عندما يستضيف المنتخب الإنجليزي نظيره المصري على استاد ويمبلي ستظللهما شجرة من الذكريات عمرها نحو 130 عاما شهدت الكثير من الأحداث الرياضية والفنية التاريخية لكن لاتزال الحشائش تخنق ذلك الملعب الذي تكلف تشيده حوالي 800 مليون جنيه إسترليني. فقبل يومين من اللقاء الودي بين منتخب الأسود الثلاثة والفراعنة مساء الأربعاء خرج جيمس ميلنر لاعب وسط أستون فيلا ليشكو من أرضية الملعب الذي استضاف فريقه في مواجهة مانشستر يونايتد في نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة الذي فاز به الشياطين الحمر. وقد ينظر البعض لتصريحات اللاعب باعتباره فردا من فريق خاسر يبحث عن مبرر لهزيمة يراها المنتصر مستحقة، لكن ميلنر لم يكن الأول الذي يستنكر سوء أرضية أحد أشهر ملاعب العالم والثاني من حيث السعة في أوروبا إذ انضم إليه فابيو كابيللو المدير الفني للمنتخب الإنجليزي. فالمنتخب الإنجليزي أكثر المستفيدين من الملعب الذي يستضيف مباراياته التحضيرية لمشاركته في كأس العالم 2010 إلى جانب بعض الأحداث الكبرى في الكرة الإنجليزية مثل نهائي كأس الاتحاد ونهائي كأس رابطة الأندية المحترفة ومباراة الدرع الخيرية. قلق كابيللو
المدرب الإيطالي كابيللو أظهر غضبه صباح الثلاثاء في تصريحات نقلتها صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية لقلقه من تأثير أرضية الملعب على أول مباراة يخوضها استعدادا لكأس العالم، وخوفا من تسببه في إصابات للاعبيه، وطلب كابيللو تأكيدات من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن أرضية الملعب ستكون أفضل بمراحل من وضعها الحالي حينما يستضيف المكسيك في مباراة استعدادية أخرى لرحلة جنوب إفريقيا. وسبق ميلنر مدربه في انتقاد أرضية الملعب الذي يستضيف أبطال آخر ثلاث نسخ من بطولة الأمم الإفريقية، وقال اللاعب "ليس جيدا بالقدر الكافي، إنه ملعب إنجلترا الرئيسي ويجب أن يكون أحسن من ذلك بكثير، الأمر ليس بسبب الأمطار لأني كلما لعبت هناك أشعر أنه ليس ذلك الملعب الجيد". وميلنر محق في شكواه من سوء أرضية الملعب فكثير من مدربي الفرق الإنجليزي ولاعبيها سبقوه لانتقاد أرضية أحد أكثر الملاعب تكلفة في العالم، وهو ما دفع إدارة الاستاد نفسها لفسخ تعاقدها مع شركة ستيف ويلش واستبادلها بشركة المعهد الرياضي للأرضيات الخضراء أبريل الماضي بسبب سوء أرضية الاستاد. كثير من النقد وجاء تخلي إدارة ويمبلي عن ويلش بعد شكوى ثلاثة من أكبر مدربي الدوري الإنجليزي من أرضية الملعب وهم أرسين فينجر مدرب أرسنال والسير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد وجوس هيدينك المدير الفني لتشيلسي وقتها.
