دار الحديث فى القاعة الرئيسية داخل ندوة التجديد فى الشعر حول أهمية أن تدرك الأجيال المختلفة أن لكل عصر لغته الشعرية، ويجب تقبل الأمر بلياقة ثقافية بعيدا عن التشدد الذى لازم كل جيل رأى أن معتقده الشعرى هو الأصوب وما دونه خطأ. تحدث رفعت سلام عن جيل السبعينيات، الذى واجه حملة شرسة ضده فيما يتعلق بين النص والجمهور، مثل جيل صلاح عبدالصبور لأن الجيل القديم، الذى خاض مواجهته ضد التقليدين تحول إلى تيار تقليدى واستخدم نفس الحجج والبراهين، مثل أحمد عبدالمعطى حجازى أو عبدالقادر القط وإن كان القط أكثر ذكاء وسعة صدر لأنه حين أشرف على تحرير «إبداع» رفض فى البداية النشر لشعراء السبعينيات وراجع نفسه فأفسح لهم ركنا فى نهاية المجلة وفوت الفرصة على اتهامه بمصادرة التجربة الشعرية. وهؤلاء الشعراء كانوا يقدمون صورة شعرية أكثر تعقيدا بمزج التفعيلات وعدم الكتابة بتفعيلة واحدة، وفى مرحلة ما خطر فى بال بعض الشعراء ان يقتحم مجال قصيدة النثر، والتى ظهرت فى الشعر العالمى منذ منتصف القرن الثامن عشر، ودخلت الشعر العربى أواخر الخمسينيات ومصر مع حركة شعراء السبعينيات وتلقى هؤلاء الشعراء هجمة شرسة من النقاد، وهناك مقالات متنوعة فى هذا الشأن تفرغت للهجوم عليهم. كان أحمد درويش يسخر فى الأهرام من تجربتهم، ولم يكن مسموحا لهم الرد فى الأهرام، وبالتالى كان هذا الجيل يتلقى الضربات من اسماء راسخة دون أن يستطيع الرد عليها ولم تفلح هذه الهجمات فى وقف حركة التجديد الشعرى. وبعد هذه السنوات نستطيع القول بأن القصيدة العمودية لم تعد تكتب إلا ما ندر وتراجعت قصيدة التفعيلة ومن المحيط إلى الخليج تهيمن الآن قصيدة النثر على المشهد الشعرى العربى. وقال الشاعر عاطف عبدالعزيز من خلال ورقته التى عنونها ب«الطريق إلى الشعر»: حين دعيت للتحدث عن التجديد فى الشعر تحيرت، للعنوان الواسع وعرفت أن المهمة عسيرة لاتساع رقعتها وخفت أن يبدو مجرد سردى للتاريخ استعراض أجوف، وآثرت أن أقص عليكم طرفا من حكاياتى مع الشعر، وهى حكاية كان لا بد لها أن تتماس مع هاجس التجديد.