يستعد الأقباط في مصر للاحتفال بعيد الميلاد المصادف السابع من يناير وفق تقويم مسيحيي الشرق، وسط أجواء من الحداد والحذر والترقب بعد الهجوم الذي وقع قبل أيام على كنيسة القديسيْن بالإسكندرية وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات. ويقام مساء اليوم الخميس، في كنائس مصر قداس عيد الميلاد، وقد شددت السلطات المصرية من إجراءاتها الأمنية حول الكنائس، فيما تتواصل التحقيقات للكشف عن ملابسات الهجوم. ونشرت وزارة الداخلية المصرية أمس الأربعاء صورة لوجه صاحب جثة مجهولة وُجدت بين ضحايا الهجوم. ودعت الوزارة كل من يتعرف على هذا الشخص الاتصال بالأجهزة الأمنية. وقد وجهت الأوامر إلى الشرطة، تدعمها عربات مدرعة وخبراء المتفجرات، لحماية الكنائس أثناء قداس عيد الميلاد. وسيتم منع جميع السيارات من الوقوف أمام الكنائس، كما يجري التحقق من هوية الأشخاص الذين يريدون الدخول إلى الكنيسة. كما اقترح عدد من المسلمين وجوب السهر خارج هذه الكنائس تعبيرا عن التضامن. إلا أن مواقع متطرفة على الإنترنت دعت المسلمين إلى تنفيذ المزيد من الهجمات على المسيحيين. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر عن وزير الداخلية حبيب العادلي قوله إن الهجوم على كنيسة القديسيْن في مدينة الإسكندرية الساحلية تم بعبوة ناسفة وليس سيارة مفخخة. ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة إن ذلك هو أول تصريح رسمي بشأن سبب التفجير الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى. وقد تراجعت إلى حد كبير حدة الاحتجاجات القبطية الغاضبة. ومن جانبه، أعلن سكرتير المجلس الملي بالإسكندرية أن أربع كنائس في المدينة تلقت تهديدات باستهدافها خلال الاحتفال بعيد الميلاد، وأن كنيسة القديسين هي من بين هذه الكنائس. ولا تزال التحقيقات مستمرة للوقوف على تفاصيل الهجوم الذي وقع ليلة رأس السنة، وسط غموض يحيط بما توصلت إليه التحقيقات حتى الآن، وما إذا كان منفذ الهجوم ينتمي لتنظيم أجنبي أم لا. من ناحية أخرى عاد الهدوء إلي الشوارع المصرية ليلة أمس، للمرة الأولى، منذ حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية. ولم تسجل أعمال شغب أو مصادمات بين المتظاهرين الأقباط ورجال الأمن كما جرى في الأيام الماضية. من جهته، طالب البابا شنودة الثالث بابا الكنيسة القبطية مجددا المتظاهرين الأقباط بالتزام الهدوء.