حذرت منظمة الأممالمتحدة من أن جمهورية أفريقيا الوسطى ستواجه أزمة إنسانية، في الوقت الذي يفر فيه السكان من مناطق الصراع إلى معسكرات شديدة الزحام، وتفتقر إلى مرافق صحية مناسبة. وقالت إن مرض الحصبة انتشر بمطار العاصمة، بانغي، وهو المكان الذي يتخذه أكثر من 100 ألف شخص ملجأ، هربا من مناطق الصراع بين المليشيات المتناحرة. ويأتي ذلك في الوقت الذي نفى فيه مسؤولون حكوميون تقاريرَ إعلامية تحدثت عن استقالة الرئيس ميشيل جوتوديا. وأوضح المتحدث الرسمي باسم جوتوديا، لبي بي سي، أن الرئيس كان في طريقه إلى تشاد، لحضور مؤتمر قمة مع قادة منطقة وسط أفريقيا، ولا صحة لاستقالته. وأثار إخفاق ميشيل جوتوديا في السيطرة على العنف الدائر بين المليشيات المسيحية والمسلمة تكهنات بإمكانية استقالته خلال المؤتمر. لكن مصدرا مقربا من جوتوديا قال لوكالة رويترز في وقت سابق إن "الأمر بالنسبة للرئيس قد انتهى". وقالت مصادر سياسية ودبلوماسية في باريس لرويترز إن زعماء منطقة وسط أفريقيا، بقيادة تشاد، نفذ صبرهم إزاء الرئيس ميشيل جوتوديا، زعيم متمردي سيليكا، الذي أعلن نفسه رئيسًا في مارس/ آذار من العام الماضي. كارثة وشيكة وفي السياق، تسابقت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمات إغاثة أخرى، الأربعاء، على تطعيم نحو 210 آلاف طفل، كانوا قد نزحوا من منازلهم، بسبب أعمال العنف في بانغي، بعدما تأكد إصابة سبعة أطفال على الأقل بمرض الحصبة الذي ينطوي على نتائج فتاكة. تقارير إعلامية تحدثت عن استقالة ميشيل جوتوديا وقال ممثل يونيسيف في جمهورية أفريقيا الوسطى، سليمان ديابيت: "المرض ينطوي على نتائج مميتة للأطفال. لو لم نتحرك الآن سنجد أنفسنا أمام كارثة". ونشرت فرنسا ألف و600 من قواتها من أجل إنهاء أعمال العنف الدائرة، لكن الصراع لا يزال مستمرًا. ويتواجد نحو أربعة آلاف من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في جمهورية أفريقيا الوسطى. وحذرت الأممالمتحدة، الإثنين الماضي، من أن البلاد على شفا كارثة، وقالت إن نصف سكان بانغي، البالغ عددهم 513 ألفا، اضطروا للنزوح من منازلهم، هربا من أعمال العنف. وكان ميشيل جوتوديا قد أجبر الرئيس فرانسوا بوزيزي، الذي ينحدر من أغلبية السكان المسيحية، على الفرار إلى خارج البلاد. وبحسب إحصائيات الأممالمتحدة، فإن أكثر من ألف شخص لقوا حتفهم منذ ديسمبر/ كانون الأول، فيما نزح نحو 935 ألفا من منازلهم في جميع أنحاء البلاد، ويحتاج نحو 2.2 مليون آخرين لمساعدات إنسانية. ويقول مراسلون إن الوضع الأمني لعامة السكان شهدا تدهورا كبيرًا وسط أعمال العنف الطائفية التي اندلعت عندما تسببت ميليشيا سيليكا في موجة قتل وسرقة ضد الأغلبية المسيحية منذ أن تولى جوتوديا قيادة البلاد.