شن سمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، هجوما حادا على سوريا، مؤكدا أنها تتعامل مع لبنان ك"سيارة معطلة"، تحصل منها على قطع الغيار، في سياق المصالح الإستراتيجية السورية في المنطقة. وقال جعجع، في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "من قلب مصر": هناك عدة ملفات عالقة مع سوريا لم تبذل جهدا لحلها؛ رغم زيارة رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، لدمشق العام الماضي، ومن بينها ملف ترسيم الحدود، والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، إضافة إلى ملف المعتقلين في السجون السورية. وأكد جعجع أنه "لن يذهب إلى سوريا كغيره من الفرقاء اللبنانيين؛ للاستهتار الذي تتعامل به تجاه الدولة اللبنانية"، ملمحا إلى إصدار القضاء السوري 33 مذكرة توقيف ضد أرفع المسؤولين في الدولة اللبنانية، وهو ما وصفه ب"الأمر المستغرب"، متمنيا على الرئيس السوري بشار الأسد "أن يقوم بمراجعة السياسة السورية تجاه لبنان، منذ الاستقلال في عام 1943م إلى هذه اللحظة، وليتصرف انطلاقاً منها؛ لأنه سيتبيّن أن جميع التصرفات السابقة لم تؤد إلا إلى مآس ومشاكل بين الدولتين"، على حد تعبيره. ورأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية أن حزب الله وحلفاءه مصرون على مقاطعة مجلس الوزراء، ما لم تأخذ الحكومة تدبيرا قضائيا، يحد من صلاحيات المحكمة الدولية، مشيراً إلى أن قرار تحويل ما يسمونه ب"ملف شهود الزور" إلى المجلس العدلي اللبناني هو تطويق لعمل هذه المحكمة في الواقع، مشدداً على أنه لا يحق لأحد الاشتراط على رئيسي الجمهورية والحكومة بفرض أي بند على جدول أعمال مجلس الوزراء. وأكد جعجع أن الحل لا يكون بالاستسلام لشروط الفريق الآخر وحلفائه، وإلا فإننا نضع لبنان في "داهية كبيرة"، ولن يكون هناك أي ثقة بلبنان والعدالة والقضاء. وجدد جعجع دعوته إلى حزب الله؛ لأخذ القرار الاتهامي، ونقضه، كاشفا عن أن القرار الاتهامي قد يصدر خلال أسابيع، ولكنه سوف يُرفع خلال أيام من قاضي الاتهام إلى قاضي الإجراءات الأولية الابتدائية، وسيُعلن عنه بعد أن يطّلع عليه القاضي "فرانسين". أما عن ضبط التداعيات التي ستلي صدور هذا القرار، سأل جعجع "في حال صدر هذا القرار مَن سيقوم بفتنة؟ فلو كنت مكان حزب الله، سأقوم بتسليم أي متهم إلى المحكمة الدولية، وأكمل بمنطق القرار الاتهامي نفسه، لكن لا أعتكف لأنه عند ذلك يُصبح هذا الأمر قرينة ضد حزب الله. وقال: "للأسف لا أرى أن لدى الحزب نية لتسليم المتهمين"، لكنه جدَّد التأكيد على رفض القرار الاتهامي في حال كان غير مبني على وقائع، والترابط فيه غير منطقي، لمجرد إلقاء التهمة على حزب الله. من جهة أخرى، أكد جعجع أن مصر كدولة إستراتيجية في الشرق الأوسط لها مصالحها وموقفها وسياستها في المنطقة، ومصالحها تتلاقى تماماً مع مصالح الدولة اللبنانية بكل بساطة، وبدون عاطفة لجهة مواقفها من الدولة اللبنانية.