ألقت حادثة مذبحة عيد الميلاد فى قنا، التى راح ضحيتها 6 أقباط ومجند مسلم، أمام مطرانية نجع حمادى بعد صلاة قداس عيد الميلاد، بظلالها على احتفالات المسيحيين بعيد الغطاس، حيث شهدت الكنائس، خاصة فى محافظات الصعيد تشديدات أمنية مكثفة، خوفا من وقوع أى صدامات جديدة. ففى محافظة قنا رفعت الأجهزة الأمنية حالة التأهب القصوى، وشددت حراساتها على جميع الكنائس بالمحافظة بقوات الأمن المركزى والأمن العام، كما عززت من وجودها فى مدينة نجع حمادى منذ مساء يوم الأحد الماضى. وجاءت هذه الإجراءات الأمنية المشددة خوفا من تجدد أى أعمال عنف تؤدى إلى وقوع اشتباكات أو مصادمات بين المسلمين والأقباط على خلفية أحداث مذبحة عيد الميلاد التى شهدتها مدينة نجع حمادى مساء 6 يناير الماضى. وأكد مصدر أمنى ل«الشروق» أن الإجراءات الأمنية المشددة على الكنائس هى إجراءات طبيعية فى أى احتفال أو عيد ولكن تشديدها هذه المرة جاء تحسبا لاندلاع أى مصادمات جديدة تجدد من أحداث الفتنة الطائفية. وفى محافظة الفيوم شهدت الكنائس مساء أمس الأول، الاثنين، تكثيفا أمنيا، على غير العادة، حيث انتشرت سيارات الشرطة محملة بالجنود، أمام الكنائس، وبخاصة كنيسة مار جرجس بمدينة الفيوم، والتى تعد مقر المطرانية بالمحافظة. وتواجد عدد من القيادات الأمنية أمام الكنيسة فى الساعات الأولى للاحتفال بليلة عيد الغطاس، ثم تنقل رجال الأمن للتأكد من توافر إجراءات التأمين على الكنائس الأخرى وقامت الأجهزة الأمنية بتوفير سيارات إطفاء، وقفت بجوار الكنائس. وتناول أحد القساوسة بالفيوم فى عظته، الإشارة إلى غضب الأقباط من حادث نجع حمادى قائلا «نحن نحتفل هذا العام بعيد الغطاس على خلاف ما كنا نحتفل به من قبل.. الاحتفال هذا العام يتم ونحن نشعر بالأسى نتيجة وقوع حادث نجع حمادى الأخير وأسر الشهداء فى حزن كبير» واستكمل عظته فى المعنى الروحى لذكرى عيد الغطاس. ويعد هذا الاحتفال الأول لعيد الغطاس الذى يغيب عن حضوره الأنبا إبرام مطران الفيوم لسفره خارج مصر للعلاج، حيث ترأس القمص ميخائيل استراس وكيل المطرانية قداس العيد فى كنيسة مارجرجس بمدينة الفيوم. وكذلك الحال فى محافظة أسيوط فرضت الشرطة طوقا أمنيا حول الكنائس والأديرة بقرى ومراكز المحافظة لتأمين الاحتفالات خوفا من وقوع أى مصادمات بين المسلمين والأقباط. وأشار القس إبرام ثروت، وكيل مطرانية ديروط، إلى أن الاحتفالات سارت بشكل طبيعى أمس، وفى أجواء هادئة، واحتفل المسيحيون بالعيد فى الكنائس، موضحا أن الأمن كان يؤمن الاحتفالات حيث كثف من وجوده، حول الكنائس والأديرة تحسبا لوقوع أى احتكاك بين المسلمين والمسيحيين. وأكد مصدر أمنى مسئول، طلب عدم ذكر اسمه، أنه تم تأمين جميع الكنائس والأديرة بشكل كبير بقرى ومراكز المحافظة، حيث تم حشد عدد كبير من قوات الأمن حولها تحسبا لوقوع مصادمات بين المسلمين والأقباط. وجاءت الاحتفالات هادئة، ولم ترد أية شكاوى بشأن وجود تجاوزات. ومن جانبه هنأ اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط الأقباط بالعيد، مؤكدا أن المسلمين والمسيحيين أشقاء، ويعيشون فى جو من المحبة والألفة بأسيوط، وتربطهم علاقات ود ومحبة عريقة منذ قديم الزمان. وفى المنيا احتفل الأقباط بعيد الغطاس وسط إجراءات أمنية مشددة وحراسات ثابتة فى أماكنها ودوريات سيارة تجوب أماكن الكنائس وتجمعات الأقباط، وقد بدأت جميع الكنائس صلواتها بالدعاء لضحايا حادث نجع حمادى، واعتبروا عيد الغطاس هو فرصة ذهبية للدعاء لضحايا حادث نجع حمادى، حيث يتجمع أكبر عدد من المصلين. وزار اللواء أحمد ضياء الدين، محافظ المنيا، عددا كبيرا من كنائس المحافظة لتقديم التهنئة لهم بمناسبة العيد، مؤكدا تأثره كمصرى وابن من أبناء هذه الأمة المختلطة الدماء بحادث نجع حمادى، وأن هذا الحادث ليس أكثر من فعل اجرامى سيُحاسب مرتكبوه، ولن ينال من وحدة قلوب المصريين، ومن وحدة مصر. وأضاف ضياء الدين أنه يطالب بمحاكمة عاجلة وعلنية لمرتكبى حادث نجع حمادى وأن توجه لهم تهمة الخيانة العظمى. وأكدت القيادات القبطية بالمنيا، التى التقت ضياء الدين، أن جميع الأقباط يدركون هذه المشاعر الطيبة ولكنهم لا يستطيعون عدم الحزن على هؤلاء الضحايا الذين اغتيلت فرحتهم أثناء احتفالاتهم بالعيد، وأن رد فعل جميع القيادات المصرية المسلمة أثلج صدور الأقباط، خاصة أن شيخ الأزهر أعلن صلاته على جميع الضحايا والدعاء لهم، وأيضا زيارة الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب وأمين التنظيم بالحزب الوطنى، المهندس أحمد عز، لمطرانية نجع حمادى. كما أعلن القس محروس حبيب مرقص، راعى الكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا شكره لمحافظ المنيا على مشاركتة لفقراء الكنيسة ورعاياها وما قدمه من مساهمات للفقراء، وبخاصة اللحوم التى قدمها المحافظ فى الأعياد لرعايا الكنيسة الإنجيلية، وما لذلك من وقع طيب فى النفوس.