قالت إذاعة هولندا العالمية، إن الكتلة الثورية السوداء أو البلاك بلوك، ظاهرة جديدة ظهرت في الشارع المصري في مظاهرات الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، كتنظيم مضاد لحكم جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، فاتهمتها السلطة بالتخريب والعنف، واعتبرتها المعارضة رد فعل على تعنت السلطة ورفضها تحقيق مطالب الثورة، وفي محاولة من التيارات الإسلامية للرد على هذه الظاهرة أعلنت عن تشكيل "وايت بلوك" لمواجهة الكتلة الثورية السوداء، مثيرة مخاوف من صراع ميليشيات في الشارع المصري. وأضافت إذاعة هولندا العالمية في تقرير لها اليوم: "وفقا للصفحة الرسمية للكتلة الثورية السوداء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" فإن تكتيك الكتلة السوداء ظهر منذ 40 عاما، وكان جزءا من كل الاحتجاجات اليسارية النطاق، وأن غرضها الحقيقي هو الدفاع ضد وحشية النظام، ف 95% من تكتيكاتها دفاعية، و5% هجومية، بعيدا عن الأطفال الذين يهاجمون من أجل المتعة ولكن عند الهجوم يكون عبارة عن بيان قوي للحكومة، ويعرف أعضاء الكتلة الثورية السوداء في مصر أنفسهم بأنهم "من نسل من دماء الشهداء"، وأن تجمعهم جاء "كتطور طبيعي لغياب القصاص"، فهم يسعون لاستعادة ثورة 25 يناير، ولديهم 3 قوانين تحكم عملهم في الشارع وهي :" نحن لا نخاف منهم، هم يخافون منا"، و"الخائفون ليسوا منا، ولسنا منهم"، و"دماء الشهداء تجري في عروقنا، نحن شهداء.. فقط لم نصبح كذلك بعد"، وهم يؤكدون أن "الثورات لا تصنع من ماء الورود، ولكنها تصنع من الدماء."
وتابع التقرير: "يرى الدكتور وحيد عبد المجيد، عضو المكتب السياسي لجبهة الإنقاذ الوطني، إن ظاهرة البلاك بلوك هي دليل على أن الحدود بين بلاد العالم، أزيلت بسبب الانترنت، وأصبح الشباب يعرف ما يحدث في العالم، مشيرا إلى أن الشباب المصري تعرف على هذه الحركة عبر الانترنت، وقرر تقليدها."
ويقول عبد المجيد ل"إذاعة هولندا العالمية" إن أعضاء البلاك بلوك هم شباب مصري يبحث عن وسائل للتعبير عن غضبه، وهذا لا يعني أنها ستكون مثل الحركات المماثلة في ألمانيا وأمريكا، فهي مجرد وسيلة تعبير عن الغضب، ومحاولة للفت الانتباه إلى أن الاحتجاجات السلمية لن تفيد."
ويضيف: " هذا جيل من الشباب والصبية مستعد للذهاب لأقصى مدى في التعبير عن غضبه ولا يخاف من أحد، بعد أن فقد الأمل الذي لاح له بعد الثورة، وهذا يدفعه لمزيد من الغضب ويجعله لا يخاف الموت"، مشيرا إلى شهيد الاتحادية "كريستي" الذي وجدوا في جيبه ورقة كتب عليها أنه يتمنى الحصول على جنازة شعبية مثل جنازة الشهيد "جيكا"، وتابع :"أصبح أمل الشباب الحصول على جنازة كبيرة بدلا من السعي لحياة سعيدة."
وحول اتهام بعض القيادات الإسلامية لجبهة الإنقاذ بتمويل "البلاك بلوك" قال عبد المجيد: "كل إنسان أسير تجربته"، موضحا أن جماعة الإخوان المسلمين لديها ميليشيات لها قيادة وتمويل، وتعتقد أن كل نشاط مشابه لا بد أن يكون ممولا مثلها"، مشيرا إلى أن الجماعة لا تحتاج لإنشاء تنظيم "وايت بلوك" لأنها بالفعل لديها ميليشيات منظمة تمارس العنف المسلح.
وحذر عبد المجيد مما وصفه بالسيناريو الأكثر سوادا، في ظل إصرار السلطة على التعامل مع مصر كجزء من جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن هذا الإصرار ربما يقود إلى صراع دموي بين الشباب الغاضب سواء كان "بلاك بلوك" أو لم يكن وبين ميليشيات الإخوان المسلمين.