ربما كانت مفارقة لافتة أن يشهد المسرح المصرى حاليا انتعاشة نسبية رغم الركود، فى بقية القطاعات الفنية، على خلفية الأحداث السياسية فى البلاد. فهناك 8 مسرحيات ما بين العرض ومرحلة البروفات فى إطار الخطة التى وضعها ونجح فى تطبيقها الفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفنى للمسرح بالتعاون مع مديرى المسارح، فضلا على رغبة الفنانين الحقيقية فى إعادة إنارة المسارح وإحياء أبو الفنون الذى يمثل مرآة المجتمع. يقول الفنان فتوح أحمد ل«الشروق»: انتعاش الحركة المسرحية فى الوقت الحالى وصل إلى حد تأجيل بعض العروض الجاهزة بسبب تكدس العروض على مسارح الدولة مما دفعنى لإرسال طلب للمسئولين عن إدارة مسرح الزمالك، التابع للقوات المسلحة، بهدف إيجاره لمدة ثلاثة أشهر لحين الانتهاء من تطوير المسرح القومى، بهدف استقبال العرض الجديد «باب الفتوح» بطولة الفنانين محمد رياض وحسن يوسف ونجوى فؤاد. وتابع فتوح قائلا: نستعد كذلك لعرض مسرحى جديد بعنوان «طرطوف» للكاتب العالمى «موليير» ويقوم ببطولته عايدة فهمى وخالد النجدى ومجموعة كبيرة من شباب المسرح وهى مسرحية تلقى الضوء على مشكلة اجتماعية خطيرة وهى النفاق والتستر بستار الدين من خلال أولئك الذين يتظاهرون بالتقوى والفضيلة غير انهم يهدفون وراء ذلك لتحقيق أهداف مادية ودنيوية ووضع هؤلاء فى مقارنة مع الأتقياء المخلصين لدينهم. كما وضع الفنان عصام الشويخ، مدير مسرح الساحة خطة تطوير وتحديث لمسرحه، تهدف إلى تقديم المخرجين الشباب من أبناء فرقة مسرح الساحة وقد بدأ ذلك بعرض «عاشقين ترابك» إخراج محمد الشرقاوى، وعرض «عربى جمهورية» إخراج مصطفى عز. وعن تلك الخطة قال الشويخ : نقدم حاليا بساحة مسرح الهناجر بدار الأوبرا عرض «ملامح مصرية» تأليف وأشعار وإخراج عصام الشويخ موسيقى وألحان محمد شحات، ديكور محمد أمين، إضاءة محمد سعد، ملابس نهى فراج وبطولة أحمد النمروسى وعماد حمدى ومحمد عبدالتواب وهدى حفنى ومحمد أبوسعدة وأحمد إبراهيم والمطرب محمد المنسى وباقة كبيرة من أعضاء فرقة مسرح الساحة. وأضاف: تدور أحداث المسرحية داخل الحارة المصرية التى تعيش احتفالات المولد النبوى الشريف كل عام ثم مرحلة التصويت على الدستور الجديد التى شهدتها مصر منذ شهرين. وتابع: نحن الآن على وشك عرض مسرحية جديدة بعنوان «حكايات فرفورية» الذى تجرى بروفاته حاليا على خشبة مسرح الهناجر وهو إنتاج مشترك بين مسرح الساحة ومسرح الهناجر، وتدور أحداثه فى ستينيات القرن الماضى ملقيا الضوء على نتيجة الإفرازات التى خلقها المناخ السياسى والاجتماعى لهذه الفترة وهو المناخ الذى صممه ومرره جمال عبدالناصر مؤكدة تأثيره على الوضع الحالى الذى وصلنا إليها من خلال خطة الدولة الخمسينية التى نحصد ثمارها الآن. وهذا العرض من تأليف وإخراج د. هانى مطاوع وأشعار بهاء جاهين وديكور محمد أمين وملابس د. ريم هيبة د. رامى بنيامين وموسيقى وألحان محمد عزت وبطولة د. سامى عبدالحليم ومجدى فكرى وسوسن رأفت وهدى حفنى وعماد حمدى وأعضاء فرقة مسرح الساحة. وتابع قائلا: يلى ذلك العرض مسرحية «سقوط السلطان شحتوت» تأليف وأشعار د. مصطفى سليم وموسيقى وألحان محمد شحاتة وديكور وملابس وليد رشاد وبطولة أعضاء فرقة مسرح الساحة وإخراج أحمد يونس. الشويخ أكد أنه بصدد تنفيذ خطة جديدة تتضمن عرض بعض المسرحيات فى ميدان التحرير وميدان عبدالمنعم رياض والحدائق لأن هذا هو الدور المنوط به مسرح الساحة وهو ما يميزه عن باقى مسارح الدولة. من ناحية أخرى يجرى الفنان محمد متولى على خشبة مسرح الغد بروفات مسرحية «الغرباء لا يشربون القهوة» ويشاركه بطولتها أحمد الشريف وحسام عادل والخضر زنون ونادر مصطفى