تصاعدت الصلوات من كنائس مصر، فى ليلة عيد الميلاد، أمس الأول، إلى السماوات، وتنزلت سكينة هادئة على قلوب المصريين، ومرت الليلة بهدوء، وسط إجراءات أمنية مشددة، تحسبا لأية أعمال تخريبية قد تحاول خدش طمأنينة المصلين. واستعانت الأجهزة الأمنية بطائرات هليكوبتر، وفرق أمن مركزى، وعربات لكشف المتفجرات، بالإضافة إلى تفتيش ذاتى دقيق لكل الداخلين إلى الكنائس، أو المارين بجوارها، كما منعت مديريات الأمن مرور السيارات فى الشوارع المؤدية إلى الكنائس. وشارك أغلب المحافظين والقيادات التنفيذية والأمنية وممثلى الأحزاب السياسية والحركات الشعبية ومنظمات المجتمع المدنى فى المحافظات الأقباط فى صلوات القداس. فى دمياط، كما يروى الزميل حلمى ياسين، أغلقت قوات الأمن كل المنافذ المؤدية الى كنيستى مريم العذراء وكنيسة الروم الارثوذكس اللتين يفصل بينهما شارع واحد وسط المدينة، وتم تحويل مسار السيارات الى الشوارع الخلفية، وامتد الحصار إلى نحو كيلو متر بعد الكنيستين. وتعالت أصوات الباكين فى صلوات القداس، فى أسيوط، وشهد الزميل إسلام رضوان، وقفة سلمية نظمها شباب أمام الكنيسة، رافعين لافتات: «احنا مش بنخاف من بن لادن»، و«بالروح بالدم نفديك يا صليب»، و«الإنجيل، والصليب هو الأول، والأخير»، وبدأ الشباب القبطى المتوجه إلى الكنائس فى الانضمام للوقفة، حتى تدخل الأمن بشكل ودى وفرقهم، وبعد انتهاء الصلاة توجه الجميع إلى منازلهم، وخلت شوارع أسيوط من أى مظاهر للاحتفال بأعياد الميلاد. ولم يحضر أى من المسئولين التنفيذيين بأسيوط احتفالات عيد الميلاد، واكتفى المحافظ نبيل العزبى، بتقديم التهنئة للمسيحيين، فيما منع الأمن وسائل الإعلام، والصحفيين من التصوير أو الدخول إلى الصلاة، كما لوحظ قلة عدد المصلين، إذا ما قورن الأمر بالسنوات السابقة. وأكد مصدر أمنى، للزميل يونس درويش، أن بلاغين وردا إلى الأجهزة الأمنية بوجود متفجرات داخل كنيسة الأنبا انطونيوس وعن سيارة مفخخة بوسط مدينة المنيا، ثم تبين أنها بلاغات كاذبة، وأن قنبلة الكنيسة ليست إلا علبة صفيح بها مسامير وصواميل وظرف فارغ لطلقة مسدس صوت وصاروخ لعب أطفال. ويقول الزميل ماهر عبدالصبور، أن البلاغين تسببا فى إحداث قلق وتوتر دفعا الأمن لطلب البطاقة الشخصية من أى شاب يشتبه به، ومنع من لا يحملون بطاقات شخصية من دخول الكنائس، كما انتشرت لجان ودوريات أمنية فى الشوارع العمومية لمنع التجمعات والتظاهرات. وعلم حازم الخولى، مراسلنا فى بنى سويف، إن الأنبا غبريال، أسقف مطرانية بنى سويف، أرسل رسائل هاتفية إلى جميع الكنائس بالمحافظة، مشددا على أن يكون الحضور من غير الأقباط قاصرا على القيادات فقط، وعدم استقبال أحد من الجمهور، وفوّضت المطرانية شبابا مسحيين يقمون بتنظيم الحضور داخل الكنيسة. وكاد لصان، فى الغربية، أن يتسببا فى إفساد الاحتفالات عندما اختطفا هاتفا محمولا من فتاة وانطلقا بدراجة بخارية. ويكمل الزميل علاء شبل بقية الواقعة، بأن اللصين سقطا أرضا، واشتعلت النيران فى دراجتهما، وتدخل الأهالى لإطفاء حريق الدراجة قبل أن تلحق النيران بسيارة قريبة، وتمكن اللصان من الهروب، ثم تبين أن الدراجة مسروقة. ومن قنا، وافانا الزميل حمادة عاشور، بأن الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادى وتوابعها، فاجأ الأقباط والمسئولين بترأسه قداس عيد الميلاد بدير الأنبا بضابا غرب مدينة نجع حمادى، بدلا من كاتدرائية مارى يوحنا، وهو ما فسره كثيرون بأنه محاولة منه لرفع الحرج عن استقبال أى مسئولين. ومن أسوان، شاهد الزميل حمادة بعزق طائرات هليوكوبتر تجرى مسحا جويا لسماء أسوان، أثناء أداء صلاة عيد الميلاد.