تعانى الإذاعة المصرية العديد من المشكلات، التى تبدأ بهروب الكفاءات إلى التليفزيون سعيا وراء بريق الشهرة، ولا تنتهى بإهمال قيادات ماسبيرو للعاملين بها باعتبارهم إعلاميين من «الدرجة الثانية». الإعلامية الكبيرة آمال فهمى تتمسك بالدور الفاعل، الذى تلعبه الإذاعة فى حياة المستمعين، وتقول: لا أؤمن بالاستفتاءات التى تدعى أن الإذاعة لا يسمعها أحد وأشكك فى مصداقيتها، لأنه وفقا للبحث الذى أجراه مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء، فإن الإذاعة لا تزال فى مقدمة أجهزة الإعلام المسموع والمرئى، والمواطن لا يزال مرتبطا بالإذاعة ويوليها ثقته خاصة لدورها الثقافى والفنى والإخبارى. وأضافت أن الإذاعة لا تزال تحافظ على التقاليد والقيم الأخلاقية، كما أنها شهدت تطورات جدية خلال العامين الأخيرين بمسايرة العصر وتقديم شبكات إذاعية جديدة تحقق رغبات الشباب، لكن هذا لا ينفى حاجتها إلى التطوير الهندسى والتكنولوجى لتواكب ما يحدث. وعن غياب «المذيع النجم» عن موجات الأثير، تقول آمال فهمى: هذا يعود إلى هروب المذيع الكفء من الإذاعة إلى التليفزيون ظنا منه أنه يمنح شهرة أكبر، أما الآخرون فلا يهتمون بتثقيف أنفسهم وتطوير أدواتهم، معربة، فى الوقت نفسه، عن تفاؤلها بالمستقبل، وقالت: «هناك عقول فى الإذاعة سابقه لزمانها وتحقق نجاحات تذكرنى بالجيل، الذى انتمى إليه ولكن بإمكانات محدودة للغاية وفى ظروف صعبة». وترى الإعلامية نجوى أبوالنجا أن الإذاعة لا تزال محتفظة بمكانتها، لأن من اعتاد سماع الراديو لا يستغنى عنه أبدا، ولابد أن نعترف أنها تحتاج إلى تقنيات أعلى وتحتاج استوديوهاتها إلى المزيد من التكنولوجيا، كما أن مذيعيها يحتاجون إلى دورات تدريبية لتجديد المعلومة والإحساس بقيمة العمل. وأشارت أبوالنجا إلى أن أجور المذيعين لا تكفى احتياجاتهم الأساسية ك«بنى آدميين» لديهم التزامات، وهو ما يجب مراعاته من قبل صاحب القرار، وأضافت: أنا لا أبكى على الماضى، بل أؤكد أن هناك نجوما مبشرة للخير فى الإذاعة وتحصد الجوائز فى المهرجانات، ولكن بجهد شخصى. ويقول الإعلامى أمين بسيونى إن ظهور وسيلة إعلامية جديدة لا يعنى بالضرورة اغلاق وسيلة قديمة، ومن منطلق أننى عقدت زواجا بين التليفزيون والإذاعة وأتولى حاليا رئاسة شركة ال«نايل سات» أؤكد أن الإذاعة لا تزال موجودة ولها جمهورها. وأضاف: لكن يجب أن نؤمن أن الإعلام أصبح «بوفيها مفتوحا»، وبات الجمهور يمر على كل شىء بالريموت كنترول، ولن يتوقف كثيرا عند طبق بعينه، والشىء الوحيد القادر على جذبه هو العمل المحترم وما أود أن أقوله للعاملين فى الإذاعة فى عيدهم هو أن عبء المنافسة يقع عليهم بشكل كبير فأعطوا للمتلقى عملا محترما دون إثارة أو استخفاف بعقله حتى يبحث عنكم.