شكل إعلان تأجيل الانتخابات العامة فى إسرائيل طوق نجاة للأحزاب الصهيونية الدينية، مثل حزبى «البيت اليهودى» و«الاتحاد القومى»، اللذين كان من المتوقع أن يُمنيا بهزيمة كبيرة لو تم تقديم موعد الانتخابات. واليوم بات هذان الحزبان يملكان وقتا كافيا لتنظيم وتوحيد صفوفهما، ولحل المشكلات السياسية والخلافات الشخصية، وللاستعداد لخوض الانتخابات المقبلة ضمن قائمة واحدة، وإلا فإنهما لن يتمكنا منفردين من تجاوز نسبة الحسم المطلوبة، الأمر الذى سيؤدى إلى شطبهما عن الخريطة الحزبية. فهل يستطيع هذان الحزبان إنقاذ نفسيهما؟ المشكلات التى تواجهها الأحزاب الدينية هى مشكلات شخصية وأيديولوجية. فالسبب الذى جعل الحزبان المذكوران أعلاه يخوضان الانتخابات الأخيرة بصورة منفردة هو الخلاف الشخصى بين زعامات الحزبين. كما أن كل واحد من أعضاء كتلة «البيت اليهودى» الثلاثة فى الكنيست الحالى: أورى أورباخ وزفولون أورليف ودانيال هيرشكوفيتش، كان يتصرف كأنه كتلة مستقلة.
أما الخلاف الأيديولوجى فيعود إلى أن الحزبين يمثلان جمهورين مختلفين، فحزب «الاتحاد القومى» يمثل الجمهور الحريدى المتطرف والمتشدد فى تمسكه بنمط الحياة الدينية، فى حين أن حزب «البيت اليهودى» يمثل مواقف حزب المفدال التقليدية والأكثر اعتدالا. فهل يمكن والحال كذلك ردم هذه الهوة الأيديولوجية التى تفصل بينهما؟
ربما يمكن تحقيق ذلك بصورة جزئية، فليس هناك مشكلة أيديولوجية فى أن يخوض أعضاء حزب «البيت اليهودى» الانتخابات ضمن قائمة واحدة مع أورى أريئيل. لكن انضمام ميخائيل بن أرى، المقرب من فكر مئير كهانا المتطرف، وأرييه ألداد إلى القائمة، سيبعد الناخبين المعتدلين.
من جهة أخرى فإن انضمام أعضاء معتدلين من حزب «البيت اليهودى» إلى قائمة مشتركة مع «الاتحاد القومى» سيبعد الناخبين الحريديم. وفى حال خاض الانتخابات مرشحون مستقلون من خارج اللائحة الموحدة، فإن هذا سيؤدى إلى خسارة هذه اللائحة كثيرا من الأصوات وتخفيض عدد مقاعدها إلى ما دون العشرة.