من قلعة صلاح الدين التى تحرس القاهرة، وفى ديكور تاريخى طبيعى قرب مسجد محمد على الأسطورى، اختار المرشح الرئاسى سليم العوا يوم عيد العمال، ليطلق إشارة البدء لحملته الرسمية. مصادر حملة العوا قالت ل«الشروق» إن اختيار أول مايو جاء ليتزامن مع أول يوم فى فترة الدعاية الرسمية المسموح بها للمرشحين لانتخابات الرئاسة، وذلك احتراما للقانون ولقرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، ولا علاقة للأمر بعيد العمال.
يقدم العوا برنامجه بشكل تفصيلى، ثم يستقبل اسئلة الحاضرين، وهم جمهور عادى مع بعض الشخصيات العامة والأدباء والمفكرين ورجال السياسة ورجال الأعمال والإعلاميين.
اختيار القلعة لإطلاق الحملة الدعائية، حسب مصادر الحملة، «يعكس إحدى أولويات برنامج الدكتور العوا فى استعادة مكانة مصر التاريخية الرائدة إسلاميا وأفريقيا وعربيا».
محمد سليم العوا مفكر إسلامى وفقيه قانونى، أعلن عن مشاركته فى انتخابات الرئاسة نهاية يونيو 2011، ومثل زميله المرشح عبد المنعم أبوالفتوح، يقول إنه يمثل الإسلام المعتدل، الذى يمارسه معظم المصريين، كما أنه يضع نصب عينيه فكرة المواطنة.
العوا شخصية محاطة بكثير من القضايا المثيرة للجدل، وقد يحاول اليوم تقليل خسائره، بعد اعلان الجماعة السلفية والجماعة الاسلامية تأييدها لأبوالفتوح وتراجع حزب الوسط عن دعمه لحملة العوا الانتخابية. على موقعه الإلكترونى المخصص لعرض حملته، يؤكد العوا أن «الأقباط شركاء فى الوطن، فنحن نحيا معا منذ 14قرنًا، ولديهم مثلما لدينا من الحقوق والواجبات». وربما تبدو العبارة محاولة لتجاوز تصريحه الشهير فى 2010 على قناة الجزيرة، بأن «المسيحيين يُخفون أسلحة فى الكنائس، وهذا له معنى واحد، أنهم ينوون استخدامها ضد المسلمين، والدولة ضعيفة فى الوقوف أمام الأقباط المحرّضين على المسلمين». فى ملامح برنامجه الانتخابى يقول العوا إنه يسعى لإعادة اكتشاف الانسان المصرى لذاته من خلال معرفة المصرى ما له من حقوق وما عليه من واجبات وأن يشعر بالانتماء داخل وطنه.
عمل العوا، 69 سنة، بعد تخرجه فى كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، فى النيابة العامة فى الفترة ما بين 1963إلى 1966، لكنه فقد عمله خلال محاكمة القيادى الإخوانى سيد قطب، بتهم تتعلق بالانخراط فى أنشطة الجماعة، وفى المقابل يؤكد العوا أنه لم يكن أبدا عضوا فى جماعة الإخوان.
وانضم لهيئة قضاء الدولة، وهاجر بعدها إلى الكويت ثم لندن، حيث استكمل رسالة الدكتوراه فى القانون المقارَن فى كلية الدراسات الأفريقية والشرقية، وبدأ فى تدريس القانون فى الجامعات داخل مصر وخارجها. كما شارك فى تأسيس الدستور، الذى دعا إلى إنشائه الدكتور، المرشح الرئاسى يمتلك علاقة خاصة مع يوسف القرضاوى، وشراكة تأسيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين فى 2004، والسيدة قرينته نجلة أحد القياديين فى جماعة الإخوان، ويكرر العوا فى العام الأخير دعوته لإطلاق سراح عمر عبد الرحمن، الذى يمضى عقوبة السجن مدى الحياة فى الولاياتالمتحدة لتورطه فى تهم تتعلق بالإرهاب.
بعد نهاية كلمة العوا ومناقشته مع الحاضرين، يبدأ العشاء الاحتفالى، على طريقة البوفيه المفتوح، الأمر الذى يتيح فرصة أخرى للمزيد من الحوارات الجانبية، والجدل.