تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ومن العشق ما قتل..
نشر في الشروق الجديد يوم 14 - 01 - 2011

«شباب امرأة».. قاد المحامية إلى الهاوية ودفعها للزواج من عامل يصغرها ب15 عاما، لم تفكر فى فارق السن أو حتى فارق المستوى التعليمى.. هو شاب «واقع» كما يقولون ظروفه صعبة جدا.. عامل رخام.. غير متعلم.. و«المرأة الأربعينية تثيره بكامل مشمشها»، وأيضا يعانى كغيره من الشباب أزمة اقتصادية طاحنة تباعد بينه وبين الزواج عشرات السنين.
بمجرد أن لمحت فى عينيه الرغبة طلبته للزواج العرفى.. لا يملك الرفض.. وافق فى الحال.. ولم ينجح أهله فى إقناعه بالعدول عن هذه الزيجة.. لم يكن يدرك أنه يخطو إلى نهايته.. «بصم» بالعشرة على إيصالات أمانة على بياض.. لفَّتها المحامية كحبال متينة خشنة على رقبته عندما أراد الهرب من جبروتها.. فكان القتل.
أصيب سامى على محمد، 35 سنة، بدهشة شديدة فور سقوط جثة سيدة من البرميل الذى كان يقوم بإخلائه من الأسمنت المصبوب داخله..صرخ صرخة عالية.. ارتعشت يداه.. تسمرت قدماه فى الأرض.. تصبب عرقا.. كاد يسقط من طوله بسبب منظر الجثة.. حاول أن يهرب من موقع الجريمة خوفا من الدخول فى سين وجيم بقسم الشرطة وخضوعه فى استجواب مكثف من أجهزة الأمن... اقترب منه أحد المزارعين أصيب هو الآخر بالذهول من هول الكارثة....تبادلا نظرات الخوف والرعب من مشهد الجثة.. حاول سامى ترك موقع العثور على الجثة إلا أن المزارع وقف أمامه وهدده بالإبلاغ عنه..اضطر سامى إلى إبلاغ شرطة النجدة بالواقعة.
طال انتظارهما لضباط المباحث الذين تأخروا كثيرا.. فلم يعد سامى والمزارع يتحملان المزيد من تجمع عشرات المواطنين حولهم ليشاهدوا الجثة ويعبثون فى محتويات البرميل.. تطرق إلى آذان الجميع صوت سارينة سيارة الشرطة التى اقتربت من المكان.
هرب بعض المواطنين من موقع الحادث خوفا من ضباط المباحث. نزل من السيارة اللواء أحمد عبد العال، مدير الإدارة العامة لمباحث أكتوبر وخلفه عدد من الضباط.. نظر الضباط إلى الجثة التى قد اختفى جزء منها نتيجة محاولات تفريغ البرميل الصاج.
قال سامى الذى عثر على الجثة لضباط المباحث إنه كان يسير بدراجته البخارية على طريق مصرف كرداسة وشاهد برميلا جديدا على الشاطئ وتوقف لأخذه لاستخدامه فى أعمال البناء.. واكتشف وجود قطع أسمنتية بداخله وأثناء تفريغه سقطت جثة المجنى عليها.
الحامض النووى يقود البحث إلى المحامية
انتقل لمكان المعاينة هشام حاتم، رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة وتبين من المعاينة التى أجراها محمود عبود وأسامة الشيمى وكيلا أول النيابة أن الجثة لسيدة قمحية اللون وفى العقد الرابع من عمرها ترتدى قميص نوم أسود فقط وحافية القدمين، وهى فى حالة تصبن رمى كامل والشعر منزوع ومتآكلة الأطراف وبدون ذراعين.
أمر القاضى مجاهد على مجاهد، المحامى العام لنيابات جنوب الجيزة بسرعة تشريح الجثة فى الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة وتحليل الحامض النووى لها لبيان هويتها وسرعة كشف غموض الحادث.
أمر اللواء عمر الفرماوى، مدير أمن اكتوبر بفحص بلاغات الغياب والتنسيق مع مصلحة الامن العام وتوزيع نشرة بمواصفات الجثة وتحاليل الدم لمعرفة هويتها وسرعة كشف غموض الجريمة.
توصل العميد عبد الوهاب شعراوى، رئيس قطاع مباحث شمال أكتوبر إلى أن أحد المزارعين بمنطقة كرداسة قد تقدم ببلاغ يفيد اختفاء شقيقته منى محمد عبد السلام، محامية وربة منزل وتحرر عن ذلك المحضر رقم 4785 إدارى كرداسة.