وشحاتة التونى ومايكل وليم وهشام عبدالعزيز ومجموعة كبيرة من كوادر مسرح الغد وديكور صبحى عبدالجواد وإضاءة عز حلمى وإخراج حمدى أبو العلا. الفنان محمد متولى تحدث ل«الشروق» عن أحداث العرض قائلا: تدور أحداثه حول رجل كان يجلس أمام عتبة منزله ليقرأ الصحف اليومية كعادته أثناء احتسائه القهوة بشكل روتينى وهو إسقاط سياسى يوحى بالاستقرار الأمنى والأمان فى بداية الأمر إلا أنه يفاجأ بعد ذلك بمجموعة من الغرباء يمارسون عليه أشكالا متنوعة من القهر المستمر. مخرج العرض محمد أبو العلا قال متحدثا عن رؤيته الإخراجية: تعمدت فى إخراجى هذا العرض أن استخدم الإطار الكوميدى الذى يدعو للتفكير فيما يحدث على الرغم من المأساة الكبيرة التى يعانيها بطل العرض فى إشارة إلى الوضع السياسى الذى تحياه معظم الدول العربية تحت وطأة الاحتلال بأنواعه سواء أكان عسكريا أم اقتصاديا أم إعلاميا أم سياسيا. ومن هنا جاء اختيارى للفنان محمد متولى الذى يجيد إحداث التضافر الواقعى بين الكوميديا والتراجيديا فى آن واحد. من ناحية أخرى أعلن مدير عام مسرح الشباب حلمى فودة بدء بروفات مسرحية «النصف الفاصل» من إعداد وإخراج عز الدين بدوى وبطولة مجدى عبيد وحسام فياض ونيفين رفعت. وقال فودة: المسرحية من الأعمال الكوميدية الساخرة وتدور أحداثها فى إطار واقعى حول حياة بعض الأفراد من شرائح مختلفة فى المجتمع يبلغ عددهم 6 أفراد تدور بينهم أحداث درامية واقعية تظهر مدى الاختلاف الذى يعيشه كل منهم وفق المبادئ والقيم التى تربى عليها فى بيئته التى نشأ فيها. وأشار فودة إلى أن المسرحية سيتم عرضها بعد شهر على قاعة مسرح الشباب فى العائم الصغير بالمنيل. وفى إطار الانتعاشة المسرحية النسبية افتتح منذ أيام عرض مسرحى جديد بعنوان «اللى خايف يروح» من إنتاج المسرح الكوميدى وتأليف إبراهيم الرفاعى وبطولة محمود عزب ومروة عبدالمنعم وضياء عبدالخالق وعلى حمدى وأمانى البحطيطى وتامر كرم وأشرف عبدالفضيل، وأشعار وألحان مجدى رشيدى وتوزيع أحمد رمضان وإضاءة يوسف أحمد واستعراضات ضياء محمد. ويجسد عزب فى العرض شخصية الرئيس المعزول محمد مرسى وسط نقد للأحداث التى وقعت فى دولة «منهوبيا» خلال السنوات الثلاث الأخيرة فى إسقاط سياسى مباشر لما حدث فى مصر منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن. ويظهر ذلك الإسقاط من خلال مشاكل تتعرض لها فرقة مسرحية تعانى من إهمال المجتمع للفن فتقرر النزول إلى الشارع لعرض فنها على الناس لشحذ هممهم وبعث روح الثورة فى نفوسهم بطريقة مباشرة، بينما تظهر الفنانة الشابة مروة عبدالمنعم فى العرض بشخصيات عديدة منها سيدة ترتدى حجابا فى إسقاط على شخصية «أم أيمن» إحدى الشخصيات المعاونة للمعزول. مسرح الطفل كان له نصيب أيضا فى عروض البيت حيث يجرى المخرج وليد طه على خشبة مسرح البالون بالعجوزة بروفات العرض الجديد «الوحش الأخضر» وهو عرض غنائى راقص يتعرض لحياة ومتطلبات الأطفال فى المرحلة العمرية الأقل من عشر سنوات وما يعانونه من تغييرات طرأت على المجتمع المصرى عقب ثورة يناير وحتى الفترة الحالية. وتدور الأحداث حول محاولة بعض الأطفال تخليص الغولة التى احتجزها الصيادون لامتلاك فروتها ومقايضة هؤلاء الصيادين لتحرير الغولة مقابل حصولهم على جوهرة سمينة باعتبار أن تلك الغولة تجسد ألعاب الأطفال واحتياجاتهم البسيطة التى أهملها الآباء والمجتمع. فى الوقت ذاته يواصل البيت عرض مسرحية «المحاكمة» عن نص «ميراث الريح» على مسرح ميامى إنتاج القومى وإخراج طارق الدويرى وبطولة أشرف عبدالغفور وأحمد فؤاد سليم، وعرض «رئيس جمهورية نفسى» على مسرح السلام بقصر العينى بطولة محمد رمضان وإخراج سامح بسيونى.