أكدت صحيفة "اندبندنت" البريطانية على أن الغرب والمؤسسة العسكرية نفذوا مخططا للإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك مع الإبقاء على نظامه قائما، وهو المخطط الذي يعمل الغرب على تنفيذه الآن بسوريا فتتم الإطاحة ببشار الأسد والإبقاء على نظامه. وأضافت الصحيفة أن الغرب كان دائما يستخدم الأمن ذريعة لدعم الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، ويخشى أنه يكرر هذا الآن في تعامله مع سوريا، فهو الآن مشغول باحتمال المواجهة بين السنة والشيعة وبامتداد نفوذ الإخوان المسلمين، وهو شئ كانت قد شجعته الولاياتالمتحدة وإسرائيل وبريطانيا في محاولة لعزل إيران. وأكدت الصحيفة أنه لا داعى للقلق المفزع حول سوريا والذي تروج له وسائل الإعلام العالمية، جاء ذلك فى مقاله بعنوان "نحن قلقون على سوريا دون مبرر". وأضافت الصحيفة أن التقارير التليفزيونية التي تتناول الأوضاع في سوريا تركز على مخاطر حرب أهلية وطائفية محتملة، كما تحذر من إمكانية انتقال تلك الحرب الى الدول المجاورة. وأكدت "إندبندنت" أنه لا يوجد ما يدعو إلى قلق حقيقي حول أوضاع اللاجئين السوريين الذين يتدفقون على الدول المجاورة: الأردن ولبنان والعراق، ولكن القلق حول انهيار التوازن الاستراتيجي في المنطقة العربية والشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلى غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان والذي تصدى الغرب له، على حد تعبيرها، مضيفة أن تلك الحرب لم تثر مخاوف كهذه من احتمال اندلاع حرب أهلية في البلاد، وهو ما حصل لاحقا وأدى إلى نزوح الملايين من الأفغان الى دول مجاورة، خصوصا إيران وباكستان. وطرحت الصحيفة تساؤلا: "إذن لماذا القلق على سوريا الآن؟"، مجيبة بأنه من الملاحظ أن هناك توجها يحبذ رحيل الأسد مع عدم المس بالنظام، وهو ما حصل في مصر تقريبا، حيث ضحى الجيش بالرئيس مبارك بينما يريد الإبقاء على النظام.