تقيم كاتدرائية الأقباط الأرثوذكسية بالعباسية، مساء الخميس قداس عيد الميلاد برئاسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وسط إجراءات أمنية مشددة، بحضور كبار رجال الدولة، وذلك بعد أيام من التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية وأثار تنديدات واسعة من مختلف قطاعات الشعب المصري. ويأتي القداس الذي يتوقع أن يحظى بحضور رسمي كبير، بعد أن أصر البابا شنودة على إقامته رافضًا إلغاء الاحتفالات بعيد الميلاد هذا العام، على حلفية التفجير الذي أدى إلى مقتل 23 شخصًا وإصابة أكثر من 90 آخرين. وصرح الأنبا يوأنس سكرتير البابا شنودة ل "المصريون"، أن القداس هذا العام يختلف تمامًا عن أي قداس أقيم خلال السنوات الماضية، نظرًا لكثافة التمثيل الرسمي المتوقع من الشخصيات العامة، مؤكدًا أن هدف الحضور هو تأكيد وحدة الصف في مواجهة أي خطر يهدد مصر. ومن المرجح أن يحضر جمال مبارك أمين "السياسات" بالحزب "الوطني" كعادته كل عام ومندوبون عن الرئيس حسني مبارك والدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، إضافة إلى وفد من الفنانين يرجح أن يترأسه عادل إمام، علاوة على وفد من المثقفين والأدباء وكبار الصحفيين من الصحف الحكومية والخاصة. وطلبت الجهات الأمنية السماح بحضور نصف العدد المخصص بالقاعة الكبري التي سيقام فيها القداس حتي يتم التعامل مع القداس بمرونة و لضمان تأمين الحضور بشكل جيد، وقد تم وضع 12 بوابة لكشف المعادن، كما سيتم تفتيش الحقائب والتأكيد من هوية الدخول "بطاقة أو صليب" عدا الشخصيات العامة والإعلاميين. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه إبراشيات على مستوى الجمهورية رفع "الرايات السوداء" ورفضت تلقي التهاني بعيد الميلاد من المسئولين أو استقبال أي مسلمين على أن تقتصر مراسم العيد علي القداس فقط وهي: المنيا وسمالوط والأقصر وبني سويف ونجع حمادي والإسكندرية وأعلنت كنيسة الأقباط الادفنتست السبتيين بالإسكندرية أنها ستقيم القداسات الإلهية ليلة عيد الميلاد المجيد فى جميع الكنائس التابعة لها، لكنها لن تحتفل بالعيد، ولن يكون هناك أي مظاهر للفرحة والبهجة وبالتالي لن تستقبل أي مهنئين بالكنائس. إلى ذلك، أصدرت الأمانة العامة للحزب "الوطني" توجيهات مشددة لأمناء الحزب الوطني بالمحافظات والمراكز والوحدات المحلية والقرى بضرورة حضور قداس عيد الميلاد بالكنائس المصرية ومشاركة جميع الأقباط أعياهم. وصدرت تعليمات مماثلة لرؤساء المجالس المحلية بالمحافظات والمراكز والقرى بإدانة بحضور قداس عيد الميلاد وإدانة حادث تفجير الإسكندرية. وشددت الأمانة العامة للحزب علي عدم التخلف عن حضور القداس. وبموجب هذه التعليمات فإن نحو 52 ألف عضو من أعضاء المجالس المحلية على مستوى الجمهورية سيشاركون الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد. من جهة أخرى، قامت السلطات الألمانية والهولندية والسويدية باتخاذ إجراءات أمنية مشددة حول الكنائس القبطية تحسبا لاعتداءات أثناء الاحتفالات بعيد الميلاد الأرثوذكسي، جاء ذلك عقب تهديدات بتنفيذ هجمات على كنائس قبطية بعد الهجوم على كنيسة القديسين بالإسكندرية. وكان الأنبا دميان أسقف ألمانيا طلب من الوزارة حماية الكنائس القبطية بعد التهديدات التي تلقتها، وفي هولندا قررت السلطات تأمين الكنائس القبطية في البلاد بعناصر من الشرطة. وأكد مكتب تنسيق جهود مكافحة الإرهاب أن الشرطة تلقت تعليمات بحماية الكنائس في أمستردام وآيندهوفن وأوتريخت. ومن ناحيتهم عرض مسلمون في هولندا المساعدة في حماية الكنائس القبطية، وأعلنت أكبر ثلاث منظمات إسلامية في هولندا رغبتها في "حماية الأقباط من تهديدات القاعدة".