تم استدعاء المزارع ويدعى محمد، 55 سنة، للتعرف على الجثة وفى مشرحة زينهم توقف أمام الجثة لأكثر من ساعة هو وأسرته للتأكد من أنها لأخته لكنه فشل فى التعرف عليها لتشوه جسدها ووجهها وتمزق بعض أطراف يدها وقدميها فأمرت النيابة بتحليل الحامض النووى له لبيان ما إذا كانت شقيقته من عدمه.
الزواج
أيام قليلة مضت على العثور على الجثة ووصل تقرير الطب الشرعى وتبين منه أن المجنى عليها سيدة وليست فتاة، وأكدت التحريات أنها تدعى منى محمد عبد السلام ومتغيبة عن أسرتها وتعمل محامية فى إحدى قرى كرداسة وتقيم بمفردها بمنزل تمتلكه وتدير مكتبها فى الطابق الأرضى، وبسؤال شقيقها عن زيجتها فقرر أنها أرملة ولديها بنت تبلغ من العمر، 8 سنوات، وأنها فى الفترة الأخيرة كانت تتحدث معه على قيام أحد الأشخاص بالتقدم لخطبتها قريبا وقد حددت معه أكثر من مرة ميعادا لحضوره ولكنه لم يحضر بعد ولم يعرف اسمه أو مهنته ولكنه علم فقط بأنه يصغرها سنا بأكثر من 15 عاما وتسبب ذلك فى خلاف بينهما لرفضه الزواج من شخص أصغر منها وإصرارها على الزواج بحجة أنها ما زالت صغيرة وتحتاج إلى رجل لتعيش معه باقى عمرها وخوفا على العيش بدون رجل حرصا على سمعتها. وأضاف شقيقها أنه نظرا لتصميمها على الزواج من العامل ترك لها الأمر إلى أن تغيبت عن الأسرة تماما.
أسرار الاختفاء
أمر اللواء أحمد عبد العال، مدير الإدارة العامة لمباحث أكتوبر بإعداد تحريات بإشراف المقدم اسامة عبد الفتاح رئيس مباحث كرداسة حول المجنى عليها وتحديد علاقاتها وخلافاتها مع الآخريين لكشف غموض الجريمة.
كشفت تحريات المباحث أن المجنى عليها ذات سمعة مهنية طيبة ويتردد على مكتبها العديد من المواطنين وأن لديها منزلا مكونا من طابق واحد على مساحة 63 مترا بمنطقة كرداسة قد باعته مؤخرا، وكانت تقوم بأعمال الديكورات له فى الفترة الأخيرة وقد تسلمت مبلغ 65 ألف جنيه ثمنه، وبدأت تبحث عن منزل آخر لشرائه والاستقرار فيه.
وتوصلت تحريات المباحث الى أن المجنى عليها من عائلة متوسطة الحال ولها 3 أشقاء ويقطنون فى عزبة العسيلى التابعة لقرية برك الخيام بكرداسة وتبين أن اختفاء أموال المجنى عليها وراء سر مقتلها وأن المتهم كان قد خطط لسرقتها والتخلص منها.
استدعت المباحث شقيقها مرة أخرى الذى أبلغ المباحث عن اختفائها لسؤاله عن الساعات الأخيرة فى حياتها وأسماء أقرب الناس لها فقرر أن شقيقته كانت تحتفظ بأسرارها مع صديقتها كريمة عبدالعزيز وهى ربة منزل وأنها كانت تحتفظ بمبلغ كبير فى غرفتها بمنزل العائلة التى عادت إليه مؤخرا بعد بيع منزلها وأنها رفضت وضع تلك المبالغ فى البنك لأنها وجدت منزلا جديدا سوف تشتريه خلال أيام والأمر لا يحتاج لبنك.
وأضاف شقيقها أنها كانت تعتمد على أحد العمال فى تشطيبات منزلها وكان من المفترض أن تذهب معه لمشاهدة منزل جديد تريد شراءه ولكنه اختفى فى الموعد المحدد وأغلق تليفونه المحمول.
بدأت الشكوك تتجه نحو ياسر رشاد، 25 سنة، عامل رخام الذى كانت على موعد معه وبدأ العميد عاصم أبوالخير، مدير إدارة جرائم النفس بأكتوبر يتحرك نحو تلك الشكوك بعدما علم من أهالى المنطقة أن العامل كان يتردد بصفة مستمرة على المجنى عليها وأنه شوهد معها قبل الجريمة بيومين وأنهما كانا يجلسان سويا لفترات كبيرة بمكتبها.
