فيما ينفى عميد كلية طب الفم والأسنان بجامعة القاهرة علمه بصدور تقرير عن الجهاز المركزى للمحاسبات «يرصد مخالفات مالية فى الكلية»، علمت «الشروق» أن أحد أساتذة الكلية أرسل بلاغا إلى الرقابة الإدارية للتحقيق فى التجاوزات التى كشف عنها التقرير. وقال الأستاذ فى بلاغه إن «التقرير رقم 217 الصادر فى 5 فبراير 2009، كشف صرف مكافآت لنحو 40 عضو هيئة تدريس، منهم 6 أعضاء فى مجلس الكلية رغم عدم أدائهم الأعمال المطلوبة، فضلا عن أن بعضهم كان مسافرا وصرف نفس المستحقات فى الفترة من فبراير وحتى مايو 2008 بالمخالفة لأحكام المادتين رقمى 92 و117 من قانون تنظيم الجامعات». وكان الجهاز أرسل صورة من نتيجة الفحص، وطالب بخصم المبالغ التى صرفت كمكافآت عن مدد السفر من إجمالى قيمة المكافآت المخصصة لأعضاء هيئة التدريس، وأرفق معها استمارات بأسمائهم خلال العام الماضى، وطالب الكلية عبر المدير العام للتوجيه المالى والإدارى بسرعة الرد بالمستندات الدالة على الخصم. وقال د.أحمد نور حبيب عميد الكلية: «معظم تقارير الجهاز يتم الرد عليها سريعا ولا يمكن تجاهلها، وأغلب الجامعات لديها مشاكل مع وزارة المالية، والتى تطالبها برد مكافآت أعضاء هيئة التدريس الذين سافروا فى رحلة عمل إلى ليبيا»، وأضاف: «أرسلت خطابا رسميا هذا الأسبوع إلى الرقابة الإدارية مراعاة للشفافية، أطالبها بفحص جميع ملفات الكلية المالية وكذلك المستشفى الجامعى بسبب كثرة الاتهامات الموجهة ضد بعض أساتذة الكلية» وأوضح حبيب أن إدارة الكلية واجهت فى الفترة الأخيرة نزاعات وصراعات بين أعضاء هيئة التدريس «لدرجة أن الكلية أنشأت لجنة لفض المنازعات بخلاف الموجودة بالجامعة، ونحن جاهزون للمواجهة». فى الإطار نفسه تصاعدت حدة استياء عدد من أعضاء هيئة التدريس فى الكلية من قرار حبيب بتعيين د.محسن طموم، مديرا للعيادات، بعد موافقة د.حسام كامل، رئيس الجامعة فى شهر يوليو الماضى، بمكافأة شاملة بلغت نحو 4 آلاف جنيه شهريا، يتم استقطاعها من وحدتى العلاج بالأجر والتعليم المستمر والصناديق الخاصة، «رغم أن طموم لا ينتمى إلى الكلية»، وأرجع البعض سبب تعيينه «لكونه صديقا للعميد ومن نفس دفعة تخرجه عام 1975»، معتبرين ذلك «مخالفا للعرف، خاصة مع توافر أعضاء هيئة تدريس من داخل الكلية لديهم الكفاءة اللازمة لإدارة العيادات». وردا على هذا، قال حبيب إن من سلطاته «وضع الشخص المناسب فى المكان المناسب دون الرجوع إلى مجلس الكلية»، مشيرا إلى أن مدير العيادات الحالى «له خبرات سابقة فى إدارة المستشفيات، بالإضافة إلى أنه طبيب»، وأضاف: «مهام العيادات ليست بالأمر الهين لأنها تتضمن الإشراف على أكثر من 350 وحدة أسنان، ومواعيد العمل تبدأ من الساعة التاسعة حتى الخامسة مساء». وتابع حبيب: «المدير السابق لم يستطع الاستمرار فى هذا العمل أكثر من شهر ونصف الشهر لذلك اضطررت إلى زيادة المكافأة الشهرية كحافز لمن يتولى هذا المنصب»، ولفت إلى أنه «ليس معنى أن المدير الحالى من خارج الجامعة أنه غير مؤهل، علاوة على أن سلطاته تقتصر على الإشراف على الأمور الفنية والتمريض حفاظا على جودة الخدمة المدعمة المقدمة للمرضى، ولا يتدخل إطلاقا فى النواحى التعليمية أو فى تقديم العلاج فى العيادات».