قالت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية إن القلق من إمكانية أن تتحول سوريا إلى اليد الثانية لإيران في المنطقة وتتحول لنموذج ثانٍ للعراق ليس غريبا على أعضاء الأممالمتحدة، الذين يتجادلون حول الطريقة للرد على ما يجري في سوريا، فالمؤامرة الغربية هي "عمل لا شيء"، في وقت تسعى لإيران بكل قوة لإحكام السيطرة على سوريا حتى إذا سقط الأسد، يكون الرئيس القادم موالي لها وليس للغرب مثلما حدث في العراق. وقالت الصحيفة إن الافتراض هو أن ما يحدث في سوريا يستدعي تدخل الغرب، سرا أو علنا، من اجل تغيير النظام في دمشق، خصوصا بعد الفشل في استصدار قرار من الأممالمتحدة بعد معارضة روسيا والصين، مما شجع النظام الحاكم إلى الاندفاع بقوة لإنهاء نشاط المعارضة في البلاد، هو أمر خاطئ، فالغرب لا يدرك المخاطر المترتبة على عدم قيامه بالتحرك الصحيح لإنقاذ سوريا من براثن الهلال الشيعي والذي يسعى بكل قوة لفرض نفوذه على المنطقة وبسط ذراعيه عليها، فبعد ابتلاعه للعراق وجعلها أحدى يديه، يخطط حاليا لجعل سوريا اليد الثانية له في المنطقة. وأضافت إن الحقيقة ليست كما قد تعبر عنها المظاهر، فلا الولاياتالمتحدة أو بريطانيا أو فرنسا وتركيا، أو السعودية ودول الخليج هي اللاعب الأقوى في سوريا لإبقاء الحال على ما هو عليه، ذلك اللاعب هو إيران. وتابعت إن الحقيقة تشير إلى أنه من مستوى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونزولا، لا يوجد احد في الغرب لديه فكرة عن ما يمكن فعله في سوريا، وما مؤكد لدى هؤلاء هو ما لا يمكن لهم أن يفعلوه، وهو بشكل رئيسي عدد التدخل في حرب جديدة في الشرق الأوسط. لكن هذا الأمر مختلف في إيران، التي تعتبر الحليف الأقوى والاهم لنظام حكم الرئيس الأسد، والداعم السياسي والدبلوماسي، ومصدر النفط الرخيص، وتؤكد الصحيفة إن عناصر من الحرس الثوري الإيراني موجودون بأعداد كبيرة في سوريا بصفة مدربين وعناصر مخابرات ومستشارين. وتختتم الصحيفة تقريها بالقول إن إيران تلعب لعبة أطول مدى، فإذا لم يعد بالإمكان إنقاذ الأسد، تسعى طهران إلى أن يكون من يخلفه حليفا قريبا منها لا يقع في أحضان الغرب.