«نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت».. هذه هى العبارة الملهمة لثوار ليبيا، حيث إن قائلها هو المجاهد الليبى التاريخى عمر المختار، للقائد العسكرى الإيطالى «جراتسيانى» عندما عرض عليه تسليم السلاح وخضوعه لسلطات الاحتلال الإيطالية. الليبيون يستلهمون روح الجهاد من عمر المختار فى وقوفهم ضد نظام معمر القذافى، الذى أطلق الرصاص الحى، والصواريخ المضادة للطائرات على المتظاهرين العزل، فضلا عن إطلاق كتائب المرتزقة الأفارقة عليهم لتنهش فى لحمهم الحى. الثوار فى ليبيا تماما كما ثوار مصر وتونس.. شباب أعزل لا يملك إلا الشعارات والهتافات، فى مواجهة آلة أمنية جهنمية، وأخيرا أصدروا من بنغازى، وهى المدينة التى انطلقت منها شرارة الثورة، صحيفة يومية للثوار باسم «ليبيا.. ثورة 17 فبراير» عليها صورة عمر المختار وتحتها شعار «نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت». العدد الأول من هذه الصحيفة صدر الأربعاء الماضى، وتوزع على الثوار المعتصمين فى ميدان ساحة محكمة شمال بنغازى.. اكتظت بصور المظاهرات فى جميع المدن التى تنادى بالحرية وبسقوط معمر القذافى، وبصور الشهداء وكتب عليها «مع ارتفاع روح كل شهيد يسقط نظام الطاغية إلى الأبد» العدد الأول كان يؤكد على مطلب الشعب الليبى وهو «ارحل» وكتب على صفحتها الرئيسية شعر باللغة العربية الفصحى على الصفحة الرئيسية بعنوان ارحل «ارحل سترحل طائعا أو مرغما يا باغيا نهب البلاد وهدمها.. أسرفت فى سفك الدماء ولم تكن إلا ظلاما دامسا قد خيما.. فالآن آن بأن تزول وينتهى عهد سئمناه ظلوما أغشما» وأكدت الصحيفة على أن الثورة لم تقم لتعطل مصالح الشعب أو تعلق مسيرة الإصلاح والتقدم، وطالبت الطلاب بالالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم اعتبارا من الأحد المقبل حتى تسير الحياة بشكل طبيعى ولا تؤثر الشائعات المغرضة التى تروج لها الحكومة. وطالبت الصحيفة التى أسسها شباب «17 فبراير» من المواطنين بالمحافظة على الممتلكات الخاصة والعامة من معسكرات أو أجهزة رقابية أو أجهزة تمثل النظام البالى من مراكز شرطة وما تبقى من مبان مما مسها من ضرر فهى لنا ولمستقبلنا.. التخريب سريع ولا يتطلب جهدا لكن البناء وإعادة تشييد هذه المراكز يتطلب سنين.. وطالب الشباب تسليم كل قطعة سلاح للنيابة العامة أو المحكمة ولا تتبعوا الغوغائيين الجهلة المندسين فى أقوالهم ولا فى أفعالهم. كما طالبت الشباب بالابتعاد عن المخدرات وردع الشباب عنها.. كما طالبت بإنهاء جميع الخصومات الشخصية «لا نترك الحدث الجلل ونتجه إلى خلافات قصيرة الذراع لا تمتد بيننا إلا لتفرقنا». وحذرت الصحيفة الشباب الثائر من الشائعات والفتن ومن جميع ما قد يعوق من استمرار هذه الثورة. وعلقت الصحيفة على خطاب القذافى الذى ألقاه مساء الثلاثاء الماضى فى مقالة بعنوان: «لم يقل شيئا.. فقط أرانا كم هو مذهول!!!» وقالت: «الصورة تختلف والكلام يتفق، ظهر كما ظهر ابنه منذ يومين ليعيد الأفكار نفسها، لكنه يختلف عن ابنه بأنه أكثر وقاحة وجرأة، لعب على أكثر من محور: الدين، القبلية، المخدرات، النفط، محاولا إيصال رسالة إلى الغرب مفادها أن ليبيا ستتحول إلى إمارات إسلامية وإرهابية إذا فقد السيطرة عليها، وهذا ما يخشاه الغرب، كما ركز على قضية النفط وهى أحد أعمدة الغرب بصفة عامة، غرضه من ذلك تأليب أوروبا وأمريكا على شعب طلب الحياة بحرية وكرامة، كما تحدث على القبلية بطريقة يأمل منها زرع الفتنة والحرب الأهلية متناسيا أنه هو من عزز هذه الروح بين أفراد الشعب الليبى الواحد وقوى جذورها، لكن حديثه عنها قوى روح التضامن بين جميع طوائف الشعب». إسلام عمارة.. مصرى أصيب فى المظاهرات فحماه المتظاهرون من المرتزقة طيار ليبى رفض قصف المدنيين يصل السلوم خطبة جمعة فى بنغازى تلهب حماس المعتصمين.. والخطيب يعلن رفض التدخل العسكرى سواء عربيًا أو أجنبيًا ثوار ليبيا يطالبون بدستور موحد للبلاد