افتتح أخيرا بمركز رؤى 32 للفنون معرض "أحلام مؤجلة" للنحات العراقي عماد الظاهر، وضم المعرض ثمانية وعشرين عملاً نحتياً منفذاً بالبرونز والرزن (المرمر الصناعي) وسيستمر حتى يوم 17 نوفمبر القادم. والنحات عماد الظاهر من مواليد بغداد 1964، حاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة بغداد، وأقام بالأردن لمدة تزيد على السنوات العشر قبل أن يهاجر إلى استراليا عام 2005.
أقام العديد من المعارض الفردية بين 1997 و2010 في عمان، أبوظبي، بيروت، سيدني، وباريس. كما شارك في المعارض المشتركة بين عامي 1998 و2010 والتي أُقيمت في روما، سيدني، بيروت، عمان، بغداد. وفي غضون ذلك مُنح العديد من الجوائز، منها: جائزة مهرجان الشباب 1989، الجائزتان الأولى والثانية في مسابقة النحت في سيدني- استراليا، ما بين عامي 2007- 2005، وجائزة نصب الشهيد.
يقول عماد الظاهر عن أعماله، إن المهجر أثر على أعماله الفنية من ناحية الأسلوب، والمواد المستخدمة في النحت، إذ بدأ يركز أكثر على الفكرة وتنوع المواضيع، لكنه يرى بأن الأفكار الجديدة لا تزال لا تلقى اهتمام المتلقي والمشاهد العربي الذي لا يزال مهتما بجمالية الشكل.
ويعتقد الفنان الظاهر أن التشكيليين العراقيين لم ينطلقوا إلى العالمية بسبب تمسكهم بالهوية العراقية رغم أهميتها، وهو يرى أنه نجح في التحرر من البيئة العراقية واستخدام لغة الفن الحديث من خلال تركيزه على الفكرة.
الفنان عماد الظاهر مارس مهنة صناعة التماثيل والمنحوتات حتى قبل أن ينهي دراسته الأكاديمية لفن النحت في أكاديمية الفنون الجميلة، وقد تأثر خلال سنوات الدراسة بأساتذته ولاسيما النحاتان محمد غني حكمت وصالح القره غولي.
بعد تخرجه من أكاديمية الفنون الجميلة عام 1989، حالفه الحظ لقضاء سنوات الخدمة العسكرية الإلزامية في مشغل للنحت في العاصمة بغداد، إذ اشتغل حينها على تنفيذ عدة تماثيل وجداريات منها: نصب النصر، ونصب الشهيد، الذي فاز فيه بجائزة، كما حصل على جائزة مهرجان الشباب.
يرى الظاهر أن غياب الحرية كان من أبرز العراقيل التي تعيق الفنانين عن مواصلة الإبداع، ويقول "إن تأويل الأعمال الفنية كان مرعبا في العراق.
كان الظاهر قد غادر العراق عام 1994 ليستقر في عمان، حيث شكلت فترة إقامته في الأردن مرحلة مهمة في حياته الفنية من حيث الإنجاز والإبداع، إذ أقام العديد من المعارض في عمان وعواصم عربية أخرى، ونفذ فيها بعض أعمال مثل "جدارية السلام" التي حصل فيها على جائزة، و"جداريه الأردن"، كما نفذ بعض التماثيل منها، رمز الأردن "العصفور الوردي"، كما تمكن من التواصل مع المثقفين والفنانين العراقيين الذين بدأوا يتركون العراق ويستقرون في الأردن.
كان أول معارضه في عمان في جاليري بلدنا (لاحقاً رؤى 32)، وآخر معرض له كان في عمان (سبتمبر 2010) مع النحات علوان العلوان المقيم في بغداد، وحمل المعرض عنوان "بغداد.. عمان.. سيدني"، وعبرت معروضاته عن أزمة الإنسان المعاصر وحالة العزلة والاغتراب، التي تصيبه في ظل الحروب، وجسد في أعماله حيوانات وطيوراً ذات قيمة رمزية لدى الحضارات القديمة.
يعكف الفنان عماد حاتم الظاهر حاليا على إنجاز نصب كبير يمثل إنجازات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عمان وما قدمته للنازحين العراقيين..ويحلم النحات العراقي بعراق يعمه الحب، ويأمل أن يتمكن قريبا من تنفيذ عمل فني في العاصمة الاسترالية كانبيرا مع مجموعة من الفنانين التشكيليين والمهندسين المعماريين.
يذكر ان حفل الافتتاح ضم السفير العراقي في الأردن د. جواد هادي عباس، وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي، ومحبي الفنون، والفنانين، والصحفيين، وأصدقاء الفنان