فبعد مباراة المدفعجية والزرق في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي قال فينجر "أظن أنها ليست أرضية ملعب رياضي، عندما تدفع كل هذه المبالغ من أجل استاد وتحصل على ملعب بهذه الأرضية تأكد أنك بنيت نكتة، إن مستوى عشب الملعب مخزية". واتفق هيدينك وقتها مع الفرنسي لكن فوز فريقه بالبطولة خفف عليه سوء أرضية ملعبه، خاصة أن ستامفورد بريدج صاحب أرضية من أسوأ ملاعب إنجلترا، وبعدما قال الهولندي المخضرم إن أرضية ويمبلي ليست بالجودة المنتظرة حاول مواساة مسؤولي الاستاد بقوله "في بعض مناطق أوروبا وإفريقيا توجد ملاعب أسوأ من هذا بكثير". ويحق لفينجر بحسب كثير من محللي الكرة الإنجليزية انتقاد أرضية ويمبلي إذ يتمتع ملعب طيران الإمارات بأحد أفضل أرضيات ملاعب العالم، ولذا كان فينجر لاذعا في هجومه على ويمبلي بقوله "هذا الملعب بالنسبة لترتيب ملاعب أندية الدوري سيكون مركزه 21 (من أصل عشرين مركزا) هل رأيتم أبدا مباراة جيدة تلعب عليه؟". وانضم فيرجسون لصديقه اللدود قائلا "وضعوا الكثير من الأضواء حول الملعب بطريقة معينة ليساعدوا الحشائش على النمو وفي النهاية كانت كالميتة بالنسبة لي"، وتابع المدرب الاسكتلندي "حينما رأيت الملعب لم أرد استمرار المباراة لأكثر من وقتها الأصلي خوفا على اللاعبين" وخسر شياطين فيرجسون وقتها نصف نهائي كأس الاتحاد لصالح إيفرتون الذي خسر النهائي بدوره أمام أبناء هيدينك. الموسيقى وأشياء أخرى
• تكلف تشييد ملعب ويمبلي 798 مليون جنيه إسترليني • صاحب الرقم القياسي في استضافة نهائي دوري أبطال أوروبا بخمس مرات والسادسة ستكون في 2011 • سعة استاد ويمبلي 90 ألف مشجع • يو.تو سجلوا الرقم القياسي لحفل موسيقي في ويمبلي بحضور 88 ألف مشاهد الاتحاد الإنجليزي من جانبه دافع عن اختيار تصميم أرضية الملعب بأسلوب مخالف عن طريقة تصميم ملعب أرسنال بسبب النشاطات الأخرى التي يشهدها ويمبلي، فالاستاد يستضيف سنويا العديد من حفلات الغناء لنجوم عالميين وفرق كبرى تستخدم أرضية الاستاد مكانا لجمهورها إلى جانب مباريات كرة القدم الأمريكية والرجبي. فبعد سبع سنوات من تشييد ويمبلي بشكله الحالي بعد إغلاقه عام 2000 افتتح جورج مايكل النشاط الموسيقي للاستاد في يونيو 2007 وتبعه نجوم كبار مثل مادونا وفرق مثل يو.تو وكولد بلاي وميتاليكا وفي يوليو 2007 استضاف الاستاد حفل "لايف إيرث" الخيرية لمحاربة الجوع في إفريقيا. واستضافة الحفلات الموسيقية وإقامة المسارح المؤقتة للفرق منع الاتحاد الإنجليزي من إسناد تصميم أرضية ويمبلي لشركة ديسو سبورتس سيستم والتي تولت تشيد أرضية ملعب أرسنال، والتي قال عنها فينجر إنها كانت الهم الأكبر عند تشييد ملعب الإمارات. كما أن مباريات الرجبي وكرة القدم الأمريكية تعد أحد أسباب تدهور أرضية ويمبلي بشكل مستمر ومنعها من التعافي، ورغم ذلك لم يسلم لاعبو الرجبي من سوء أرضيته، إذ فتح الاتحاد الإسترالي للرجبي تحقيقا في 2008 لتحديد مدى مسؤولية سوء عشب ويمبلي عن إصابة لاعبين في مباراة دولية مع بريطانيا. كما لاتزال خسارة المنتخب الإنجليزي من نظيره الكراوتي على أرضه في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2008 التي لم يتأهل لها منتخب الأسود الثلاثة عالقة في أذهان مشجعي الكرة الإنجليزية بعدما فشل مسؤولو ملعب ويمبلي في التخلص من مياه المطر التي غمرت الملعب قبل المباراة.