حدد القائمون على حزب النور، المنبثق عن الدعوة السلفية، الخطوط العريضة لبرنامجهم السياسى فى الآتى: «الحفاظ على هوية مصر الإسلامية، والعربية هى اللغة الرسمية، وإقامة دولة القانون، وأن تكون أحكام الشريعة الإسلامية مصدرا للتشريع، وألا يُسن قانون بالدولة مخالفا لقوانين الإسلام، وإنشاء دولة مؤسسات، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومواجهة المشاكل المزمنة كالعشوائيات»، وهى المبادئ التى اعتبرها الدكتور يسرى حماد، المتحدث باسم حزب النور، فى حواره ل«الشروق» ركائز أساسية للمشروع السياسى للحزب فى الفترة المقبلة. ● هل هناك قوانين حالية مخالفة للشريعة الإسلامية؟ نعم لدينا قوانين كثيرة مخالفة، مثل القانون الذى تفتح بناء عليه الخمارات وغيرها.
● البعض ترك الكثير من مبادئ حزب النور وتمسك بمسألة تطبيق الأحكام.. تعليقك؟ المبادئ العامة لا خلاف عليها، ومبادئ الشريعة هى «العدالة والمساواة والكرامة»، ولا يخلو دستور فى العالم منها أو يُختلف عليها، لكننا بصدد الحديث عن «دين» نريد أن يكون له واقع فى الحياة، ومنهجنا التأكيد على أن المسلم مطالب بتنفيذ أحكام الدين سواء «حاكم أو محكوم»، والخلاف يكمُن فى أننا عندما ندير اقتصاد بلد، مطالبين بإدارة اقتصاد تحت قاعدة أن «الراعى مسئول عن رعيته».
● بهذا الشكل نحن بحاجة إلى خليفة للمسلمين وليس رئيس دولة؟ نحن بحاجة لرئيس جمهورية يعلم أنه رئيس حياتى سيقود الناس، وفى نفس الوقت يعلم أن الله مُخاطبه بأن يضع مفاهيم الحلال والحرام خلال قيادته، لأن ما نراه هو أن التيارات الأخرى تقود الأمة لمعزل عن الآخرة، وتريد أن تقدم للناس دنيا جميلة وفى نفس الوقت تُضيع لهم الآخرة، بينما نحن نريد التوازن والوسطية، وأننا لسنا مغالين جدا فى الدنيا، وكذلك لسنا مغالين جدا فى الآخرة، ونريد أن يكون الفرد رائدا فى الدين والدنيا معا، والسياسة العامة للحزب تقوم على الإبلاغ، ومن يرتضون بعد ذلك تطبيق منهج الشريعة الإسلامية سوف ينتخبوننا، وان لم يرتضوا فسوف نتحول لدور المعارضة فى البرلمان ونقدم النصح.
● ما موقف الحزب من النظام الرأسمالى الحالى؟ الإسلام دين الوسط، ومصر لديها رأسمالية وشيوعية، والإسلام وسط بين الاثنين، حيث يؤمن للطبقة السفلى فى المجتمع جميع حقوقها، ولن يسمح للغنى بالتوحش عن طريق غلاء الأسعار وغيره.
● ما وجه التشابه بين من يتحدث عن الدولة الإسلامية والحضارة الفرعونية؟ لا يمكن المساواة بين الحضارتين.. «الدين» واجب تطبيقه من قبل كل مسلم، من خلال تطبيق الشخصية المسلمة، وأن نربى كوادر فى البلد.
● هل لديكم كوادر اقتصادية تتبنى الفكر الإسلامى للخروج من المأزق الحالى؟ «الدعوة السلفية» وحزب النور يضمان كوادر حياتيه تستطيع تشكيل دولة، ولدينا كوادر اقتصادية موجودة بالفعل بجانب برنامج اقتصادى.
● ما مفهوم الاقتصاد الإسلامى؟ الاقتصاد الإسلامى يقوم على عدة محاور: حق الملكية، وعدم محادة الله فى شرعه، وحق الفقراء والتكافل المجتمعى بينهم والأغنياء، وكذا مسئولية الدولة عما يقام على أرضها من مشروعات، تحت إشراف الدولة.
● أثير من الأقاويل حول تلقى حزب النور لدعم من الخارج؟ ورب الكعبة كل أخ اللى بيقدر على شىء بيعمله، وما فيش مليم أخذناه من شرق أو غرب، ويجب العلم أن الجمعية الشرعية كيان، وأنصار السنة كيان آخر، والدعوة السلفية كيان ثالث، وأن أحد الصحفيين هو من أثار أمر تلقينا أموالا من الخارج، فالشياخات التى قامت بفتح مقار أنفقت عليها من حسابها الخاص، وفتحنا حسابا لتلقى التبرعات لدعم المرشحين.
● ردك على تلقى مرشحى النور لدعم مالى من دول خارجية وأن قائمة بأسمائهم قدمت للنيابة؟ أتمنى أن تأخذ النيابة مجراها، ونطالب باتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد كل من تلقى تمويلا من الخارج، ولو كان الحزب ومرشحوه تلقوا بالفعل أموالا من الخارج، لظهر علينا فى المحافظات، وللأسف بعض المحافظات كانت معدمة من الإعلانات، ولو كنت نزلت للشارع لكنت وجدت أن معظم الإعلانات تمت على حساب المحلات والأشخاص، وأنا شخصيا طلبت عمل «بانر» على نفقتى الخاصة.
● ما تقييمك للمرحلة الأولى من العملية الانتخابية؟ كنت أتمنى أنها تكون أفضل من ذلك، لكننا خارجين من تجربة استبدادية كانت تزور فيها الانتخابات من الألف إلى الياء، ولم تكن هناك استعدادات حقيقية من قبل البعض، حيث كانوا يرون أنها ستكون بمثابة عملية ديكورية، وبعض من تولوا إدارة العملية الانتخابية لا يزالون متأثرين بالفكر القديم.
كان واضحا وجود أشياء غير شريفة، مثل تسويد بطاقات انتخابية لصالح البعض، ووضعها فى الصناديق داخل لجان الفرز لأجل استبعادها، نظرا لأن حزب النور كان متفوقا فيها بشكل كبير، ولا نعلم كيف مرت هذه الصناديق مرور الكرام باستبعادها وإبطالها فقط دون التحقيق فى الواقعة، ومن ثم فلدينا شكل مختلف وجديد لإدارة العملية الانتخابية خلال المرحلة الثانية.
● أبرز ملامح عملية الاستعداد للانتخابات «الايجابيات والسلبيات»؟ فى أول تجربة انتخابية، نعتبر أنفسنا فى «كى جى وان»، وأبناء حزب النور لديهم قدرة كبيرة على التعلم، خاصة وأن المنهج السلفى يعطى أعضاءه المزيد من المرونة فى القبول والتعلم، باعتباره منهجا قائما على إعمال العقل والاستدلال والحفظ، والتيار السلفى لم يكن هيكلا تنظيميا، حيث كان يُمنع من ذلك، وتم ضربه بالاعتقالات عند أى محاولة للتواصل بين أعضائه، وتجربة الانتخابات كانت تجربة لأبناء الحزب للتواصل على مستوى أكثر من محافظة، ولكننا خرجنا بتجربة من المرحلة الأولى، أهمها عدم وجود مندوبين لنا فى عدد كبير من اللجان.
● أثيرت أقاويل تجاه التحالفات الانتخابية خلال المرحلة الأولى.. فما ردك؟ لم نعقد أى تحالفات، وغير مناسب وضع حزبين مختلفين فى الفكر داخل تحالف، وبعد ذلك نطالب الناخب بالتصويت له، حيث تظهر المشكلة فى مجلس الشعب.
