أعلن المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، يوكيا أمانو، الأحد أن عمليات "تنظيف" تجري في قاعدة "بارتشين" العسكرية الإيرانية التي تعتزم وكالة الطاقة الذرية زيارتها للبحث عن أسلحة نووية محتملة. وعبر أمانو الذي يزور بغداد حاليا عن تفاؤله الحذر بنجاح المباحثات التي ستجريها الوكالة الدولية مع إيران الشهر المقبل، مستبقا التقرير الذي تعتزم الوكالة إطلاقه يوم الجمعة المقبل حول النشاطات النووية المثيرة للجدل في إيران.
وتعتقد الدول الغربية أن البرنامج النووي الإيراني يهدف إلى انتاج أسلحة نووية، على الأقل جزئيا، إلا أن إيران تصر على أن البرنامج هو لأغراض سلمية بحتة.
وقال أمانو للصحفيين في بغداد إن "النشاطات في قاعدة "باتشين" ما زالت مستمرة لكنه غير مستعد للحديث عن التفاصيل حاليا".
وتتهم الدول الغربيةإيران بمحاولة إزالة الدليل حول الأبحاث السابقة المتعلقة بالأسلحة في بارتشين. وتطالب وكالة الطاقة الذرية إيران بالسماح لها بدخول بارتشين لتفتيشها مرة أخرى. وكانت الوكالة قد زارت بارتشين مرتين من قبل في عام 2005.
ومنذ الصيف الماضي، قامت إيران بتغطية بعض المباني بخيم لمنع مراقبتها جوا من قبل الدول الغربية عبر الاقمار الاصطناعية. وتقول وكالة الطاقة الذرية إن الأعمال التي جرت في القاعدة والتي شوهدت عبر الأقمار الاصطناعية سوف تعيق قدرتها على تفتيش الموقع.
وقال أمانوا في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، في بغداد إن هناك من الأسباب ما يجعل إيران تتعاون مع وكالة الطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني. وأضاف "إنني مقتنع أن وكالة الطاقة الذرية تلعب دورا مهما في حل هذه القضية، قضية البرنامج النووي الإيراني، عبر الطرق الدبلوماسية".
يوكيا أمانو يعرب عن "تفاؤل" حذر بتعاون إيران مع وكالة الطاقة الذرية
وتابع أمانوا قائلا "إن (الحل) في مصلحة إيران وفي مصلحة المجتمع الدولي، لذلك أقول إن هناك أسبابا تدعو إيران للتعاون معنا. وفي الوقت نفسه فإن الوضع صعب ومقلق ولا أريد أن أتكهن حول المستقبل".
وكانت الوكالة قد قالت الجمعة إنها ستجري محادثات مع إيران يوم الثاث عشر من كانون الأول/ديسمبر المقبل بعد انقطاع دام أربعة أشهر، سببه جزئيا على الأقل، الانتخابات الأمريكية.
وتريد الوكالة الدولية من إيران أن تقدم توضيحا حول الدليل "القابل للتصديق" أن إيران أجرت أبحاثا تتعلق بتطوير أجهزة نووية حتى العام 2003 أو ربما منذ ذلك التاريخ".
وتنفي إيران سعيها في أي وقت مضى لاقتناء السلاح النووي وتقول إن "الدليل" الذي قدمته وكالة الطاقة الذرية في تقريرها العام الماضي يعتمد على التزوير. وتطالب الوكالة أن تسمح إيران لمفتشيها بدخول قاعدة "بارتشسين" العسكرية.
وزير الدفاع الإيراني يؤكد إطلاق طائرات إيرانية النار على طائرات أمريكية دون طيار في الخليج
يذكر أن آخر محادثات بين إيران ومجموعة (الستة زائد واحد) قد أجريت في موسكو في شهر حزيران/يونيو الماضي.
وكان مجلس الأمن الدولي قد فرض عقوبات على النظام الإيراني وهذه العقوبات، بالإضافة إلى القيود التي فرضتها الدول الغربية على قطاع النفط الإيراني، بدأت تخلق مشاكل كبيرة للاقتصاد الإيراني.
كما ترفض إسرائيل، وهي الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، رغم أنها لم تعلن ذلك، أن تستبعد القيام بعمل عسكري ضد إيران لمنع منافستها الرئيسية من الحصول على السلاح النووي.
ويرى خبراء أن المحادثات المتعددة الأطراف مع إيران يمكن أن تُستأنف الآن، خصوصا بعد إعادة انتخاب أوباما. كما يعتقد هؤلاء الخبراء أن إجراء محادثات مباشرة بين واشنطن وطهران ممكن أيضا.
وتذكيرا للتوتر العالي في المنطقة، فقد أعلن وزير الدفاع الإيراني أن الطائرات المقاتلة الإيرانية أطلقت النار على طائرتين أمريكيتين دون طيار كانتا تحلقان في الخليج الأسبوع الماضي، مؤكدا تعليقات صدرت من وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون.