«مصر القوية الموحدة».. هكذا عرفها المصريون منذ أن وحد قطريها الملك مينا حوالي عام 3200 ق.م، ليصبح عيد تأسيس أول دولة مركزية في التاريخ، أثبتت نضوج الشخصية القومية المصرية الموحدة، ويكون الملك مينا مؤسس الأسرة الفرعونية الأولي، التي توالت بعدها الأسر مؤسسة أعرق الحضارات على مستوى العالم. تحت شعار «إيد واحدة من عهد مينا»، اجتمع العشرات، مساء أمس الأربعاء، عند سفح الهرم؛ للاحتفال بذكرى توحيد القطرين، موضحين في دعواهم أن الصراعات بعد الثورة جعلتهم أكثر حرصًا على الاحتفال بهذه المناسبات، التي تمثل انتصار الإرادة الشعبية في عهد الملك مينا، والتي تؤكد أن الشعب المصري قادر على الوقوف أمام الأزمات بقلب رجل واحد، أي أن كانت المحاولات التي يمارسها البعض لتمزيق النسيج الوطني.
وبالرغم مما مرت مصر به طوال آلاف السنين لم تستطع أية فرقة تمزيقها، ولكن أحيانًا ينسى البعض، كما أوضح محسن بدوي، رئيس مركز عبد الرحمن بدوي للإبداع، وأحد المشاركين في الحدث، "المجموعة التي دعت للاحتفال مهتمة بالتراث المصري الذي نحتاج لمعرفته فالحياة في الماضي شيء مرفوض، ولكن أن أكون مصريًا يجب أن أعرف كيف عاش أجدادي"، مضيفًا، "المصري يتميز أنه يحمل هويات متعددة نتيجة ما تعاقب عليه من حضارات وثقافات مختلفة، إلا أنها انصهرت جميعها، وأعطته نكهة فريدة تجعل من المستحيل التنصل من ماضيه الفرعوني القبطي الإسلامي، وأية محاولات لطمس أية هوية منها لا بد وأن يفشل".
لم يكن الحدث تعبيرًا عن الوحدة والاحتفال بذكرى مصرية خالصة، وإنما يدخل أيضًا في إطار دعم السياحة والدعاية لها، وبخاصة السياحة الثقافية في مصر، وقال بدوي: "السياحة الثقافية في مصر لا تحصل على الدعم الكافي خاصة، والتركيز ينصب على السياحة الشاطئية، بالرغم مما تملكه مصر من آثار ثقافية ثرية تستطيع جلب المهتمين بهذا النوع من السياحة".