أجمع خطباء مساجد الاسكندرية في خطبة الجمعة أمس علي التسامح والتعايش السلمي مع الأديان الأخري, وشهد مسجد شرق المدينة المواجهة لكنيسة القديسيين التي وقعت بها جريمة الاعتداء الآثم إقبالا كبيرا من المصلين. ووجه خطيب المسجد المسلمين والأقباط في خطبته الي نبذ العنف واصفا ان ماحدث الجمعة الماضية من اعتداءات علي الكنيسة هو من أفعال الأفعي التي تدس سمومها بين أبناء الوطن الواحد, وأن الشرائع السماوية حرمت اعمال الغدر والخيانة وقتل الأبرياء مدللا بالآية القرآنية بسورة المائدة التي تقول: من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا. وضرب في خطبته مثلا تاريخيا بتأصيل الوحدة الوطنية خلال تكاتف المسلمين والأقباط ضد الاحتلال الأجنبي, وأن أحد القيادات الدينية المسيحية في ذلك الوقت قام بالقاء خطبة سياسية بمسجد الجامع الأزهر يحض فيها المسلمين والمسيحيين علي الوحدة والتكاتف لمواجهة عدوان الاحتلال الذي يريد تفكيك عنصر الأمة لتحقيق اهدافه الاستعمارية. .. ودعا الخطباء المواطنين الوقوف صفا واحدا للتصدي للمحاولات والأيدي الخفية التي تريد تفريق الأمة والنيل من أمن مصر القومي واستقرارها لتحقيق مصالح خارجية. وعلي الرغم من الإرهاب الغاشم الذي استهدف جموع المصريين إلا أن المصريين مسيحيين ومسلمين اثبتوا وحدتهم في مواجهة شرور الإرهاب ودقت أجراس الحزن في كنيسة القديسين مساء الخميس خلال صلوات عيد الميلاد المجيد والتي أقيمت في تعبير عن أن أن الشعائر الدينية حق المصريين المسيحيين مكفول في حرية العقيدة رغم الإرهاب حيث شهدت الصلاة علي الضحايا الشهداء داخل الكنيسة وسط اجراءات أمنية مشددة بأقامة كردونات أمنية أمام شارع محمود العيسري وشارع جمال عبد الناصر. وتوافد علي القداس الذي أقيم في الكنيسة المسيحيون الذين ارتدوا ملابس العيد وسط فرحة ممزوجة بالحزن علي الشهداء وضحايا العمل الإرهابي وبدت مشاعر المسئولية والتماسك من المسيحيين في التعامل مع الأجهزة الأمنية وتقبل الاجراءات الأمنية بالأطلاع علي البطاقات الشخصية. وشهدت الصلاة في كنيسة القديسين إقبالا من الأخوة المسيحيين في تعبير عن الصمود في وجه الإرهاب..وقام صباح أمس وفد في رعاة6 كنائس بالإسكندرية معهم وكرم أنور بخيت عضو مجلس الشوري بزيارة المصابين يوم عيد الميلاد في المستشفي الألماني والجامعي وشرق المدينة بالاضافة لزيارة كنيسة مار مرقص وضم الوفد القساوسة رفائيل عزمي راعي كنيسة الملاك بالعجمي والقس ميخائيل إبراهيم كاهن كنيسة العذراء بالمنشية والقص بدبول صالح راعي كنيسة ماكسيموس بالعصافرة والقس أندراوس متي راعي كنيسة العدراء جناكليس والقس زكريا سعيد راعي كنيسة العذراء بكليوباترا وقدم القساوسة هدايا للمرضي وقاموا بالاطمئنان علي حالة المصابين. وأكد القس رفائيل عزمي في تصريح لالأهرام انماحدث هو كارثة بكل المقاييس مطالبا بمواجهة التطرف بجميع صوره وان قوي التطرف أفرزت مجموعة لاتقبل الأخر مطالبا الدولة بالتعامل بالشكل المطلوب مع ظاهرة التطرف. وأضاف ان الحادث أظاهر المعدن الأصيل للشعب المصري وأن ماحدث اظهر استنكار فئات الشعب للإرهاب واصفا مشهد عند زيارته للمصابين في مستشفي الشرطة من والدة أحد المصابين المسلمين التي أكدت أن أول زائر لنجلها كان صديقه في المدرسة المسيحي مؤكدا ان المواطنة هي أساس حل أية مشاكل ومواجهة الأصابع التي تريد زرع الفتنة بين المصريين. وأجمع القساوسة علي ان العظات التي أقيمت عقب صلاة عيد الميلاد في كنائس الإسكندرية كانت تهدف للتهدئة وان ماحدث هو من أقدار الله وأن الشهداء في السماء وان العظات هدفت إلي التأكيد علي ان الدين يبتعد في تعاليمه عن الإثارة والتعصب والفكر الانتقامي. ومن جانبه أكد كرم أنور بخيت عضو مجلس الشوري عن الإسكندرية ان الحادث أظهر الموقف الواحد للشعب المصري وان خطاب الرئيس مبارك وقداسة الباب شنودة وشيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية عبر عن الموقف الرسمي المصري وان خطاب الرئيس مبارك لملم جراح المصابين وأكد اهتمامه الكامل بالمصريين وتأكيده وتكليفه للأجهزة التنفيذية بمتابعة الحادث والوصول إلي الجاني للقصاص منه. بينما أكد القس ميخائيل إبراهيم راعي كنيسة العذراء بالمنشية ان اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية أبدي اهتمامه بالحادث وأنه تواجد مكان الحادث عقب التفجير مباشرة داعيا الجميع الي التهدئة من أجل الوصول إلي مجرمي ومنفذي الحادث. شهدت الإسكندرية اجراءات أمنية مكثفة حيث قامت أجهزة الأمن التي شاركت فيها ادارات الأمن العام والبحث الجنائي ومباحث أمن الدولة والأمن المركزي بتكثيف وجودها بمناطق الكنائس بالعصافرة وأبو قير وجليم والعطارين والمنتزة وكرموز والمنشية والقباري والدخيلة والعجمي. وقد شارك اللواء محمد إبراهيم مساعد الوزير لأمن الإسكندرية المصلين أداءالصلاة في مسجد شرق المدينة وكذلك القيادات الأمنية بالمحافظة. كما اشرف اللواء محمد فوزي مدير الادارة العامة لشرطة مرور الإسكندرية علي خطة تحويل سير المرور امام الكنائس الي طرق فرعية وبديلة لتسهيل دخول وخروج الاخوة المسيحيين. كما تم وضع الحواجز الحديدية لمنع وقوف السيارات امام الكنائس في جميع الاتجاهات, وقد جاءت الخطة الامنية باكثر من نتيجة ايجابية لصالح المصلين المسيحيين بالكنائس وللمسلمين داخل المساجد وخارجها, حيث ساهمت في تسهيل عملية الدخول والخروج من دور العبادة.