نشرت الدورية العلمية (Nature) فى طبعتها الإلكترونية هذا الأسبوع أول صور فى العالم تسجل نجاح فريق من علماء طب وجراحة الأعصاب فى معاونة مرضى الشلل الكامل الناجم عن إصابات خطيرة لنسيج المخ والنخاع الشوكى على الحركة. سجلت الصور نجاح سيدة تعانى من شلل كامل للأطراف فى تحريك ذراع آلية لالتقاط زجاجة مليئة بالقهوة وارتشافها كاملة بواسطة ماصة فى فمها.
كانت المرة الأولى منذ إصابتها بالشلل منذ خمسة عشر عاما كاملة تقدم فيها على فعل للعناية بنفسها بمفردها.
المذهل فى الأمر أن تحكمها فى الذراع الإلكترونية يأتى من أمر تصدره له من أفكارها. زرع الأطباء جهازا متناهى الصغر فى المخ يتلقى إشاراته ويترجمها عبر برنامج كمبيوتر مرتبط بالذراع الإلكترونية. تفكير المريض يعنى نشاطا محسوبا فى مراكز المخ يلتقطه الجهاز ويترجمه فى نبضات عصبية يعيد الكمبيوتر ترجمتها لأوامر تتحكم فى عمل الذراع.
«كان أمرا رائعا أن يستجيب المخ بعد انفصال كامل عن الأطراف لخمسة عشر عاما كاملة. لا يمكننى أبدا والفريق الذى عمل معى لتحقيق هذا الهدف أن ننسى تلك الابتسامة التى ارتسمت على شفتى مريضتنا بعد أن انتهت من قهوتها» كان تعليق د.هوشبرج رأس فريق العمل الذى انتهى إلى هذا الإنجاز Dr.Leigh R.Hochberg تعد تلك التجربة بداية قوية لطريق ينتهى إلى معاونة مرضى الشلل الكامل والذى غالبا ما ينجم عن حوادث الطرق الكارثية أو السكتات الدماغية التى تدمر مراكز الحركة فى المخ.
تم العمل بالتعاون مع معهد ألمانى لأبحاث الروبوت كان وراء تصميم الذراع الإلكترونية وبرنامج الكمبيوتر بينما أتم علماء الولاياتالمتحدة تصميم وتنفيذ تقنية الجهاز الدقيق الذى يتم تركيبه فى المخ.
«مازالت التجربة بحاجة لإضافة بعض التعديلات على برنامج الكمبيوتر ربما كان من الممكن فى يوم قريب أن يتمكن مريض الشلل الكامل من القيام بنشاطاته الحيوية اليومية دون اللجوء لمعاونة دائمة ممن حوله» كان التعليق الأخير الذى أضافه د.هوشبرج فى نهاية الفيلم المسجل لمريضته التى قدم لها الروبوت قهوتها الصباحية حينما خطر لها أن تشربها رغم سمنة الجسد والشلل الكامل.