استنكر خطباء مساجد مصر فى صلاة الجمعة، أمس، تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية، وأوجزوا فى خطبة لم تزد مدتها على 15 دقيقة، تنفيذا لتعليمات أمنية، وتناولوا فيها قضية التسامح الدينى والوحدة الوطنية. وطال الوجود الأمنى المكثف جميع المساجد الكبرى، وتم منع السيارات من الوقوف فى ساحات المساجد خلال صلاة الجمعة، وقال مصدر أمنى ل«الشروق» إن اللواء أحمد جمال الدين، مدير أمن أسيوط، أمر بوضع بوابات الكترونية أمام المساجد الكبرى لكشف أى مفرقعات، ولم تختلف محافظات القليوبية والدقهلية وسوهاج والمنيا والإسماعيلية عن ذلك، بل إن ضباطا فى منطقة الشيخ زايد بالإسماعيلية، شددوا على المصلين بسرعة إخلاء الساحات فور الانتهاء من الصلاة. من ناحية أخرى، أعلن مسئولون وناشطون وشعبيون عن نيتهم فى التوجه لتقديم واجب العزاء بمقر الكنيسة الأرثوذكسية بشارع النبى دانيال بالإسكندرية مساء اليوم فى ضحايا تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية. وطبقا لما أعلنته الكنيسة فإن «أبواب الكنيسة المرقسية بشارع النبى دانيال بالإسكندرية ستفتح من السابعة مساء اليوم إلى التاسعة لاستقبال وفود المعزين الشعبية والرسمية، فى ضحايا تفجيرات كنيسة القديسين»، وبحسب ما قاله نادر مرقس، رئيس لجنة العلاقات العامة بالمجلس الملى لكنيسة الإسكندرية فسيتم «استقبال جميع المسئولين من داخل الإسكندرية وخارجها فى هذا التوقيت». واحتفلت كنائس مصر مساء أمس الأول بليلة عيد الميلاد المجيد، وسط حضور شعبى ورسمى كبير، غلب الحداد على ألوان مرتاديه؛ فارتدت السيدات ملابس الحداد السوداء، وبخلاف المعتاد لم يضعن زينة على وجوههن، وظهرت رابطات العنق السوداء، رمزا للحداد، فى ملابس الرسميين، ووزعت كنيسة القديسين، التى شهدت تفجيرات راح ضحيتها 18وأصيب 79 آخرون، «كوفيات» سوداء على أعضائها، وارتدى خدام الكنيسة «تى شيرتات مطبوع عليها علامة الصليب وكلمة «مسيحى» وقول للبابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذى قاد بنفسه قداس العيد فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وشهدت أجواء الاحتفال بالعيد جهودا أمنية مكثفة، عبر عنها حلمى القمص العامل فى كنيسة القديسين بالإسكندرية بأن «بلغنا بعض الشائعات بأن هناك تفجيرا أكبر سيقع فى هذه الليلة، واتصلنا بالجهات المسئولة التى أسرعت بإرسال خبراء مفرقعات لمسح المكان»، مشيرا إلى أن خبراء المفرقعات فتشوا فى جميع أرجاء الكنيسة ولم يعثروا على شىء، لافتا إلى أن خبراء المفرقعات ظلوا يعملون حتى ساعة متأخرة من صباح أمس الأول الخميس، ليلة العيد، مضيفا أنه استقبل المهندسين من شركة المقاولون العرب، و«تفاهم معهم لإجراء الإصلاحات اللازمة فى واجهة الكنيسة من جراء الانفجار». ولم يبعد شبح انفجار «القديسين» عن باقى الكنائس حيث استعانت الأجهزة الأمنية بطائرات هليكوبتر، وفرق أمن مركزى، وعربات لكشف المتفجرات، مع تفتيش ذاتى دقيق لكل الداخلين إلى الكنائس، أو المارين بجوارها، كما منعت مديريات الأمن مرور السيارات فى الشوارع المؤدية إلى الكنائس وتم تحويل مسار السيارات، وشارك أغلب المحافظين والقيادات التنفيذية والأمنية وممثلى الأحزاب السياسية والحركات الشعبية ومنظمات المجتمع المدنى فى المحافظات الأقباط فى صلوات القداس.