كشف الكاتب الصحفى محمد على خير أن عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق كان وراء إصرار القيادة السياسية على استبعاد الإخوان من برلمان 2010، عكس ماهو شائع ان احمد عز القيادى بالحزب الوطنى المنحل كان وراء ذلك، وكشف خير في كتابه الجديد «فى انتظار وطن» الصادر عن دار صفصافة للنشر كواليس اعداد التعديلات الدستورية التى اعدها المستشار طارق البشرى من خلال معلومات استقاها من البشرى ذاته. وكانت مكتبة الشروق بالمهندسين استضافت خير، لمناقشة الكتاب بحضور الدكتور أحمد عكاشة المحلل النفسى الذى أكد تفاؤله بعبور مصر من حالة التخبط والفوضى السياسية الحالية إلى الديمقراطية، وقال إن ما تمر به مصر حاليا طبيعى بعد قرون من الاستبداد، واكد ان المجتمع سيتعلم الديمقراطية وهو يمارسها وليس فى المدارس والجامعات، تماما كما يتعلم المرأة السباحة وهو فى الماء وليس من خلال الكتب.
وقال عكاشة خلال مناقشة كتاب «فى انتظار وطن» للكاتب الصحفى محمد على خير إن عنوان الكتاب يعبر عن حالة الترقب التى تمر بها البلاد خاصة مفكريها وكتابها الذين يتابعون بقلق تطورات عملية التحول الديمقراطى المتلاحقة.
وانتقد عكاشة اداء الاعلام ووصف تأثيره بالسلبى على التحول الديمقراطى فى مصر، واعتبر من واقع معايشته لحالات الكثير من المصريين أن الأمن أهم مطالبهم فى الفترة الحالية.
حضر المناقشة كل من المخرج خالد يوسف والكاتب الصحفى محمد رضوان مدير تحرير المصرى اليوم والكاتب الصحفى محمد المعتصم رئيس قطاع الاخبار بجريدة الوطن والكاتب الصحفى سعيد شعيب، والكاتب الصحفى عماد حسين مدير تحرير جريدة الشروق الذى أكد أن الكتاب يتناول بالتوثيق فترة سننظر لها لاحقا كواحدة من أهم الفترات فى تاريخ مصر، واعتبره شهادة هامة على مرحلة التحول الكبير فى مصر من الاستبداد إلى تباشير الديمقراطية.
واستعرض خير خلال المناقشة فصول الكتاب التى تتناول فترة تمتد من الشهور الأخيرة فى عصد مبارك وحتى الآن، ويعرض محمد على فى كتابه الثانى «فى انتظار وطن» بعد «الطريق إلى قصر العروبة» وكلاهما صادر عن دار صفصافة للنشر مجموعة من الاسرار التى تكشف جوانب من الحياة السياسية قبل وبعد الثورة، حيث يكشف اسرارا من غرفة عمليات الحزب الوطنى «المنحل» لانتخابات 2010.
ويحاول خير فى كتابه الجديد، الذى كتب مقدمته الإعلامى الكبير حمدى قنديل، الإجابة على سؤال «لماذا سقطت دولة مبارك!» فيتحدث عن دولة رجال الأعمال وملايينهم السهلة، وعن النهب المنظم للأراضى الصناعية، وعن تعطل مشروع الضبعة، وعن عقود السخرة فى توشكى، وعن تقنين الفساد فى أرض السليمانية، وعن الاحتكار فى الصناعات الغذائية والأسمنت.. وفى فصول أخرى يروى لك أساطير عن الفساد الذى استشرى، من بيع المغربى وزير الإسكان لمليون متر من أراضى الدولة لابن خالته بثمن تشجيعى، إلى المال السايب فى وزارة البترول الذى أنفق منه الوزير 5 ملايين جنيه لدعم أحد النوادى، إلى بيزنس اللحوم، إلى الرشاوى التى أعلنت شركات سيمنز ومرسيدس أنها دفعتها لمسئولين حكوميين بارزين، إلى الهدر المالى فى المشروع القومى لاسكان الشباب، ويكشف عن الصحف التى فاحت من صفحاتها رائحة البترول، واشترت فيها الاعلانات الحقائق والآراء، وفى فصول أخرى يناقش خير الحاضر ويسعى لتبين مواقف القوى المختلفة من المجلس العسكرى إلى الإخوان ويحاول أن يستشرف المستقبل السياسى لمصر ويرسم ملامحه.
وتحدث محمد البعلى مدير دار صفصافة ناشر الكتاب عن قصة العمل منذ أن كان فكرة فى نهاية عام 2011، حيث اقترح فى البداية على خير كتابة جزء ثان لكتاب «الطريق إلى قصر العروبة» يناقش معايير اختيار رئيس الجمهورية الثانية كما ناقش الكتاب الاول معايير اختيار الرئيس قبل الثورة، وتطور الموضوع عبر المناقشات ليكون استعراضا نقديا لفترة غروب نظام مبارك وشروق النظام الديمقراطى الجديد.