«نادرا ما يركل النظام الاستبدادى الباب دفعة واحدة»، فهو يبدأ بخطاب، ثم يقوض ديمقراطيتنا وحقوقنا حتى نرى يومًا من الأيام دبابات فى الشوارع، ووسائل إعلام تديرها الدولة، بينما يقبع الكتاب والنشطاء والقادة وراء القضبان حسب تقرير لقناة «سى إن بى سى» الأمريكية، فى تعليقها على احتجاجات «لا ملوك» ضد إدارة الرئيس دونالد ترامب. ولفت تقرير نشرته القناة، أمس، إلى أن هذا النظام يغزو المدن فى جميع أنحاء البلاد، بينما يقدم ضباطه الملثمون على إرهاب المجتمعات الأمريكية وعائلات المهاجرين، والتعدى على الأحكام النهائية لقانون حقوق التصويت. وأضاف التقرير أن البيت الأبيض يستخدم السلطة التنفيذية فى ملاحقة المعارضين السياسيين، من المدعى العام فى نيويورك ليتيتيا جيمس إلى الكوميديين والمتظاهرين السلميين. واهتمت عدة وسائل إعلام عالمية بالمظاهرات التى يشارك فيها ملايين الأمريكيين فى جميع الولايات ضد إدارة ترامب للتحذير من انزلاق البلاد إلى الاستبداد وضرورة ألا يكون هناك ملوك فى الولاياتالمتحدة. وقعت أكثر من 200 منظمة كشركاء فى احتجاجات 18 أكتوبر وحدد المنظمون العديد من المدن الرئيسية للتظاهر وهى: واشنطن العاصمة، سان فرانسيسكو، سان دييجو، أتلانتا، مدينة نيويورك، هيوستن، هونولولو، بوسطن، كانساس سيتى فى ميسورى، بوزمان فى مونتانا، شيكاغو ونيو أورلينز، حسب «الجارديان» البريطانية. ولفت تقرير للصحيفة أمس إلى أنه من بين الموضوعات التى أشار إليها المنظمون استخدام ترامب أموال دافعى الضرائب للاستيلاء على السلطة وإرسال قوات فيدرالية للاستيلاء على المدن الأمريكية، وإعلانه أنه يريد فترة ولاية ثالثة و«التصرف بالفعل كملك». كما لفت إلى أن إدارة ترامب ذهبت بأجندتها إلى مدى بعيد، متحدية المحاكم حيث قطعت الخدمات وقامت بترحيل الأشخاص دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة. ومن المنتظر أن يشارك الملايين فى احتجاجات «لا ملوك»، وهى التكرار الثانى للتحالف الذى نظم فى يونيو الماضى واحدًا من أكبر أيام الاحتجاج فى تاريخ الولاياتالمتحدة. ومن المقرر إقامة الأحداث فى أكثر من 2700 موقع، من البلدات الصغيرة إلى المدن الكبيرة. ولفت تقرير «الجارديان» إلى أن ترامب شن حملة على المدن الأمريكية فى محاولة لإرسال قوات فيدرالية وإضافة المزيد من وكلاء الهجرة، ويسعى إلى تجريم المعارضة، مشيرًا إلى أنه يلاحق المنظمات ذات الميول اليسارية التى يدعى أنها تدعم الإرهاب أو العنف السياسى. ونبه إلى أن حلفاء ترامب سعوا إلى تصوير احتجاجات «لا ملوك» على أنها معادية لأمريكا وتقودها حركة «أنتيفا»، المناهضة للفاشية، بهدف إطالة أمد الإغلاق الحكومى.