هل سبق وشاهدت طقوس الزار في الأفلام المصرية القديمة؟ هل لازلت تربط بين دق الدفوف ودخان البخور وأغاني التراث، وطقوس تحضير وصرف الجن؟ على بعد خطوات من محطة مترو سعد زغلول بوسط القاهرة، يقع «مكان» وهو مركز ثقافي مصري يقدم عرضًا لفرقة مزاهر، لفنون الزار، مساء كل أربعاء. للوهلة الأولى من دخولك لقاعة العرض، الإضاءة الخافتة ودخان البخور المنبعث، ودقات الطبول والدفوف المتصاعدة والتي تشعرك وكأنها أصوات دقات قلبك، ستظن وكأنك قمت باستقلال آلة للزمن وأصبحت جزءًا من تلك الأفلام التي شاهدتها في صغرك. «بوابة الشروق» كانت في إحدى ليالي حضرات الزار في «مكان»؛ لتنقل طقوس وأجواء أحد الفنون المندثرة كفن الزار. تقف المغنية في منتصف القاعة يحيط بها ثلاث أو أربع نساء أخريات بالدفوف، ينشدن خلف صوتها ويرددن بالدق المتعالي على الطبول، ورجلين آخرين ينشدان خلفها ويضربان على بعض الآلات الأخرى. الحاجة مديحة لن تشعر بنفسك سوى وأنت تهز رأسك مشاركا ً الحضور تلك الحالة الروحية المصاحبة للإنشاد والتصاعد في الدق على الدفوف، الذي يصل في بعض الأحيان لدرجة شعورك بأن الدقات نابعة من داخلك. تقول الحاجة مديحة، كبيرة فرقة «مزاهر».. التي تؤدي فن الزار في «مكان»، أنها ورثت العمل كمغنية زار عن والدتها، وتعمل به منذ صغرها، نافية أي صلة بينه وبين الطقوس المتعلقة بالجن والعفاريت، قائلة: «الزار طقس روحي لا علاقة له بالعفاريت».