● بعض القوى وصفت حزبى «النور» و«الحرية والعدالة» بالحزب الوطنى الجديد؟ لا يجب جمعنا فى «سلة واحدة»، وبعض الألقاب أُطلقت على أحزاب معينة، ولم نكن طرفا فيها، وهناك حزب من كثرة الاتهامات التى وجهت له حاول تصديرها لنا، وحاول اتهامنا بنفس الاتهامات التى وجهت إليه، بما يعنى أن الآخر يحاول أن يجعلك شريكا فى الاتهامات الموجهة إليه، مثل «جعلونى مجرما»، كما حاول الحزب نفسه شن حرب إعلامية ضدنا من خلال استخدام وسائله الإعلامية، وقاموا بنشر العديد من الشائعات ضدنا، فضلا عن وجود عمليات تشويه فى محاولات متعددة لكسب المقاعد على حسابنا، ونشيد بحزب الوسط والكتلة المصرية على إدارة حملتهم الانتخابية، حيث لم نجد ضدهم تجاوزات.
● سبب عدم التنسيق بين حزب «النور» والمستشار محمود الخضيرى؟ المستشار الخضيرى لم ينسق معنا، فقد نسق مع الإخوان وتم الإعلان عن دعم الحرية والعدالة له، وفى النهاية آلاف السلفيين أعطوا صوتهم ل«الخضيرى».
● بماذا تفسر إطلاق طارق طلعت مصطفى على نفسه لقب مرشح السلفيين؟ «طارق» لديه أصول دينية، وكان يحاول فى البداية النزول على قوائم حزب النور، ولكننا رفضنا، وقلنا إننا لا ندعم أيا من الفلول، ولكنه وجه أنصاره للتصويت لحزب النور، ومن الممكن التفسير بوجود مشكلة بينه وبين «الحرية والعدالة».
● ما تعقيبك على الهجوم الذى تعرض له عبدالمنعم الشحات؟ «الشحات» له آراؤه الفقهية التى تقلل من أسهمه السياسية فى الشارع خلال المرحلة الحالية للانتخابات، وكان مقصودا من قبل الإعلام مواجهته بأسئلة شائكة، فى الوقت الذى لم يحدث ذلك مع العديد من الشخصيات والأحزاب الأخرى، والشحات ليس متحدثا باسم النور ولكنه متحدث باسم الدعوة السلفية.
● هل يلعب الدعاة دورا كبيرا قى العملية الانتخابية؟ الأمر اشبه بأب يوجه ابنه، ولكن ليس معنى ذلك أن يتدخل فى حياتك.
● هل ترى عدم فصل المرشحين بين آرائهم الفقهية والشرعية له تأثير على الانتخابات؟ شئت أم أبيت يتم توجيه أسئلة شرعية لهم، حيث يراهم البعض بأنهم من رجال الدين، ولكنى أرى بأنه من غير المناسب من منظور حزبى التطرق لمسائل شرعية وفقهية، تجنبا لعدم حدوث صدام فى الرأى مع المؤسسة الرسمية، حيث إن بعضها يكون الأمر الفقهى بها غير محسوم.
● تردد أن تحالفات تمت فى الدائرة الرابعة بين حزب النور والقبائل.. كيف ذلك؟ متى كان للحزب الوطنى وجود حقيقى فى الشارع، ولكن كان يجبر رموز العائلات بالنزول على قوائمه، ومن التكتيك الانتخابى لحزب النور أنزلنا على رأس القائمة أحد أفراد قبائل العرب.
● ما يميز حزب «النور» عن «الحرية والعدالة» فى الدائرة الرابعة؟ كان هناك عمل دعوى على مدى 30 سنة ممتد إلى السلوم، والشغل الدعوى والأعمال الخيرية التى كانت تتم من قبلنا للمواطنين انعكست على الانتخابات.
