وسط مخاوف من فشل لجنة التراث باتحاد الإذاعة والتليفزيون فى التصدى لوقف نزيف السرقات التى تتعرض لها مكتبات مبنى ماسبيرو التى تضم كنوزا لا يمكن تعويضها وتباع للقنوات الخاصة، عربية ومصرية، بثمن بخس.. تحدثت الإعلامية سهير الأتربى رئيس اللجنة عن أهم المراحل التى وصلوا إليها للحفاظ على كنوز ماسبيرو، قائلة: مشروع الحفاظ على تراث ماسبيرو، هو المشروع الذى أتمنى أن أختم به حياتى فلقد أنشئت أول مكتبة بالتليفزيون عام 1969، وسأكون سعيدة لو نجحت فى إنشاء مكتبة جديدة بأحدث الوسائل خلال هذا العام. وأؤكد للجميع أننا نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على تراثنا، وهناك تعاون بيننا وبين اللواء محسن الشهاوى رئيس قطاع الأمن بالتليفزيون فى التصدى لكل محاولات تسريب الشرائط، وفى نفس الوقت نتعاون مع القوات المسلحة ممثلة فى مصنع الطيران لعمل مكتبه تضم 120 وحدة مصنعة بشكل هندسى معين بحيث تستوعب هذا العدد الهائل من الشرائط، وهذه المكتبة تتكلف مليونا و80 ألف جنيه فقط، وقد وعدنا وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود بتوفير المبلغ فى أقرب وقت.
وأضافت: الهدف من هذه المكتبة هو جمع كل شرائط التليفزيون بكل قطاعاته فى مكان واحد خاصة أنها مهدرة بشكل كبير، فهناك شرائط موجودة بشقة مفروشة ومؤجرة خصيصا لتخزين جزء من شرائط ماسبيرو، وهناك مجموعة أخرى بمبنى الإذاعة القديمة، وفى أماكن أخرى غريبة تسهل من عملية تسريب الشرائط، وعليه نحن مهتمون بجمع كل هذه الشرائط فى مكان واحد يحتضنه مبنى ماسبيرو لسهولة السيطرة عليها، ولقد اخترت مكانا بالدور الأول بالمبنى بجوار المكتبة الأولى بعد الرجوع إلى الخبراء الذين أكدوا قدرة المكان على استيعاب حجم المكتبه والشرائط خاصة أن الأوزان كبيرة، فالتليفزيون يمتلك شرائط من نوعية وان وتو إتش التى تبلغ عمرها 100 عام، وحينما قمنا بنقل المواد على وسائط أحدث وجدنا الصورة أكثر من رائعة رغم قدم هذه الشرائط، بخلاف الأسطوانات المدمجة ال«cd،dvd» التى لها صلاحية بمدة محددة لا تزيد على 8 أعوام، ومن هنا كان يجب أن نحافظ على المصدر الأصلى من شرئط ال1.2 اتش كبيرة الحجم.
وعن مدى صلاحية اللجنة فى إعادة الأعمال المسروقة والتى تعرض على قنوات أخرى، قالت: هناك قانون يعطينا الحق فى الحصول على شرائطنا من هذه القنوات والمطالبة بالتعويضات اللازمة، ولكن يجب وضع فى الاعتبار أن كثيرا من هذه القنوات اشترت حق عرض هذه الأعمال وإن كان اللوم يقع على المسئولين بماسبيرو الذين باعوا هذا الحق بثمن زهيد لا يتناسب مع قيمة الأعمال ولكن الوضع تغير وارتفع السعر بما يتناسب مع أهمية العمل، ومن ناحيتى فأنا أستغل علاقاتى الجيدة بزملائى الإعلاميين بالوطن العربى وأخاطبهم لاستكمال شرائط بعض الأعمال، فلقد وجدت أن كثيرا من المسلسلات غير مكتملة الحلقات، وهنا أخاطب الجهة التى اشترت حق عرض هذه الأعمال للحصول على الحلقات الناقصة ويتعاونون معى بدرجة رائعة.
وأخيرا قالت: الكل مندهش من قدرتى على حفظ ما تحتويه مكتبات التليفزيون، وأذكر أنه فى عيد القمح العام الماضى سمعت من مسئول داخل المبنى يشتكى أن التليفزيون لم ينتج عملا من أجل هذه المناسبة فتحديته ونزلت المكتبة، وأحضرت له شريطا لحفلة من إنتاج التليفزيون غنت فيه غادة رجب أغنية القمح الليلة، وكانت تبلغ حينها 7 أعوام فقط، وتضمن الحفل فقرات أخرى جميلة، وأقول لهم دوما استغلونى فأنا آخر أبناء الرعيل الأول للإعلاميين الذين عملوا بالتليفزيون وأحفظ الكثير مما تحتويه الشرائط، وادعوهم باستمرار أن يستفيدوا من وجودى للمحافظة على التراث قبل أن ألقى ربى.