أوضح الكاتب والمفكر الإسلامي فهمي هويدي، أن المجلس العسكري الحاكم في مصر يحاول أن يتصالح مع المجتمع، وذلك عن طريق إقدامه على تسريع محاكمة الرئيس السابق وتعويض أهالي الشهداء وعلاج ورعاية المصابين، لافتًا إلى أنه يشعر بأن المجلس العسكري يحاول مصالحة الشعب المصري في قضية مبارك، مشيرًا إلى أن إعدام الرئيس السابق أمر صعب، وبرأته أيضًا صعبة، وبالرغم من ذلك سيظل الدم الذي تم سفكه رطبًا ولا يعلم أحد كيف سيتم تجاوز هذه الأزمة. لافتًا إلى أنه ليس صحيحًا أن لا ننتقد المجلس العسكري، كما أن هناك انتهاكات ارتكبت ولم نعرف من المسؤول عنها، والعنف الغير مبرر والمحاكمات العسكرية، كل ذلك لم يعتذر عنه المجلس أو يعترف بوقوعها.
وطالب فهمي هويدي، الذين يطالبون برحيل المجلس العسكري وتسليم السلطة، أن يضعوا اختيارًا ديمقراطيًا آخر، قائلاً: "لا يجب أن يقول أحد برحيل المجلس العسكري ونترك البلد فارغة". معربًا عن تخوفه من أن ينشغل الشعب المصري عن "الهدف الإستراتيجي" وهو تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة ووضع الدستور الجديد للبلاد.
وأكد الكاتب والمفكر الإسلامي فهمي هويدي، خلال لقاءه الإعلامي عمرو الليثي في برنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور" الفضائية، أن أعضاء المجلس العسكري يجب أن يحاسبوا على ما حدث من الشرطة العسكرية تجاه المواطنين، وقال أيضًا: "هذا أمر لا يجب تجاوزه، ولا أعرف كيف يستطيع المجلس والمجتمع أن يتجاوز الدماء التي سالت، فهي لن تُنسى". موضحًا أن "وصاية المجلس العسكري يجب أن تُرفع، ودوره هو حماية الوطن ولابد أن يترك الشعب يقرر مصيره". لافتًا في الوقت نفسه إلى أن "تسليم السلطة لمجلس الشعب غير دستوري".
وأشار أيضًا إلى أن "الرئيس السابق حسني مبارك كان مسئولاً بحكم الدستور والقانون عن حماية أرواح الشعب المصري"، قائلاً: "الجريمة تكون بارتكاب فعل أو الامتناع عن فعل".
كما بيّن أن هناك "قوى سياسية تصنع ضجيجًا وليس لها وزن في الشارع، فنحن لدينا أربع قوى أساسية أظهرتها نتائج الانتخابات البرلمانية، هي الإخوان المسلمين والسلفيين والوفد والكتلة المصرية". وتابع بقوله: "مصر في وضع أفضل بعد ثورة 25 يناير عما كانت عليه قبل ذلك، وما نحن فيه يعطينا أمل في المستقبل، أما في ظل النظام السابق فلم يكن هناك مستقبل".