يقام حاليا في مركز محمود مختار الثقافي بالجزيرة معرضان أحدهما للمخرج الفنان محمود إبراهيم والآخر تحت عنوان القري والنيل للفنان الدكتور محمد مكاوي عميد كلية الفنون الجميلة بالزمالك. ومعرض الفنان محمود إبراهيم يضم أكثر من45 عملا في مجال التصوير الزيتي والخامات المختلطة ويعكس حس الفنان العالي بالبيئة والطبيعة حوله مع مسحة سريالية رمزية درامية ورومانسية أحيانا كثيرة وتعكس بالتة ألوانه روح الفنان المتفائلة والمشرقة فاستخدم في بعض اللوحات خامات مختلفة مثل الخشب فهناك بعض اللوحات جاءت كالنافذة التي تجسد رومانسية الفنان وشاعريته إلي جانب أن موهبته في الإخراج انعكست علي أسلوب الفنان في التصوير والرسم. ومحمود إبراهيم من مواليد طنطا بمحافظة الغربية, حاصل علي بكالوريوس الفنون الجميلة قسم التصوير عام1969, قام بدراسات عليا في تكنولوجيا التصوير عام1974, ودرس الإخراج وفن الخدع السينمائية بألمانيا الغربية عام1981, وفرنسا عام1985, وقدم خلال رحلته الفنية أكثر من60 فيلما تسجيليا عن الحركة التشكيلية في القرن العشرين تحت عنوان فنانين من مصر قدم فيها رصدا للحركة الفنية وأرخ لأبرز رموزها وأشهرهم ومنهم عبد الهادي الجزار( فيلم المجذوب الأخضر), وحسين بيكار( معزوفة نوبية), وشيخ المعماريين حسن فتحي( بيوت مصرية), وحسن سليمان( الظلمة والنور), والنحات محمود مختار( مختار مصر2008). وللفنان محمود إبراهيم دور رائد في مجال الفنون فقد أدخل فنون خيال الظل والمسرح الأسود, كما قام بتطوير لغة الدراما المقدمة للطفل من خلال أكثر من20 مسلسلا تليفزيونيا وخمسة أفلام قصيرة من إنتاج التليفزيون المصري وصوت القاهرة, وخلال أكثر من أربعين عاما شارك في مختلف المعارض المحلية والدولية بدأها عام1967 بمعرض عن الثورة الفلسطينية مع الشهيد مازن أبو غزالة والشاعر محمد سيف, ونال21 جائزة محلية ودولية في مجال الإخراج وتصميم العرائس والجائزة الأولي في المعرض العاشر للطلائع من جمعية محبي الفنون الجميلة عام1969, والجائزة الذهبية عن فيلم( صدي النهر), وجائزة الإبداع عن فيلم( أول الأشياء من الألف إلي الياء), و3 جوائز دولية عن فيلم طيور صغيرة في المهرجان الدولي الثامن عشر لسينما الأطفال, وحاصل علي منحة تفرغ من وزارة الثقافة منذ عام2007 حتي الآن, وله مجموعة قصصية تحت اسم يوم ماتت أمي أحببت الحكايات). ويعرض الفنان د. محمد مكاوي عميد كلية الفنون الجميلة بالزمالك أحدث إبداعاته في القاعة الرئيسية للمركز والتي تحمل عنوان القري والنيل, وتصل الأعمال إلي نحو50 لوحة يتناول فيها القري والنيل الذي يسكن أعماقه علي حد قوله. محمد مكاوي الفنان وليس العميد عاشق لمصر وطبيعتها ونيلها وريفها وتراثها المعماري, لقد شاهدت مجموعة أعمال تصويرية وأنا في زيارة عمل لكلية الفنون الجميلة في مكتب د. محمد وشدت عيني وأعجبتني كثيرا فسألته هل تعد لمعرض؟, فأجاب لا... أنا طوال الوقت أقوم بالرسم, ولا أطيق الحياة بدون إبداع, فأكدت له أن هذه الأعمال نواة جيدة لمعرض رائع, ومرت الأيام وشاهدت المعرض بعد أن اكتملت كل لوحاته; العمارة الريفية التي تعانق الطبيعة من أشجار ونيل وسماء صافية في أسلوب رومانسي عذب يعكس عمق إحساس الفنان بهذه الأشياء; حيث كثير من الفنانين تناول هذه المفردات ولكن شخصية د. محمد مكاوي لها خصوصية شديدة خاصة إحساسه بالألوان, فلديه بالتة ألوان ثرية جدا. والدكتور محمد مكاوي عميد كلية الفنون الجميلة من مواليد القاهرة عام1958, حاصل علي بكالوريوس الفنون الجميلة بامتياز عام1981 وكان موضوع رسالته للماجستير بعنوان( دور الفنان التشكيلي في العمل السينمائي الروائي) عام1987, والدكتوراه بعنوان( التشكيل في الرؤيا السينمائية لأفلام يوسف شاهين) عام1992, وشارك في العديد من المعارض الجماعية ودورات صالون الشباب بالقاهرة والإسكندرية حتي عام1993, والمعرض العام بمجمع الفنون, والمعرض القومي بقصر الفنون, ومعرض اسكتشات2000, ومعرض( الفن للجميع), ومعارض الأساتذة بكلية الفنون الجميلة, ومثل مصر ضمن مجموعة من الفنانين في معرض الحضارات بألمانيا عام1996, كما أقام خمسة معارض خاصة وشارك في العديد من لجان التحكيم لجوائز الدولة التشجيعية للفنون والمسرح ومسابقات العمارة والفنون التشكيلية والموضة, وكان صاحب أول تصميم لمجموعة ألعاب كمبيوتر في الشرق الأوسط تم إنتاجها باللغة العربية بعنوان( فيلم الرؤيا) عن قصة يوسف عليه السلام عام1995, وقام بتصميم القصر الملكي لملك سويزيلاند علي الطابع الأغريقي واليوناني والفرعوني والحديث, وحصل علي العديد من الجوائز في مسابقات( سيناء السلام والتنمية- مصر الحاضر والمستقبل- تصميم طابع بريد يوم البريد العالمي), وله العديد من المقتنيات في أماكن مختلفة.