الخلفية ولم أتدرب منذ فترة مع الفريق حيث كنت أؤدى تدريبات منفردة حيث يخشى الجهاز الفنى من التعجل بالدفع بى فى المباريات حتى لا تتفاقم إصابتى وبالتالى أغيب فترة أطول عن الملاعب. بعيدا عن الزمالك، وكيف ترى مستقبل مصر فى تصفيات كأس العالم؟ لابد أن نعترف أن التأهل لم يعد سهلا، والموقف بات أكثر صعوبة، لكن الأمل لم ينته تماما، وبالعزيمة والإصرار نحن قادرون على التأهل بشرط أن يؤمن الجميع بأننا قادرون على التأهل، فالأمر يحتاج للفوز على رواندا وزامبيا خارج ملعبنا، قبل أن نلتقى مع الجزائر فى ختام التصفيات بالقاهرة، وفى حالة فوزنا خارج ملعبنا سنقترب بشدة من التأهل لتصبح مباراة الجزائر هى الفاصلة للتأهل لجنوب أفريقيا وأشعر أن سيناريو عام 90 سيتكرر ونتأهل عن طريق الجزائر للمونديال. على ذكر الجزائر.. هل ما زالت علاقتك مع محمد أبوتريكة متوترة إلى الآن إثر المشادة التى حدثت بينكما فى غرفة خلع الملابس بين شوطى مباراة الذهاب؟ علاقتى بأبوتريكة طوال عمرها جيدة جدا، فهو لاعب محبوب من زملائه بخلاف شعبيته الكبيرة لدى الجماهير، والمشادة التى حدثت معه كانت نتيجة ظروف المباراة الصعبة والضغوط التى تعرضنا لها فى المباراة، بالإضافة إلى أننى تعرضت للإصابة بشد فى العضلة الخلفية مبكرا لكنى تحاملت على نفسى لأكمل المباراة حتى تم استبدالى لعدم استطاعتى اللعب، وعموما الموضوع انتهى تماما ولا توجد خلافات بيننا، ويكفى أن أؤكد لك أننى لا أطيق أن أرى أحدا يشتبك مع أبوتريكة من لاعبى الفرق المنافسة وأكون أول من يدافع عنه. وهل ترى أن استبعادك من المشاركة فى كأس القارات كانت لهذا السبب؟ لا أعتقد أن استبعادى كان لهذا السبب، فالسبب الأساسى لاستبعادى أننى كنت مصابا، ولم أتمكن من التدريب بالشكل الكافى، لكنى كنت أتمنى المشاركة فى هذه البطولة العالمية خاصة أننا حققنا نتائج جيدة أمام منتخبات عالمية كبرى ويكفى الفوز على إيطاليا بطل العالم. زكى فى عيون الإنجليز اهتمام إعلامى كبير حظى به عمرو زكى منذ أن وطأت قدماه مطار هيثرو الدولى فى لندن قبل التوجه لمدينة مانشيستر للانضمام لفريق ويجان أتليتك، حيث وصفته صحيفة «دايلى تليجراف» واسعة الانتشار بأنه «مهاجم خلق ليلعب فى الدورى الإنجليزى، مؤكدة أن أداءه تطور كثيرا على يد بروس حيث استطاع أن يؤثر فى عمق الفريق من خلال الهجمات التى أطلقها والتمريرات الرائعة التى يمنحها لزملائه». كما وصفته الصحيفة ذائعة الصيت بأنه مهاجم خلق ليلعب فى الدورى الإنجليزى، مؤكدة أن أداءه تطور كثيرا على يد ستيف بروس المدير الفنى. واعتبر ستيف بروس فى تصريحات لصحيفة «ديلى ميل» الإنجليزية أن زكى أفضل مهاجم فى العالم وفقا لإحصائيات الفيفا، حيث إن تسجيل زكى 27 هدفا فى 48 لقاء دوليا مع المنتخب المصرى بالفعل معدل مثير للإعجاب. أما صحيفة ال«جارديان» الشهيرة فذهبت إلى وصف تسديدات عمرو زكى بأنها كادت تكسر أصابع التشيكى المخضرم بيتر تشيك حارس المرمى الأول فى الدورى الإنجليزى، ووصفت التحاماته وتدخله فى كل كرة أصاب تيرى وكارفاليو بالإعياء والارتباك. كما أشاد بمستواه روى كين المدير الفنى لفريق سندرلاند، وأثنى عليه النجم الإنجليزى ديفيد بيكهام وتوقع له أن ينتقل لأحد أندية إنجلترا الكبيرة قريبا.
