الأستاذ محمد الباز رئيس التحرير التنفيذى لجريدة البوابة كتب فى عدد الأمس مقالا هاجم فيه الشروق ورئيس مجلس إدارتها المهندس إبراهيم المعلم. قرارى الثابت ألا أناقش الزميل أو غيره فى آرائه بشأن اى شىء، لكنى مضطر اليوم أن أوضح حقيقة معلومات خاطئة كتبها الباز تخص العبد لله وتتعلق تحديدا بمؤتمر الأحزاب ونقاط أخرى متعلقة بإدارة تحرير الشروق التى أشرف بها. صحيح أن الرئيس السيسى دعانى أو طلب منى مرتين تنظيم مؤتمر عن الأحزاب، لكن الأصح أن الطلب كان موجها ل «الشروق» كصحيفة، وليس لشخصى الضعيف فقط. اقسم بالله انه ليس صحيحا أن إبراهيم المعلم أو اى طرف فى الشروق أو غيرها حاول فرض نفسه على المؤتمر، وكان يمكن للزميل الباز أن يكلف اى محرر بالاتصال بالشروق أو بقادة الاحزاب ليسألهم سؤالا بسيطا: هل فرضت عليكم الشروق أى أجندة؟!. أقول ذلك جازما لأننى حضرت كل الجلسات التمهيدية والتحضيرية الخاصة بالمؤتمر مع كل زعماء الأحزاب والتيارات من الدكتور السيد البدوى وحمدين صباحى إلى الدكتور اسامة الغزالى حرب وصفوت النحاس مرورا بالأحزاب الصغيرة. قول الزميل البار بأن الرئاسة لم تأخذ بما انتهت إليه الاجتماعات الخاصة بالأحزاب. وأرجو أن يراجع فقط ما قاله محمد انور السادات الذى سأل رئيس الجمهورية خلال لقائه بالاحزاب سؤال بسيطا ومباشرا عن توصيات مؤتمر الشروق، فأثنى الرئيس على الاجتماعات والتوصيات وقال نصا: «سوف نكمل عليها ونستفيد منها» وهذا الكلام على عهدة السادات، وسمعته بأذنى أيضا من الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد اضافة إلى مسئولين آخرين بالدولة، وإن شاء الله سوف يتأكد الزميل الباز من صحة هذا الكلام قريبا. النقطة الأهم أننا لم نزعم ان هدف مؤتمر الشروق هو تشكيل قائمة حزبية بل فتح المجال العام للسياسة وللقوى السياسية والوصول إلى اكبر قدر ممكن من التوافق بين القوى والأحزاب التى تقبل بالقانون والدستور وخريطة الطريق، والوصول إلى ميثاق شرف انتخابى، بحيث تكون الخناقات والمناقشات السياسية تحت قبة البرلمان وليس فى الشارع عبر المولوتوف أو العمليات الإرهابية. يقول الزميل الباز إن «المسئولين عن تحرير الشروق يعرفون أن هناك تعليمات واضحة بالاهتمام الشديد بكل اخبار وأعضاء حزب النور!». ولم أملك إلا الضحك بعد أن قرأت هذا الكلام لأنه يفترض اننى المسئول عن التحرير ويا ريت يخبرنى بالتفاصيل!. واقسم لك أن كلامك غير صحيح، وكل ما اطلبه منك ان تقول لى بالأمثلة المحددة ما هى مظاهر الاهتمام بأخبار حزب النور مقارنة بالأحزاب الأخرى؟. نحن على سبيل المثال، حاورنا كل قادة الأحزاب ومسئوليها من صفوت النحاس إلى البدوى ومن قادة المصريين الأحرار إلى التحالف الشعبى. نحن نزعم اننا نعرف تماما الفرق بين القيم المهنية وبين الآراء السياسية الشخصية. ثم إن كان لك موقف غاضب من حزب النور وقادته فلماذا تلوم الشروق، ولماذا لا تناقش فيه مؤسسة الرئاسة والحكومة التى تتعامل مع الحزب وأجلسته يوم خريطة الطريق، ورئيس الجمهورية وصف رئيسه يونس مخيون قبل أيام قليلة بالمحترم؟!. يعيب الزميل محمد الباز على الشروق انها نشرت كلام محمد مرسى عن الرئيس السيسى خلال محاكمته، ولا اعرف لماذا لا يرى أن صحفا كثيرة فعلت الأمر نفسه، ولماذا لا يتذكر اننا ننشر وبتوسع شديد كلام النيابة بل وتحريات المباحث عن مرسى وقادة الجماعة فى كل القضايا وفى الصفحة الاولى ايضا؟. هل بهذا المعنى يريد منا الزميل الباز انه اذا تكلم اى متهم إخوانى أو فريق الدفاع عنه خلال المحاكمة لا ننشره؟! لو انه يقصد ذلك فتلك كارثة مهنية أربأ به أن يقع فيها. من حق الباز أن يرى ما يشاء ويؤمن بما يشاء، لكن كل ما ارجوه منه أن يدقق كثيرا فيما يصله من معلومات وتحديدا بشأن الشروق وانصحه أكثر بأن يقوم بتغيير المصدر أو العصفورة التى تنقل له من داخل الجريدة هذه المغالطات والأكاذيب.