حصل العميد أحمد مجاهد، وكيل مباحث شمال أكتوبر على قرار من النيابة بتفتيش غرفة المجنى عليها وبيان بالقضايا التى تترافع عنها وتبين أن عامل الرخام له توكيل بالقضايا حرر بالشهر العقارى للمجنى عليها للترافع عنه فى عدة قضايا إيصالات أمانة وكشفت الأوراق أن العامل لم يسدد لها أى أموال عن قيمة القضايا التى ترافعت عنه فيها منذ بداية التعامل.
وأثناء البحث فى الأوراق الخاصة بها اكتشف ضابط المباحث أن هناك عقد زواج عرفى بين المجنى عليها التى تبلغ من العمر 41 عاما وبين عامل الرخام منذ أكثر من شهر ولم يكشف عنه أحد من أقاربها أو القرية الصغيرة التى تقطن فيها المجنى عليها.
الفضيحة
اضطر اللواء عمر الفرماوى، مدير أمن اكتوبر بطلب شهادة بيانات لرقم محمول المجنى عليها وعامل الرخام وبيان كامل بنص الرسائل الإلكترونية بينهم لتضييق الخناق حول المتهم وتقديم الدلائل الكافية ضده أمام النيابة.
وصلت معلومات إلى المقدم أسامة عبد الفتاح، رئيس مباحث كرداسة بأن المجنى عليها قد ذهبت إلى منزل عامل الرخام قبل اختفائها بعدة أيام وتشاجرت معه أمام الجيران بسبب عدم دفع أموال اقترضها منها وأنه حاول تهدئتها وطاعة أوامرها ووعدها أمام الجيران بأنه سوف يسدد لها كل الأموال دفعة واحدة وشعر الجيران أن هناك سرا خطيرا بينهما من خلال نظراتهما لبعضهما البعض.
كشف تقرير شركات اتصالات المحمول عن عشرات الاتصالات اليومية بين المجنى عليها وعامل الرخام وأيضا بعض الرسائل الغرامية بينهما والتحدث فى أوقات متأخرة من الليل دليلا على العلاقة الحميمة بينهما.
وباستدعاء ابنة المجنى عليها الصغيرة فقررت أن والدتها تزوجت عامل الرخام سرا وتم توقيع عقد عرفى بينهما وأنه كان يتردد على المنزل وحدثت بينهما مشاكل عديدة بسبب تأخير ميعاد إعلان الزواج أمام الناس جميعا وأنها اختفت بعد خروجها معه لمشاهدة منزل تحت الإنشاء تمهيدا لشرائه.
وأضافت الطفلة أنها تحدثت مع والدتها قبل إغلاق تليفونها بساعة تقريبا وأكدت من خلال المكالمة أنها مع العامل وفى طريقها الى المنزل الجديد لشرائه، وفجرت الطفلة مفاجأة عندما قالت إن والدتها طلبت منها الذهاب معها لرؤية المنزل الجديد ولكن العامل رفض بشدة وأصر على عدم حضورها بحجج واهية.
تجمعت جميع المعلومات والدلائل أمام مساعد وزير الداخلية لأمن أكتوبر وطلب من النيابة استصدار أمر باستدعائه للتحقيق معه وبعرض المعلومات على القاضى مجاهد على مجاهد، المحامى العام لنيابات جنوب الجيزة أمر بضبط وإحضار المتهم للتحقيق معه.
وبمواجهته بالمعلومات أنكر فى البداية وعندما واجهته المباحث بالطفلة.. انهار وانخرط فى البكاء واعترف بجريمته.
دموع الشر
اصطحب هشام حاتم رئيس النيابة المتهم إلى مكان موقع الجريمة لتمثيل كيفية ارتكابه الجريمة وإخفائه لجثتها وسرقتها.
دخل المتهم ياسر رشاد إلى منزل تحت الإنشاء الذى ارتكبت فيه الجريمة ببطء شديد.. تحركت قدماه نحو الباب الرئيسى فى خطوات ثابتة.. نظر الى الشارع وعشرات المواطنين الذين وقفوا على بعد أمتار منه ليشاهدوه.. تساقطت الدموع منه.
