ثمة سؤال مطروح: فى حال سقوط نظام الأسد وخسارة إيران الجسر الذى يصلها بالعالم العربى، هل يوجد لدى إيران خيار آخر؟ يشير بعض المراقبين إلى أن الإيرانيين يدرسون تحويل الأردن إلى قاعدة جديدة لنفوذهم فى العالم العربى. إن هذا الاحتمال لم يكن مطروحا فى الماضى لأن سكان الأردن كانوا تاريخيا من المسلمين السنة، باستثناء أقلية مسيحية صغيرة.
لكن طرأت تغيرات على التركيبة الديموغرافية للأردن نتيجة حرب العراق سنة 2003. فخلال الأعوام الثمانية الفائتة دخل نحو مليون لاجئ عراقى إلى الأردن، بينهم آلاف اللاجئين من الشيعة، ومن المنتظر أن تقوم إيران باستغلال وجود هؤلاء من أجل التسلل إلى الأردن. كما قام الإيرانيون بتوظيف أموال كبيرة فى الأماكن المقدسة لدى الشيعة سواء فى سوريا أم فى الأردن، وحولوها إلى أماكن للزيارة الدينية، ومن بينها قبر شقيق الإمام على بن جعفر الواقع فى مدينة الكرك التى تبعد نحو 150 كيلومترا عن عمان. ويزور آلاف العراقيين والإيرانيين الشيعة هذه الأماكن بما فيها تلك الموجودة فى الأردن، وتشير التقارير إلى شراء العراقيين الشيعة عقارات بالقرب من هذه المزارات. فى هذه الأثناء يقيم الإيرانيونحلفا استراتيجيا مع حركة «حماس»، وحتى لو تحولت تركيا إلى الحليفة الخارجية المسيطرة على الإخوان المسلمين فى سوريا، فإن إيران لن تتخلى عن تحالفها مع هذه الحركة التى قد يصبح وجودها فى الأردن أداة مهمة بالنسبة إلى إيران مستقبلا.
لقد سبق أن أعلن الأردن انضمامه إلى المحور المناهض لإيران فى الشرق الأوسط من خلال دخوله إلى مجلس التعاون الخليجى. صحيح أن الأردن لا يملك نفطا لكنه قادر على تقديم خبرته العسكرية إلى دول الخليج التى هى بحاجة إليها، وقد أرسل هذا العام إلى البحرين قوة تتألف من 1000 جندى ورجل شرطة لمساعدة السلطات البحرينية فى قمع التمرد الشيعى ضد الحكم السنى.
فى هذه الفترة من عدم الاستقرار التى يمر بها الشرق الأوسط، على إسرائيل أن تتابع عن كثب هذه التطورات، وخصوصا فى حال قررت ان تنقل مركز ثقلها وتأثيرها العسكرى من الحدود الشمالية إلى الجبهة الشرقية.