■ لدى باسم يوسف كم غريب من الازدراء ناحية الصحفيين، فى مؤتمره الصحفى الأخير والذى أعلن خلاله توقف برنامجه المتفرد معنى ومضمونًا، كان باسم يوسف يتعامل مع الصحافة على أنها إله الفبركة والتأليف عند المصريين فى القرن الحادى والعشرين، ولا أعرف هل لهذا علاقة بعمله القائم على أخطاء الإعلاميين أم ماذا بالضبط؟، لكن الحقيقى وما شاهدته أن تعامل باسم كان سيئًا للغاية مع الصحفيين خلال المؤتمر، فلا يدع صحفيًّا يكمل السؤال حتى يجيب عنه، أو يرفضه، أو «ينفضله»، منتقلًا إلى سؤال لزميل آخر، أعرف طبعًا أن بعض الصحفيين يجب أن يذهبوا مع أسئلتهم إلى النار، لكن عليك أنت الداعى إلى المؤتمر وصاحبه أن تعاملهم بأفضل ما يكون بغض النظر عن «تفاهة» أسئلة بعضهم، وقد كان بينهم صحفيون مشهود لهم بالمصداقية، بل إن مصداقيتهم وأهميتهم فى الصحافة تفوق باسم يوسف نفسه، ثم أن فكرة الفبركة والتأليف التى خص باسم بها جريدة كبرى وموقعًا آخر وإن كانت معروفة لدى البعض، فلا يمكن أن تكون هى الفكرة المسيطرة على إعلامى فى حجمه، فهو يكتب فى هذه الصحافة وهى جزء من الآلة التى أوصلته -فضلًا عن جهده الكبير- إلى ما هو فيه الآن، كما أن الصحفى إن قمت بتكذيبه مرة فلن يقوم بتأليف قصص عنك مرة أخرى، فلماذا لم تكذبهم منذ كتبوا قصصًا غير حقيقية عن وقف برنامجك، فنشر ردك على ما نُشر من فبركة حق يكفله لك القانون، ومن ناحية أخرى لدى هذا الصحفى أو ذلك رئيس فى العمل تهمه صورة جريدته أو موقعه، وإن صدَّق المحرر فى المرة الأولى فلن يصدقه فى المرة الثانية وهكذا، ثم إذا كانت الصحافة تفبرك فلماذا دعوت أهلها إلى مؤتمر فى مسرحك.. بيتك، لتعلمهم بأخبار برنامجك؟، نقطة أخرى ركز عليها باسم فى المؤتمر وهى وإن استمر فى تقديم «البرنامج» وحدث له شىء فلن يكون هناك تضامن معه إلا من خلال «التويت والريتويت».. وهما كلمتان قالهما باسم أكثر من مرة، وبسخافة غير معهودة منه.. طب قل لنا يا باسم كيف يكون التضامن مع الأشخاص المهدور حقهم؟ أليس «تويتر» هذا جزءًا من إعلام تعتمد عليه فى التسويق لبرنامجك؟.. وفى أزمتك مع القناة التى سبقت الموسم الأخير استخدمته لتوضح للناس موقفك وحقيقة ما حدث معك.. ثم إن هتف الناس تضامنًا معك.. هل هذا قليل أيضًا؟.. الحقيقى هنا أيضًا أنه إن تم الاعتداء عليك أو على أسرتك فلا شىء يعوض حتى خدشه، لكن الكلام عن «تفاهة» التضامن معك بالتويت والريتويت تفاهة أيضًا. ■ 84 مكانًا فى مصر يطلق عليها أحزاب، فاجأنى العدد الذى تصدر مانشيتات العدد الأسبوعى من جريدة «التحرير»، وتسابقت مع نفسى فى معرفة أكبر عدد منها فلم أصل حتى إلى عشرين، ولا أعرف إذا كنا نحن مَن نتابع الأخبار ونكتبها لا نعرف أسماء عشرين من 84 حزبًا، فما بال الناس؟ وكم يعرفون من هذه الأحزاب، وحتى المعروفة منها كالوفد والدستور والنور، ما مدى تأثيرها؟ واتصالها بالناس. الحزب فى مصر ملخص فى رئيسه، لا نعرف من «الوفد» إلا سيد البدوى ولا من «الدستور» سوى أن مؤسسه البرادعى ورئيسته سيدة هى هالة شكر الله، و«النور» نعرف «نعرات» هيئته العليا فكلها تتكلم وتنادى وتشجب وتشتم، لكن لا يوجد من بين هذه الأحزاب مَن يؤثر فى الناس، فلا يوجد شخص يسير فى الشارع يهتم بأخبار حزب من ال84، لا أقول نشاطاته فربما لا توجد أنشطة لدى هذه الأحزاب، وأزعم أن انتخابات الرئاسة لم يذهب إلى صناديقها مواطن، لأن الحزب قرر دعم أى من المرشحين، فحزب النور نفسه ذو القواعد الكبيرة، لم يذهب تابعوه إلى الانتخابات، رغم كل الندءات والتأكيدات من قيادات الحزب أنهم جميعًا سينتخبون السيسى.. ولا أعرف إن كان باسم أوقف برنامجًا بكل هذه الأهمية والتأثير، لماذا لا تستفيد الأحزاب منه وتغلق دكاكينها للأبد؟