● هل التركيز خلال الفترة المقبلة على العنصر الخدمى أم العمل التشريعى؟ أتمنى أن البرلمانى لا تحسب كفاءته بما يقدم من خدمات للدائرة، ولكن تحسب بما يقدم لصالح أبناء مصر عامة، ولا يمكن العودة للسياسات القديمة والتركيز على مناطق بعينها وتهميش الغالبية منها.
● وماذا عن المخالفات التى رصدتها وسائل الإعلام والحقوقيون ضد حزب النور؟ المخالفات كانت سلوك أفراد وليس «حزبيا»، وجاء ذلك بعد مشاهدتهم لباقى الأحزاب التى تجاوزت، ولو طبق القانون على الجميع لكنا أول الملتزمين، وواقعيا إذا لم يطبق القانون فكأنه ليس موجودا، وبلا شك لو كانت اللجنة العليا للانتخابات طبقت القانون لما تجاوز احد، و«النور» كان سيكون أول الملتزمين.
● هل من الممكن أن نرى شعارا لحزب «النور» مماثلا «للإسلام هو الحل»؟ ابتعدنا عن الشعارات الدينية، وأنزلنا شعارا خاليا تماما من أى كلمة ممكن أن يفهم منها استخدام الدين فى الدعاية الانتخابية، وملصقاتنا الدعائية خلت من أى شعار دينى، وعندما رأيت بعض الأشخاص يستخدمون شعارات دينية رفضت الأمر وطالبتهم بالاقتباس من برنامج الحزب.
● كم النسبة التى توقعتهم الحصول عليها فى نتائج المرحلة الأولى؟ كنا نتوقع الحصول فى الإسكندرية على ما يفوق 50 % من المقاعد، ولكننا حصلنا على 30 % تقريبا، لكن ليست الإسكندرية وحدها هى معقل للسلفيين، وهناك محافظات أخرى تمثل معقلا لنا، ولا تقلق فنحن موجودون فى كل أنحاء الجمهورية بتواجد كبير، ويسرنا الانتشار ولكننا لا نفرح بعدد الكراسى.
● مدى تأثير المظاهرات الخاصة بالسياحة على حزب «النور»؟ بالتأكيد هذه المظاهرات لم تكن عفوية، والدليل نوعية المشاركين فيها، وأرى أنها كانت لصالح المستفيدين من السياحة، وبعض رموز التيار الليبرالى.
● البعض يرى اختيار الإخوان أفضل من السلف باعتباره «أهون الأمرين»؟ عندما تشوه صورة فصيل معين فبالتالى يأخذ المواطن أقرب صورة للصورة المطلوبة، ونحن نتعامل مع ذلك بتكثيف اللقاءات والندوات، ونرد على الأسئلة المطروحة فى الشارع بالنسبة للسياحة والمرأة وقضايا الآثار، والإعلام لا يعطينا الفرصة الكافية للرد، ويتواصل معنا فقط للتشويه بنا بأساليب مُدربين عليها، وهناك من يصرفون الملايين لتشويه صورتنا من خلال الإعلام الموجه.
● موقف حزب النور من الأقباط؟ وكيف تبعثون لهم برسائل الطمأنة؟ موقف «النور» واضح وصريح تجاه الأقباط، باعتبارهم شركاء فى الوطن، وهم جزء أصيل من أبناء شعب مصر، ولهم الحق الكامل فى العقيدة وممارسة شعائرهم، ومن ثم فهم شركاء فى الوطن وحقى حقه ومصيرى مصيره، ونراسلهم عبر الإعلام والصحافة، وموقفنا فى الثورة وبعدها كان أكبر رسالة طمأنة لهم، خاصة مع الانفلات الأمنى الشديد، وقيامنا بحماية الكنائس ومحلاتهم، الأمر الذى انعكس من خلال قيام بعض الأقباط بتعليق لافتات تأييد لنا فى الانتخابات، لعلمهم بأن منهج الدعوة السلفية يرفض العنف بشدة.
