علت أصوات خطباء المساجد في صلاة الجمعة، اليوم، مستنكرة ما سموه "الحادث الآثم" الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، وأوجزوا في خطبة لم تزد مدتها عن 15 دقيقة، تنفيذا لتعليمات أمنية، عن قضية التسامح الديني والوحدة الوطنية. ففي القليوبية، أكد الشيخ عيسي مقلد، وكيل وزارة الأوقاف، أن ميلاد المسيح كان بمثابة "ومضة طاردت أشباح الظلام وقضت علي الكراهية والأحقاد"، ووصف مرتكبي الحادث ب"الفئة الحقيرة"، مطالبا بإزالة آثار الحادث عبر إعادة بناء العقل والفكر والوجدان بالدين الصادق بعيدا عن الشعارات الجوفاء، هذا فيما استمرت التعزيزات الأمنية حول كافة المساجد بهدف فرض حالة الاستقرار ومنع أي تجاوزات. وفي أسيوط، تواجد الأمن بصورة مكثفة وتم منع السيارات من الوقوف في نطاق المساجد أثناء صلاة الجمعة، و قال مصدر أمني ل"الشروق" إن اللواء أحمد جمال الدين، مدير الأمن، أمر بوضع بوابات الكترونية أمام المساجد الكبرى لكشف أي مفرقعات، ونفي اللواء احمد جمال الدين القبض علي أي عضو بالجماعات الإسلامية والسلفيين، مؤكداً أن التشديد الأمني يهدف إلي تأمين المنطقة. وفي المنيا، عزز الأمن تواجده أمام مساجد محافظة المنيا قبل صلاة الجمعة، أمس، إثر تواتر أنباء عن اعتزام عدد من الشباب المسلمين الخروج في مظاهرات للتنديد بالحادث الإرهابي في الإسكندرية، ولوحظ تزايد أعداد سيارات الأمن المركزي بجوار المساجد الكبرى، ومنع توقيف السيارات، فضلاً عن انتشار الدوريات في الشوارع، فيما شدد وكيل وزارة الأوقاف على أئمة المساجد بتضمين الخطبة لوحدة المسلمين والأقباط ونبذ العنف وسماحة الرسول مع الأقباط وأهل الديانات الأخرى، والالتزام بعد إطالة الخطبة لأكثر من 15 دقيقة. وفى الإسماعيلية، تواجد أفراد الأمن في نطاق المساجد الكبرى، وانتشرت الحواجز الأمنية في ميدان شامبليون والمطافئ بوسط المدينة ومنطقة الشيخ زايد، نظراً لقربها من الكنائس، وشدد الضباط علي المصلين بسرعة إخلاء الساحات فور الانتهاء من الصلاة، وتركزت الخطبة حول قضية المواطنة والتعايش السلمي، والتأكيد علي إدانة حادث القديسين بالإسكندرية. وشهدت الدقهلية حالة استنفار أمنية خشية وقوع أعمال شغب عقب الصلاة، وتواجد رجال أمن حول المساجد بالملابس المدنية، فيما وحدت المساجد خطبتها بإدانة كافة أوجه الإرهاب والتأكيد على أخوة الأقباط والمسلمين. وفي سوهاج، استنكر خطباء المساجد جريمة كنيسة القديسين، واصفين اليد التي نفذت الحادث ب"يد معادية للوطن"، وناشدوا المصلين الوقوف بالمرصاد لكل ما يهدد أمن وسلامة مصر، فيما توجه المحافظ محسن النعماني والقيادات الشعبية إلي الكنائس لتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد، هذا في الوقت الذي شدد الأمن من تواجده أمام المساجد. وفي السويس، زارت القيادات الكنائس قبل صلاة الجمعة بساعة واحدة، فيما احتشدت سيارات الأمن بجوار أغلب المساجد تحسباً لأي حالة انفلات، وتضمنت الخطبة قضية وحدة الهلال والصليب، وفي قنا، حثت المساجد في الخطبة علي حسن معاملة الأديان الأخرى، ووصف الشيخ محمد أبوزيد، وكيل وزارة الأوقاف، حادث الإسكندرية ب"الإجرامي" وأن منفذه "بلا دين"، مؤكداً استنكار كافة أبناء مصر للحادث.