"هل دمشق تحت الحصار؟"، نعم بكل تأكيد، "ولكن هل هي في حالة حرب؟"، لست متأكدًا فقد تعالى دوي القذائف في سماء المدينة، بدءًا من جبل قاسيون وصولا إ لى داريا، هكذا تساءل الكاتب السياسي البريطاني المخضرم روبرت فيسك، في بداية وصف عودته إلى دمشق، وجولته في شوارعها. ونشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية، مقالا تحليليًا كتبه كبير مراسليها في الشرق الأوسط روبرت فيسك، تعليقًا على الوضع في دمشق، وأورد فيه أنه برغم اهتزاز المدينة بالانفجارات ،إلا أن القهوة والخبز طازجان، مثلما كانا منذ ثمانية أشهر، وأن صحيفة "الثورة" الحكومية لا تزال تكرر نشر صورة فوتوغرافية ملونة لأحد جنود الجيش السوري يقف وسط الأنقاض.
وأكد فيسك، أن الحرب مجرد شائعة برغم الأنباء التي وردت إليه بشأن تدمير ضريح السيدة زينب جراء قصف قذائف هاون على أيدي التيار السلفي، ويتساءل: "من تحت الحصار؟"، ليجيب "إنهم أصحاب المتاجر والطبقات الوسطى من شوارع داريا الذين تركوا فى السراديب والمنازل التي دمرتها علميات القذف".
واستطرد فيسك بالقول "يمكن القول أن المدينة بأكملها تحت الحصار حيث تقام الاحتفالات السنوية في جو يشوبه الكآبة والإحباط مثل ذكرى تأسيس حزب البعث وقيام الثورة ضد نظام بشار الأسد وشن أول هجوم على القوات الموالية للنظام السوري الذي أثار انزعاج الدول الغربية بعد مرور شهور على تنظيم مظاهرات سلمية لاقت هجومًا وحشيًا من قبل القوات الحكومية حتى تمكن الثوار من الاستيلاء على مخازن أسلحة في صيف عام 2011".
ويضيف فيسك "في واقع الأمر، بعد مرور 25 يومًا على قيام الثورة، شن هجوم على قافلة لكتيبة المشاة رقم 145 التابعة للجيش السوري أثناء عبورها على جسر بانياس ما أودى بحياة 12 جنديًا، وأدى إلى إصابة 40 آخرين ولكن تتناقض تأكيدات حكومة بشار الأسد حول مساعيها تحقيق الديمقراطية فى البلاد مع الغارات الجوية المتزامنة ضد "الإرهابيين الأجانب"، على حد زعمها".
كما أشار فيسك إلى عدة وقائع متفرقة؛ منها عمليات تعذيب وخطف على الحدود بين سوريا ولبنان، وقيام جهاز الاستخبارات السوري باغتيال شباب بسبب رسم "جرافيتي" على الجدران في درعا.