انتهى ملتقى مصر الدولي الأول للعود بكثير من الجدل بين أطراف عدة، لكنه في المقابل أعاد الآلة الشرقية للواجهة، حيث كانت مثار جدل واهتمام واسع طيلة أسبوع ضم فعاليات الملتقى برعاية مصرية كاملة واهتمام إماراتي عربي وسط حشد جماهيري واحتفاء إعلامي. كان نجوم الحفل الختامي، الذي أقيم أمس الأحد بالقاهرة، العازفين: المصري حازم شاهين، والتركي مهمت بتماز، واللبناني شربل روحانا، في ليلة غلب عليها الحس الشرقي المرتبط بالتقاسيم ليطلق الجمهور تعبير "سلطنة" بشكل واسع إعجابا بأداء كل من شاركوا في الحفل. ظهرت مع اليوم الأول لانعقاد الملتقى بعض الأصوات التي ترى أنها أحق برئاسته من مؤسسه الموسيقار العراقي نصير شمه، مؤسس "بيت العود العربي"، بينما عبر عدد آخر من الأصوات أن الملتقى لم يركز على الطابع المصري فيما يخص العزف على آلة العود وأنه حمل الهوية العراقية بسبب شهرة رئيسه ومؤسسه. وأوضح منظمو الملتقى، في بيان، أن الزعم بفرض الهوية العراقية غير متحقق لأن الملتقى ضم مدارس العود ال3، المصرية والعراقية والتركية، وحصل كل منها على حقه كاملا في عرض أسلوبه الخاص، كما أن العازفين المصريين كان لهم فرصة واسعة كون الملتقى يقام في وطنهم. وأضاف البيان أن المصريين الذين شاركوا كانوا نجوما لأن هويتهم الموسيقية تمتد إلى مدارس الكبار، مثل رياض السنباطي ومحمد القصبجي وجورج ميشيل، لذا تمكن كل منهم من تقديم حفل كامل اعتمادا على الخبرات المتراكمة والمهارة العالية. وقال نصير شمه، رئيس الملتقى، ردا على مطالبات بأن هناك من هو أحق منه بالرئاسة: إنه سلم الملتقى الوليد إلى وزارة الثقافة المصرية ودار الأوبرا ونقابة المهن الموسيقية كجهات اختصاص تتولى تشكيل لجنة تنتخب رئيسا دوريا لا يتكرر في كل دورة مقترحا اسم الدكتور حسين صابر لتولي المهمة في الدورة القادمة. وشهد الملتقى أزمة أخرى حول قضية توحيد قياسات آلة العود عربيا، حيث أثيرت اتهامات بالسعي إلى سيطرة مقاسات العود العراقي على العود العربي، في حين أن الصناع العراقيين غابوا تماما عن المناقشة. ناقش الأمر في ندوة متخصصة اللبناني ربيع حداد والمصري مصطفى سعيد والألماني ماثيوز فاجنر والإماراتي فيصل الساري الذي قدم نظرية حول العود ذي الفرسة الثابتة راغبا بتعميمها. وكان لرئيس الملتقى مداخلة في الندوة حول قياسات العود قال فيها: إن هناك 3 أعواد بمقاسات مختلفة، هي: العود العراقي والمصري والتركي، وكل منها له خصوصياته وطبيعة صوته وقياساته التي فرضها أسلوب العزف في كل مدرسة.