● كيف تتقبلون مسألة حديث بعض الإسلاميين عن هجرة الأقباط؟ لم يصدر عن حزب النور حديث عن رغبتنا فى هجرة الأقباط، ولا يمكن أن نقول ذلك لأنهم شركاء فى الوطن، والداعية الذى تحدث عن غزوة الصناديق ليس عضوا بحزب النور ولا يرى العمل السياسى ولا يرى أن السلفيين يدخلون فى العمل السياسى، ولا يجب أخذ الرأى الشخصى ومحاولة تطبيقه.
● موقف حزب النور من المجلس الاستشارى فى ظل ضبابية قرار بعض التيارات؟ وجودنا فى المجلس الاستشارى «كلنا» مهم لأنه ممثل للأمة، وإن كان غير منتخب، لكن فى عرض بعض القضايا والاتفاقات الدولية عليه دور كبير، حتى لا يضطر المجلس العسكرى إعطاء رأى قد يكون مخالفا لما تراه الأمة، وفى أى وقت يمكننا الانسحاب، فضلا عن أن المواقف السياسية يتخذها كل حزب بما يتراءى له، وكل حزب له حساباته السياسية، ولا أحد يلزمنا بشىء، وكل الأحزاب ترفض تدخل المجلس العسكرى فى الشئون السياسية.
● ما موقف حزب النور من البنوك؟ البنوك هى نظام عالمى لإدارة الاستثمارات، والآن يوجد بنوك قائمة على التشغيل الحقيقى، قد وجدت ترحيبا كبيرا من الشعب، وهى بنوك قائمة وناجحة، ونريد تعميم التجربة، بما يعنى تهميش الحرام والتركيز على الحلال، حيث اننا مطالبون بالبحث عن الحلال والبعد عن الحرام، ولدينا تجربة فلماذا لا نعممها، وذلك مع مراعاة عدم الصدام، انطلاقا من مبدأ أننا أتينا لنعمر ولا لنخرب.
● ليس أمام حزب النور سوى 5 سنوات وبعدها يبدأ مرحلة الانتهاء.. تعليقك؟ من شهر تقريبا، كشفت نتيجة الاستبيانات لبعض المراكز فى مصر أن تواجد «السلف» لا يتعدى 8 %، وأصروا على أننا شريحة إقصائية استوفت جميع الأدوات والمعايير الاقصائية، والسؤال على أى أساس يُقال ذلك، للأسف هذا المنهج انتشر على سياسة التشويه المتعمدة، والآن الناس بدأت تعرفنا على حقيقتنا، حيث كنا نتهم بأننا لا نملك الوعى السياسى والخبرات السياسية.
● البعض يعتمد فى الهجوم عليكم على حداثتكم فى العمل السياسى وفقدكم للخبرات السياسية... كيف ترون ذلك؟ الخبرات السياسية تعتمد على النواحى الحياتية ومن ثم إثقالها بالممارسة، بما يعنى أن تأتى بأستاذ جامعة باعتباره لم يكن موجودا فى الوزارة ووليته رئاسة الوزارة فلن ينتقضه أحد، فى حين لو أتيت بآخر ملتحى ووليته رئيس جامعة سيواجهه البعض بدعوى أنه لا يمتلك الخبرة، والمسألة هنا تعتمد على القبول وعدم القبول، ومدى إعطاء الثقة لتيار معين عن غيره، وليس لها معايير محددة تقاس عليها.
● هل تؤثر الخبرة السياسية بشكل واضح على العمل؟ «لو كان على الخبرة السياسية العالية فهى موجودة بالحزب الوطنى، ولو كان على الخبرة السياسية فى رئاسة الجمهورية فإن كل اللى موجودين ليس لديهم هذه الخبرة وبذلك فعليك العودة لحسنى مبارك، إذا كان الأب سيترك ابنه جالس مدى حياته على الكرسى خشية سقوطه عند محاولته المشى فسوف يجعله مقعدا، فلابد من الاحتكاك بالمجال وإعطاء الخبرة السياسية بإعطاء المهلة، وفى أسوأ الظروف سيعمل بما يقل عن الفساد الذى كان موجودا بمصر، ولو تم الاستغناء عن المستشارين الموجودين فسيتم توفير مليارات الجنيهات لمصر.
