مكة المكرمة:- توافدت جموع حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح اليوم الجمعة الثامن من شهر ذي الحجة الجاري على مشعر "منى" لقضاء يوم التروية بها اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد نشرت مواقع لتوعية الحجيج إرشاد لضيوف الرحمن وتعريفهم بأمور دينهم والإجابة عن استفساراتهم، وذلك إضافة إلى توزيع عشرات الآلاف من الكتيبات والنشرات والمطويات التوعوية بلغات عدة. كما تم تنظيم العديد من المحاضرات والندوات التوعوية التي يلقيها العديد من العلماء وطلبة العلم المختصين، فيما وضعت مكبرات صوت ليبث من خلالها هذه المواد. ووضعت قوات أمن الحج خطة سير خاصة للتصعيد إلى منى اعتمدت على نشر أفراد قواتها بالطرق والميادين لتنظيم حركة السير وإفساح المجال أمام حافلات نقل الحجاج بشكل منظم، فيما تم حظر دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة تماما. وخصصت سيارات الإسعاف (حوالي 100 سيارة) المجهزة بالمعدات الطبية الحديثة للتنفس الصناعي وأجهزة الإنعاش القلبي الرئوي على الطرق التي يسلكها الحجاج في طريقهم إلى مشعر منى، وذلك لتقديم الخدمات الإسعافية الطارئة الفورية لهم يساندها سيارات إسعاف كبيرة. كما أقيمت مراكز الاتصالات التي تربط الحاج بأهله وذويه في مختلف أنحاء العالم عبر الاتصالات الهاتفية والجوال والمكاتب البريدية. وتم تشغيل مستشفيات مشعر منى بكامل طاقاتها (منى الطوارئ، ومنى الجسر، ومنى الوادي، ومنى الشارع الجديد)، كالعيادات الخارجية والطوارئ وأقسام التنويم المختلفة استعدادا لاستقبال ضيوف الرحمن، فيما سيتم تشغيل مستشفيات عرفات بكامل طاقتها بداية من صباح غد استعدادا لاستقبال الحجاج في يوم عرفة. وتستغرق الرحلة من مكةالمكرمة إلى مشعر منى في الظروف العادية أقل من ساعة، ولكن نظرا للازدحام الشديد فإنها قد تستغرق عدة ساعات. ومن ناحية أخرى، توقعت إدارة التحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية - في تقرير لها اليوم عن حالة الطقس في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة - اعتدال الطقس وصفاء السماء على مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ومشعري منى وعرفات. ويرجع المؤرخون تسمية "منى" لما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لتمني سيدنا آدم فيها الجنة، ورأي أخر لاجتماع الناس بها، فيما تقول العرب لكل مكان يجتمع فيه الناس "منى". ويقع مشعر منى بين مكة ومزدلفة على بعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم وهو وادي تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية ولا يسكَن إلا مدة الحج (يوم التروية ويوم النحر و3 أيام التشريق)، ويحده من جهة مكة جمرة العقبة ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر. وبمني رمى سيدنا إبراهيم عليه السلام الجمار وذبح فدية لابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام، ونزلت سورة "النصر" أثناء حجة الوداع للرسول، كما تمت بها بيعة الأنصار المعروفة ببيعتي العقبة الأولى والثانية حيث بايع الرسول في الأولى 12 شخصا من أعيان قبيلتي الأوس والخزرج، فيما بايعه في الثانية 73 رجلا وامرأتان من أهل المدينة، وذلك قبل هجرته إلى المدينةالمنورة.