"شكر لك يا أمي لأنك ساهمتي في إدخال البسمة على العديد من الأمهات في يوم عيدك، وساعدتي في إنقاذ العديد من الأطفال، إمضاء ابنك المخلص" ... هذه ليست رسالة على شبكات التواصل الاجتماعي أو عبر الهواتف النقالة، لكنها هدية عيد أم، لكن بشكل جديد جاءت لتساعد على ترابط النسيج المصري في ظل هذه الأحداث، حيث ابتكرت العديد من المؤسسات والجمعيات الأهلية طريقة جديدة للاحتفال بعيد الأم بطريقة تسعد الأمهات لأطفال مرضى، وتكون ثواب في الدنيا والآخرة.
"اخترت لأمي هدية زيها مفيش.. اتبرعت باسمها عشان طفل يعيش"، هذا هو الشعار الذي اتخذته مؤسسة مستشفى 57357، للدعاية التى حملتها للتبرع لصالح المستشفى في عيد الأم.
ويقول أحمد عبد المنعم، مدير العلاقات العامة لمؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357، "إنه من ضمن برامج التبرع برنامج الصدقة الجارية، وفي هذا العام فكرنا أن نجعل جزءا من الصدقة الجارية هدية لعيد الأم، بأن يأتي الابن أو الابنة ويتبرع باسم أمه في حساب الصدقة الجارية، وتقوم المستشفى بإخراج شهادة تقدير وشكر للأم".
ويوضح عبد المنعم أن تلك الهدايا التي تأتي في صورة تبرعات ستساعد المستشفى على التوسع ب60 سريرا جديدا، إضافة إلى افتتاح المستشفى الجديد في طنطا بسعة 300 سرير، إلى جانب دار للضيافة"، وأشار إلى أنه الآن لم ينهوا الإحصائية الخاصة بعدد المشاركات والتبرعات التي جاءت على حساب الصدقة الجارية لعيد الأم، لأن الحملة لم تنته بعد، لكنه أكد أن الحملة لاقت رواجا وإقبالا كبيرا من قبل المتبرعين.
وفي السياق ذاته، دشنت جمعية "إنقاذ حياة طفل" المشهرة برقم 2300 لسنة 2008، حملة "سفينة نوح" للتبرع لشراء أجهزة تنفس لحضانات الأطفال في المستشفيات الحكومية تعمل على دعم الأكسجين داخل رئة الأطفال، وهي أجهزة غير موجودة في المستشفيات العامة.
وقالت الدكتورة إيمان سلام، مديرة الجمعية، إن " فكرة المشروع جاءت من الوضع الحالي الذي تمر به البلاد، فنحن الآن بحاجة إلى سفينة تنقذنا من الحال الذي وصلنا إليه مثل سفينة نوح التي كانت رمزا لنجاة البشرية، وبدأت الفكرة بالدعوة إلى أن تكون هدية عيد الأم، من الأولاد لأمهم هدية تسعدها في الدنيا، وتنفعها في الآخرة".
وتوضح سلام أن الحملة تعمل على شراء جهاز يعمل على ضخ الأكسجين داخل حضانات الأطفال، لافتة إلى أنه في مصر وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية يحتاج 500 ألف طفل كل عام أن يدخلوا إلى حضانات فور ولادتهم، ولا يجدون حضانات مجهزة، يكون مصير هؤلاء الأطفال إما الموت أو الإعاقة، من هنا جاءت الفكرة بإطلاق تلك المبادرة كصدقة جارية، وستكون أفضل هدية لأي أم هي إنقاذ حياة طفل، أو تقليل فرص إصابته بالإعاقات التي تنتج عن نقص وصول الأكسجين إلى المخ".
وأشارت سلام إلى أنه تم بالفعل إدخال 4 أجهزة في مستشفى فوزي معاذ العام بالإسكندرية، و3 آخرين في مستشفى دمنهور العام، لافتة إلى أن الجهاز الواحد يتكلف 2500، وأن هذه الأجهزة يتم تصنعيها في مصر، مشيرة إلى أنه في خلال أيام سيتم إدخال 3 أجهزة إلى مستشفى الشاطبي الإسكندرية".
وأضافت، أن هذه المبادرة ستستمر في العمل بعد عيد الأم إلى أن تحقق هدفها وهو توفير هذا الجهاز في كل حضانات المستشفيات العامة البالغ عددها 3500 حضانة، إضافة إلى إجراء صيانة دورية للحضانات".