● ما موقفك من الاتفاقات الدولية بين مصر وبعض الدول بما فيها إسرائيل؟ نحن جزء من المجتمع الدولى وجزء من منظمة الأممالمتحدة، ونخضع للقوانين الدولية ولا يمكن إلغاء الاتفاقيات، ومن يقل غير ذلك فهو مخطئ، ومن غير المنطقى أن يخرج أحد ويقول سوف ألغى الاتفاقية لإدخال مصر فى حرب، ومن هنا فأى شىء مرتبط بمصر، فمكانه طاولة المفاوضات ودراسة بنود أى اتفاقية، ورؤية الخبراء تجاه هذه الاتفاقية، وإمكانية تعديلها.
● بعد تعيين سفير إسرائيلى جديد، لو طلب مقابلتكم هل تقبلون؟ السياسى لابد أن يقبل التفاوض والحوار والنقاش مع أى أحد، وتم مسبقا عمل مشاورات بين الحزب والعديد من السفارات فى مصر، والدين لا يأمرنا بالعنف ولكن يأمرنا بالحوار، ونريد شراكة مع الخارج وأن يحترمنا الغرب، باعتبارنا شركاء وليس أتباع، ولدينا من الثقافة والقيم ما قد يجعلنا نختلف مع الغرب.
● ما موقف حزب النور من الزكاة؟ وهل تشمل الزكاة المسلم وغير المسلم؟ نسعى لتأسيس وزارة للزكاة، وتصبح الدولة هى المسئولة عن جمع الزكاة، وتتولى الإنفاق فى المصارف الشرعية، الأمر الذى سوف يكون عاملا كبيرا فى تحقيق التكافل الاجتماعى، والزكاة تطبق على المسلم فقط باعتبارها فرضا عليه.
● وماذا عن الضرائب؟ أصبحنا دولة بلا ناتج قومى، ومن غير الجيد أن تعتمد الدولة بشكل كبير على الضرائب، ومن ثم سنحاول تعزيز الدخل القومى وزيادته، ومبدئيا سنحاول عدم فرض ضرائب جديدة، وسنحاول دعم الميزانية من الصناديق الخاصة الذى لا يعلم أحد أين تذهب أموالها، وكذلك إلغاء المستشارين الذين يحملون الدولة 28 مليار جنيه، وإغلاق صناديق الفساد الموجودة، وكذلك إعادة النظر مرة أخرى فى مسألة الدعم الذى يأخذ 29 % من الميزانية، على أساس أن الدخل يذهب لمستحقيه.
● الموقف من الشركات والخصخصة؟ سوف نعمل على ضمان حقوق العمال، والوقوف بشدة ضد بيع الشركات، ومحاولة تطوير المنتج وإعادة الصناعات التى تدهورت، ومراجعة العقود التى تم بيعها مرة أخرى، حيث تم بيع عدد من الشركات الكبرى التى لم يكن يجب بيعها.
● هل تم انتهاك ميثاق الشرف بينكم وبين حزب الحرية والعدالة؟ نعم، ولكن ليس من قبلنا، ونحن متمسكون جدا بميثاق الشرف الذى بيننا، ولا نتمنى أن أى فرد من حزب النور ينتهك ميثاق الشرف.
● ما مستقبل التعاون بين حزبى النور والحرية والعدالة فى البرلمان المقبل؟ هناك وجهة نظر مشتركة يتم التعاون بيننا فيها، وهى الرجوع لتطبيق شرع الله، وما دون ذلك فنحن حزبان مستقلان لكل منا رؤيته الخاصة المختلفة عن الآخر.