لقنت البرازيل المنتخب الإيطالي "درسا حقيقيا" في فنون الكرة وهزمتها بهدفين في المباراة الودية التي جرت بينهما مساء الثلاثاء على استاد الإمارات – ملعب الأرسنال الإنجليزي – في العاصمة البريطانية لندن فيما وصف ب"قمة الأرض" أو "دربي العالم" نسبة إلى أن المباراة بين أكبر دولتين كرويتين في العالم منذ قرن من الزمن بحكم عدد مرات فوزهما ببطولات كأس العالم. لم يخيب الفريقان آمال عشاق الكرة العالمية الذين تجمعوا أمام شاشات التليفزيون من أجل متابعة أحدث ما وصلت إليه فنون الكرة ، وللاستمتاع باللحظة التاريخية التي يلتقي فيها قميص "السابما" الأصفر مع الأتزوري الإيطالي الشهير ، ولم يقلل من المتعة والإثارة على الإطلاق غياب البرازيلي كاكا للإصابة والإيطالي أليساندرو ديل بييرو لاستبعاده فنيا من قبل مدربه مارتشيللو ليبي ، فقد كانت المباراة عامرة بالنجوم ذوي الأوزان الثقيلة على رأسهم رونالدينيو لاعب إيه.سي.ميلان الإيطالي ، وهو بالمناسبة النادي الذي كان ممثلا بسبعة لاعبين على الأقل من الفريقين في الملعب خلال تلك المباراة. أحرز هدفي البرازيل كل من إيلانو وروبينيو ، وجاءا في الشوط الأول الذي تسيدته البرازيل لعبا ونتيجة ومتعة ، ولكن كان أفضل ما في المباراة بصفة عامة هو الهدف التاريخي الذي أحرزه روبينيو لاعب مانشستر سيتي ، والذي راوغ فيه بمهاراته البرازيليين أكثر من لاعب إيطالي مستغلا خطأ من أندرياس بيرلو ، قبل أن يسدد الكرة بذكاء على يسار الحارس الإيطالي العملاق جان لويجي بوفون. جاءت المباراة حماسية منذ البداية ، وشهدت هدفا لصالح الفريق الإيطالي في الدقيقة الثالثة عن طريق الجناح الأيسر فابيو جروسو أفضل لاعبي إيطاليا في المباراة ، ولكن حكم اللقاء الإنجليزي ألغاه بداعي التسلل. وفي الدقيقة التاسعة مرر رونالدينيو نجم ميلان الإيطالي الكرة إلى زميله أدريانو داخل منطقة الجزاء ، ولكن الحارس الإيطالي بوفون تصدى لمحاولته ببراعة. ومرر مايكون كرة عرضية رائعة وصلت إلى رونالدينيو الذي سدد مباشرة في اتجاه المرمى ، ولكن الكرة اصطدمت بأقدام مدافعي الفريق الإيطالي وخرجت إلى ضربة ركنية. وتقدم إيلانو بلومر لاعب خط وسط مانشستر سيتي الإنجليزي بهدف للمنتخب البرازيلي في الدقيقة 12 بعد سلسلة من التمريرات بين روبينيو ورونالدينيو لتصل الكرة إلى إيلانو الذي سدد مباشرة في شباك بوفون. واستغل النجم الآخر لمانشستر سيتي روبينيو الخطأ الفادح الذي ارتكبه بيرلو خارج منطقة جزاء فريقه وانتزع منه الكرة قبل أن يمر من ثلاثة من مدافعي الفريق الإيطالي وحولهم ببراعته إلى مجموعة من "السكارى" ، ليسدد الكرة على يمين بوفون محرزا الهدف الثاني لنجوم السامبا في الدقيقة 21 . وحصل أدريانو على ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 29 بعد تعرضه للدفع من جانب فابيو كانافارو ، ولكن رونالدينيو سددها عالية مرت لتمر من فوق العارضة. ومر الوقت المتبقي من الشوط الأول دون جديد ، ليخرج الفريق البرازيلي متقدما بهدفين نظيفين. وجاء الشوط الثاني أقل كثيرا من نظيره الأول من الناحية الفنية والتكتيكية. وسجل لوكا توني نجم بايرن ميونيخ الألماني هدفا لإيطاليا في الدقيقة 67 ، ولكن الحكم ألغاه أيضا بعد أن لمست الكرة يد توني. وعلى الرغم من أن الطليان هم الذين اشتهروا بإتقان الطرق الدفاعية ، فإن البرازيل ظهرت خلال المباراة أفضل حالا في الدفاع والهجوم ، في الوقت الذي بدا فيه الدفاع الإيطالي مهلهلا ، وظهر ذلك بوضوح في الهدف الثاني للبرازيل ، وبات واضحا أن الفريق يفتقد إلأى قائده ديل بييرو ، كما أنه في حاجة دائمة إلى وجود لاعب مثل لوكا توني منذ بداية المباراة. وعقب انتهاء اللقاء ، اعترف ليبي بتفوق منتخب البرازيل على فريقه ، لكنه توقع أن تتغير الأمور بعد عام من الآن ، في إشارة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في جنوب أفريقيا عام 2010 التي ستخوضها إيطاليا مدافعة عن لقبها. وقال ليبي في تصريحات نقلتها وكالة "أنسا" الإيطالية للأنباء : "البرازيل أفضل منا الآن بقليل ، ولكن بعد عام سيكون الأمر مختلفا". وأقر ليبي أيضا بأن فريقه لم يكن على المستوى المعهود ، وأن لاعبي البرازيل تفوقوا عليهم فنيا وبدنيا ، وقال إن مواجهة هذه المجموعة من اللاعبين أصحاب المهارات العالية أمر صعب حقا! وفي المقابل ظهر واضحا تفوق كارلوس دونجا على ليبي فنيا رغم فارق الخبرات بينهما ، مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المنتخب الإيطالي سيكون مهددا لفقدان لقبه في المونديال المقبل لو استمر بهذه الصورة ، وقد تكون صاحبة اللقب هي البرازيل لو واصلت الظهور بهذا المستوى.