شن النائب محمد كبارة اليوم الأحد حملة عنيفة على حزب الله مؤكدا أن من يعتبر المحكمة الخاصة بلبنان "عدوة له فنحن نعتبره عدوا لنا"، ودعا رئيس الوزراء سعد الحريري إلى "الدفاع عن كرامة الطائفة السنية". وقال كبارة الذي ينتمي إلى كتلة "تيار المستقبل" النيابية بزعامة الحريري أن "أعداء الحقيقة والعدالة، أي حزب إيران وملحقاته، اسقطوا الدولة اللبنانية تمهيدا لإسقاط المحكمة الدولية". واعتبر في مؤتمر صحفي عقده في طرابلس (شمال) في حضور عدد من رجال الدين السنة أن "كل من يعتبر المحكمة عدوة له فنحن نعتبره عدوا لنا ومن هو ضد الدولة فليغادر الحكومة كائنا من كان"، مؤكدا على أن "الحرب بدأت على الدولة والسلطة والشعب الحر فاستعدوا لمواجهتها بالوحدة". وأضاف كبارة أن "من يتعرض لزعيم السنة أو مقام رئاسة مجلس الوزراء بالتهديد سترد عليه الطائفة السنية بتهذيب لسانه ولن يكون التهذيب بيدها حتما ندعو دولة الرئيس سعد الحريري إلى تبني هذا النهج علنا دفاعا عن الشرف الوطني وعن كرامة الطائفة السنية". ويشير كبارة في كلامه إلى المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد الذي كان هاجم الحريري في مؤتمر صحفي الأحد الماضي، طلب بعده وزير العدل اللبناني من النيابة العامة تحريك دعوى الحق العام في حق السيد بسبب "تهديده" الحريري "وامن الدولة". واللواء السيد هو احد الضباط الأربعة الذين سجنوا في أغسطس 2005 في إطار التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي قتل فيه كذلك 22 شخصا في تفجير شاحنة مفخخة في بيروت في 14 فبراير 2005. وتم الإفراج عن الضباط الأربعة في ابريل 2009 بقرار من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي التي تنظر في اغتيال الحريري بسبب عدم وجود "عناصر إثبات كافية". ومن الواضح أن التشنج السياسي بدأ يطغى مجددا على الوضع اللبناني على خلفية تصعيد حزب الله المتحالف مع سوريا حملته الهادفة إلى تعطيل المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ووسط تحذيرات من "فتنة" وأحداث أمنية في البلاد. ومن جهته، حذر النائب حسن فضل الله المنتمي إلى حزب الله السبت من "فتنة ربما لم يشهدها لبنان من قبل" وذلك على خلفية استدعاء القضاء جميل السيد للتحقيق معه . وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد أعلن في يوليو انه يتوقع أن توجه المحكمة الدولية الاتهام بمقتل الحريري إلى عناصر من حزبه. وبدأ الحزب منذ ذلك الحين حملة - تدرجت صعودا - ضد المحكمة متهما إياها بأنها مسيسة.