قال فى البداية إنه قتلها وتخلص منها خوفا من تهديداتها بعقد الزواج العرفى والزواج منها وليس من أجل أموالها وأنه كان يريد أن يتزوج فتاة تصغره وبكرا وليست أرملة ولكن شباك الحب التى وقع فيها كانت سببا لسقوطه فى غرامها دونما يدرى.
تماسك المتهم أمام ضباط الشرطة ووكلاء النيابة لبعض الشىء ووقف صامتا بضع دقائق يتذكر شريط الذكريات الأليم ووقوعه بعد 6 أيام من ارتكابه جريمته، قال: نعم قتلتها ومزقت جسدها لأنها وضعت حبل الفضيحة حول رقبتى وهددتنى بفضح الزواج العرفى منها أمام أهل القرية وأسرتى التى رفضت الزواج منها نهائيا.
وقد وصل الأمر بى إلى التفكير فى السفر والهروب منها ولكن خوفى من شرها القانونى وملاحقتى قضائيا جعلنى أفكر جيدا فى التخلص منها حتى ارتاح من ملاحقتها لى حيث بدأت علاقتى بها عندما طاردنى أحد المحامين بعدد من قضايا إيصالات الأمانة واستنجدت بها وذهبت إليها فى منزلها وعلمت أنها تعيش بمفردها مع ابنتها الصغيرة ولديها أموال كثيرة وامتد بنا الحديث.
وأضاف: وجدت منها استجابة سريعة لنظراتى لها وتعددت بيننا اللقاءات بعد كل جلسة تحضرها فى القضايا المقامة ضدى وصرحت لى أنها تبحث عن رجل شهم يصون عرضها ويحميها من كلام الناس خصوصا أنها تعيش بمفردها وأنها لا تمانع من الزواج العرفى طالما أن الأهل والجيران يعلمون بالزواج وأن تكون الزيجة فى النور حتى ترتاح من نظرات الذئاب البشرية لها وأن تستقبل المواطنين فى بيتها الذى سوف تخصص فيه مكتبا للمحاماة لها.
واستطرد: زاغت عيناى على تلك المرأة الجميلة ودارت الفكرة فى رأسى بأن أتزوجها عرفيا لبعض الوقت وبعدها أفتعل معها أى مشكلة وأطلقها وفور مصارحتى لها بالحب وأننى لا يمكن أن أعيش بدونها طارت من الفرحة وسعدت بنفسها كثيرا وظلت يومها تحدثنى فى التليفون ليلا حتى استغرقت فى نوم عميق حالمة بالزواج.
وفى الصباح كان لنا لقاء فى إحدى القضايا وبدأت تصرح لى عما بداخلها وتشركنى فى أعمالها وظروفها الخاصة وعلمت منها أنها تريد إعداد ديكورات لمنزلها الصغير وبيعه بسعر كبير وقد حضرت إلى ورشه الرخام الخاصة بى وطلبت منى أن أقوم بعمل سلم للمنزل الذى باعته وقمت بإجراء جميع الأعمال التى تم الاتفاق بيننا.
الحب
وتابع المتهم: تطورت العلاقة بيننا إلى حب جارف وبدأت أتردد عليها فى المنزل بحجة الأعمال التى أنفذها وعندما حاولت الاقتراب منها طلبت منى أن أوقع على عقد زواج عرفى كانت قد أعدته مسبقا ووسط لهفتى إليها وقعت على عقد الزواج وبصمت بإصبعى على العقد أملا فى تنفيذ وعدها بالزواج ولكنها طلبت منى التوقيع على إيصال أمانة لضمان تنفيذ الوعد بإعلان الزواج ووقعت على كل الأوراق التى طلبتها منى ووضعت بصمة يدى عليها أيضا تأكيدا على حبى لها.
توقف المتهم عن الكلام قليلا وقال والدموع تنهمر على خديه: طلبت منها أن أعيش معها فى بيتها بعض الوقت بعد التوقيع على عقد الزواج فرفضت وطلبت منى شاهدا من طرفى وشاهدا من طرفها للتوقيع على عقد الزواج العرفى وفى اليوم التالى أحضرت أحد العمال إليها ووقع على عقد الزواج وسلمها صورة بطاقته القومية وأحضرت هى زميلا لها ووقع شاهدا على عقد الزواج وبعد كل هذه الإجراءات القانونية لتأمين نفسها تم الزواج.
