تدرك عائلة صوفان، أن انتهاء فترة حظر بناء المستوطنات في الضفة الغربية والتهديد الذي يحيط بمفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية، سيكون ضررها المباشر عليهم في قرية بورين (10 كم جنوب غرب نابلس). ويوضح شريط فيديو – على محطة السي إن إن - تم التقاطه بواسطة كاميرا، تبرعت بها منظمة "بتسيلم" الاسرائيلية لحقوق الانسان لتسجيل تلك الانتهاكات، جزء من هذه الاضرار حيث يُظهر الشريط احد المستوطنين يلقي بحجارة على منزل عائلة صوفان. وتقول حنان صوفان (50 عاما) أن هجمات المستوطنين على منزلها مستمرة منذ 10 سنوات، مشيرة إلى سلك معدنى موضوع على نافذة منزلها، قائلة "لقد وضعناه كحماية حتى لا يقع داخل المنزل ما يلقيه المستوطنين من اشياء". وتضيف ابنتها إمام (23 عاما)، والتى تولت تصوير اعتداءات المستوطنين "نحن نعيش في سجن، كالجحيم تماما. من يستطيع العيش في منزل محصن بالصلب؟". وتشير حنان إلى موضع محاولة المستوطنين إشعال النار في المنزل عام 2002، التي سجلتها منظمة الصليب الاحمر الدولية، قائلة بأن زوجها عانى من غيبوبة في نفس الليلة، وتوفي بعدها بأسبوع، مضيفة وهي تبكي أنها كانت تتمنى أن تفقد منزلها على أن تفقد زوجها. ولم تكتف عائلة صوفان بتحصين المنزل طوال هذه السنوات، بل وقامت بوضع سلك شائك بالخارج لمنع الاشخاص من التسلل الى داخل المنزل، بالإضافة إلى نوم أحد أفراد العائلة الخارج المنزل في حالة إذا ما استدعى الامر. ولا تقتصر اعتداءات المستوطنين على منزل عائلة صوفان، فحقل الزيتون الذي تملكه العائلة تحده مستوطنة "يتسهار"، التى يعتبرها عامة الاسرائيليين معقلا للمتشددين اليهود والذين قاموا بقطع 23 شجرة زيتون في يناير الماضي، وفق ما افادت حنان. ونتيجة للاعتداءات المتكررة من جانب المستوطنين، فقد تقرر أن تحصل عائلة صوفان على حماية الجيش الاسرائيلي أثناء حصادها ال20 شجرة زيتون المتبقاة في حقل العائلة، الشهر المقبل. يُذكر أن الجيش الاسرائيلي قد تدخل في الماضي لوقف هجمات المستوطنين على منزل صوفان وقرية بورين. على الجانب الاخر، رفض المتحدث بإسم مستوطنة "يتسهار" التعليق على الاحداث متعللاً بالعطلات اليهودية. لكن وسائل الاعلام الاسرائيلية نقلت عن يوسف اليتزار حاخام المستوطنة قوله "اذا لم يعش اليهود في هدوء، فلن يعيشوا العرب في هدوء"، وهو ما تحقق بالنسبة لعائلة صوفان التى تترقب بخوف الهجوم المقبل عليهم.