كان حديث الانتخابات لا يزال بعيدا، عندما كان أحمد وزملاؤه فى قسم أول يخططون للعمل أحمد، الذى سوف يستمر شهورا. أحمد يقص شعره «نمرة 2»، لكنه جرب كل موضات الشعر الطويل وتسريحاته. يركب الآن فيات 128 بلا أى إضافات «روشة»، بعد أن جرب كل جنون السيارات من قبل. الآن هو زوج، وأب لطفلتين، «جمانة ورتال، مشتقة من ترتيل القرآن»، وصاحب محل فى القلب التجارى للإسماعيلية، وعضو «واعد» فى الحزب الحاكم. فى أبريل الماضى بدأ أحمد يساعد زملاءه فى المهمة الأولى نحو الانتخابات، وهى تحديث قوائم الأعضاء بقسم أول. «كان عندنا 750 عضو، قدرنا نوصل لحوالى 375 ونحدث عضويتهم». بدأ العمل بمراجعة أرقام التليفون والعناوين. استغرق الأمر شهرين على الأقل، من بداية أبريل الماضى، ومعظم الجهد كان يضيع فى المشاوير بين شوارع المنطقة، بحثا عن عنوان غير واضح، أو للوصول إلى عضو لم يسجل رقم تليفونه. «كان لازم أقول لكل واحد قد إيه الحزب مفيد، وممكن يحل لك مشاكلك. فيه ناس بترفض. واحد مثلا قال لى: الحزب حيعمل لى إيه فى أزمة العيش؟. أخدته معايا الحزب، واتكلم مع أمين القسم، وشاف جهود الحزب لحل أزمة العيش». هل انتهت أزمة الخبز؟. يرد أحمد بأمانة: أحسن من الأول يعنى. فى نهاية عملية تحديث البيانات شعر أحمد أن الحملة كان ممكن أن تجذب أعضاء أكثر. تم التحديث إذن بنسبة نجاح 50% بالضبط، 375 من 750 عضوا، لكن أحمد ورفاقه لم يحاولوا كثيرا البحث عن أعضاء جدد. لماذا؟ «ضيق الوقت منعنا، التركيز كان على الأعضاء القدامى». القيادى بالحزب والمتنافس على مقعد الفئات محمود الشحات، الشهير بموندين، يرى أن «مدينة الإسماعيلية فيها 9 آلاف عضو نشط فعال، والتركيز عليهم أفضل كثيرا من البحث عن أعضاء جدد غير مؤثرين». مع ذلك حصل أحمد على بعض التوقيعات لعضويات جديدة فى الحزب. «عضويات قليلة لكنها مؤثرة، لأنها تأتى عن اقتناع». بعد تحديث البيانات تم انتخاب مجموعة الخمسين، وهم عشرون عضوا مهمتهم التحضير لانتخابات مجلس الشعب، بالعمل من خلال أربع مجموعات. «تشكلت الجماعات قبل رمضان، وبدأوا يشتغلوا على الأعضاء. كل واحد يطلع أسماء الأعضاء اللى يعرفهم شخصيا، عشان يتابعهم خلال كل مراحل الانتخاب. يراجعوا المعلومات والبيانات. يعملوا بطاقات انتخابية». كان ما جرى فى شهر سبتمبر الماضى هو نوع من المراجعة المشددة والتكرار لعملية التحديث التى انتهت قبل الصيف، لكن لا مانع من الاستعداد الجيد لتعبئة أعضاء الحزب النشطين، والتأكيد دائما على أنهم فى حالة استعداد للمعركة.