وبدأت أتردد عليها فى البيت سرا وبدأت بعد شهر من الدخول بها مطاردتى وطلبها المستمر بإعلان الزواج أمام الناس وأهل القرية ولكنى تهربت منها حتى أخبر أهلى بالتقدم لخطبتها والزواج منها وفور مصارحتى لأسرتى عن الزواج منها ثار جميع أفراد أسرتى وقاطعونى ورفض الجميع التعامل معى والتحدث فى هذا الأمر ووجدت اعتراضا شديدا من الجميع.. فتركتهم أكثر من أسبوع وعندما عاودت التحدث معهم مرة أخرى كانت إجابتهم عنيفة ولهذا قررت الاختفاء من أمامها ولكنها حضرت إلى المنزل وهددتنى بصورة عقد الزواج العرفى وإيصالات الأمانة أمام منزل اسرتى وكادت تخرج صورة منه وتسلمه لأسرتى.
هدأت من روعها بعدما شاهدت الشر يخرج من عينيها وحاولت الاتفاق معها على موعد للتقدم لأسرتها ولكنى خالفت الموعد أكثر من مرة لأننى استردت عقلى الذى كان يراودنى فى كل مرة كيف أتزوج من سيدة تكبرنى ب15 عاما ولماذ ألقى بنفسى مع زوجة محامية تفكر فى كل شىء بالقانون وتؤمن نفسها جيدا وكأننى فى حرب وليس زواجا وفى نفس الوقت كان رفض أسرتى عائقا فى إتمام الزواج وقد عشت أكثر من شهر فى صراع رهيب بين فرصة الزواج منها دون أن أدفع مليما واحدا لضعف إمكانياتى المادية وبين الانتظار لحين تدبير أموال للزواج من فتاة صغيرة وبين الرفض التام لأسرتى.
وأضاف المتهم: عشت صراعا داخليا رهيبا بين استكمال مراسم الزواج وإعلانه وبين الهرب من المحامية وانتهى بى الأمر الى التخطيط لجريمتى والتخلص منها.
تنفيذ الجريمة
ذهبت إليها لأبلغها بأن هناك منزلا جميلا يباع وبسعر رخيص جدا وفرصة لها وطلبت منها عدم الإفصاح لأحد عن المنزل ولكنها أخبرت شقيقها وتعلقت بنا نجلتها للذهاب معنا الى المنزل فرفضت أن تصطحبها معها لتسهيل تنفيذ الجريمة، وفى الميعاد المحدد وصلت الى المنزل بعد أن تحدثت معها تليفونيا وعندما دخلت من الباب الرئيسى للمنزل استقبلتها بكلام معسول إلى أن دخلت.
وأثناء تجولنا داخل المنزل ضربتها بحجر كبير فوق رأسها فصرخت وارتسمت الدهشة على وجهها وطلبت منى أن أتركها لحالها من اجل أن تعيش لابنتها التى تعشقها أكثر من أى شىء وسقطت بعدها على الأرض غارقة فى دمائها وأمسكت قدمى وحاولت تقبيلها حتى أتركها تعيش وتعهدت لى بأنها سوف تنسى كل شىء فى سبيل تركها الى حال سبيلها وألقت بأموالها على الأرض وقدمت الأموال فدية لحياتها وانهارت فى دموعها تستحلفنى لأتركها.
لكننى تذكرت إيصالات الأمانة وفضيحة الزواج منها وأنها إذا خرجت سليمة سوف تدمر حياتى وتلف حبل المشنقة حول رقبتى فما زال مشهد وجهها القبيح أثناء تهديدى لها عالقا فى ذهنى وحاولت التهرب من نظراتها الحزينة وأمسكت الايشارب الخاص بها وخنقتها وهى تقول لى: حرام عليك بنتى..حاتعيش مع مين؟..ولفظت أنفاسها الأخيرة وهى تقول بنتى..بنتى، وبعدما تأكدت من وفاتها تركت جثتها على الأرض وأحضرت سكينا ومزقت يديها وأجزاء من قدمها ووضعتها داخل برميل صاج وأحضرت شيكارتى جبس وشيكارة أسمنت ووضعتها فى البرميل ووضعت عليها المياه حتى تجمد الجبس والاسمنت وعدت الى البيت فى ذلك اليوم.
وفوجئت بالعديد من الاتصالات من نجلتها الصغيرة وشقيقها الذى كان يعلم بقدومها لى وأنكرت كل هذه الاتهامات وأخذت الفلوس منها ووضعتها فى كيس كبير واحتفظت بها فى البيت حتى فوجئت بالمباحث تطرق بابى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.