حسم العلماء أخيرًا الجدل حول إمكانيّة انتقال عدوى فيروس أنفلونزا الطيور H7N9 بين البشر، وخلصوا في دراسة حديثة إلى عدم قدرة هذا الفيروس على الانتقال من إنسان إلى آخر، وبالتالي إلى استبعاد إمكانيّة تفشّي الوباء عالمياً في حال لم يتطوّر الفايروس ويكتسب صفات جديدة. وكان الجدال قد تصاعد عن إمكانية الفيروس بالتسبب في العدوى بين البشر بعد إعلان "هون كونغ" الجمعة الماضي عن تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور خلال أسبوع، وذلك في أوّل تفشّ للفيروس خارج حدود الصين، رغم تأكيد المسؤولين في "هونغ كونغ" على عدم وجود دلائل على الارتباط بين الإصابتين أو أنّ الشخصين قد التقيا سابقاً. وكان فيروس أنفلونزا الطيور H7N9 قد أودى بحياة 45 شخصا في الصين منذ اكتشاف أول حالة إصابة في شهر مارس من عام 2013، وذلك من بين 139 حالة إصابة مسجّلة في الصين حتّى شهر نوفمبر بحسب منظمة الصحة العالمية، وتحدّثت أغلب التقارير على انتقال الفيروس إلى البشر من خلال التعرّض إلى الدواجن والطيور، لكنّها شكّت بوجود بعض الحالات القليلة التي انتقل فيها الفيروس من إنسان إلى آخر، وهو ما أثار المخاوف، خصوصًا أنّ منظّمة الصحّة العالمية كانت قد وصفت الفيروس بأنّه "خطر بشكل غير عادي على البشر". وفي الدراسة التي قام بها "معهد سكريبس للأبحاث" بدعمٍ من "معهد الصحة الوطنية" في أمريكا ونشرت نتائجها في مجلة "ساينس"، قام العلماء بفحص الأبعاد الثلاثية لبنية البروتين الموجود على سطح هذا الفيروس وإمكانيّة تفاعله مع المستقبلات الموجودة في خلايا الإنسان، وهي المستقبلات التي يرتبط بها قبل تمكّنه من اختراق الخلايا والتسبب بالعدوى، وخلصوا إلى أنّ فيروس H7N9 يرتبط بشكل ضعيف مع مستقبلات الأنفلونزا عند البشر، بحيث أنّ إمكانية العدوى من إنسان إلى آخر تبدو ضعيفة جدًا. وبالمقابل، أضافت الدراسة أنّ الفيروس يتفشّى بسهولة بين الطيور والدواجن مقارنة بفيروس H5N1، كما يختلف الفيروس الجديد عن غيره من السلالات بحسب دراسات سابقة في أنّه لا يظهر أعراضًا على الطيور المصابة، وهو ما يجعل تعامل الحكومات مع خطر انتشاره بالغ الصعوبة. ورغم هذه النتائج، حذّر العلماء في الدراسة الأخيرة من إمكانيّة أن تطرأ طفرات وراثيّة متتالية على فيروس H7N9 تمكّنه من اكتساب القدرة على التسبب بالعدوى بين البشر، بحيث يصبح أكثر قدرة على الارتباط بمستقبلات الأنفلونزا، لكن، في الوقت الحالي، لا يبدو أنّ هذا الفيروس قادر على التفشّي في العالم والتسبب بكارثة.