يقع مشعر "منى" ومشعر "مزدلفة" على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادي تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يسكن إلا مدة الحج، ويحده من جهة مكةالمكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
ويقول المؤرخون: "إن تسمية منى جاءت من تمني آدم فيها الجنة"، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها؛ حيث يقول العرب لكل مكان يجتمع فيه الناس "مِنى"، وقيل لما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج".
وذكر بعض المؤرخين، أنه كان بمنى مسجد يُعرف بمسجد الكبش، وبها نزلت سورة النصر أثناء حجة الوداع للرسول (ص)، وتمت بيعة الأنصار المعروفة ببيعتي العقبة الأولى والثانية.
وعلى امتداد الخلافة الإسلامية، بنى الخليفة المنصور العباسي مسجدًا عُرف بمسجد البيعة في ذات الموضع سنة 144ه وأعاد عمارته لاحقا المستنصر العباسي، ويبعد نحو 300 متر من جمرة العقبة على يمين الجسر النازل من منى إلى مكةالمكرمة.
ومن أشهر الأماكن في مشعر عرفة وادي محسر، وسبب تسميته كما قال ابن القيم؛ لأن الفيل (فيل أبرهة الحبشي) حسر فيه أي أعيي وانقطع عن الذهاب، وقال أيضًا: "هو المكان الذي أهلك الله فيه الفيل".
ويقضي الحجاج بمنى يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، وسُمي بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء، ويحملون ما يحتاجون إليه، وفي هذا اليوم يذهب الحجيج إلى منى حيث يصلي الناس الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا بدون جمع، ويُسن المبيت فيه.
ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة، بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر، يوم التاسع من شهر ذي الحجة، ومن ثم المبيت في مزدلفة.
كما يقضي الحجاج فى منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه، وكما جاء في القرآن الكريم [واذكروا الله في أيام معدودات] .
جدير بالذكر أن هذه الأيام سميت بذلك؛ لأن العرب كما قال ابن حجر "كانوا يشرِّقون لحوم الأضاحي في الشمس وهو تقطيع اللحم وتقديده ونشره، وهي طريقة تخزين كان يعرفها العرب قديمًا لبقاء اللحم أطول فترة ممكنة".