** لم يتخلف الكبار عن دور الستة عشر فى كأس الأمم الإفريقية، فقبل انطلاق البطولة ذهبت التوقعات إلى ترشيح دائرة واسعة من الفرق المرشحة للقب، مثل: مصر، المغرب، الجزائر، تونس، نيجيريا، الكاميرون، السنغال، كوت ديفوار، جنوب إفريقيا. ولو ذهبت إلى بطولات سابقة سوف ترى أن الترشيحات تضم هؤلاء غالبًا. فلا ترشيح للجابون ولا مالى، ولا الكونغو ولا تنزانيا ولا بوركينا فاسو ولا بنين ولا السودان ولا موزمبيق ولا غينيا ولا زامبيا.. وفى تاريخ البطولة هناك 15 منتخبًا أحرزت اللقب. وكلهم من الكبار، وربما كانت سنوات البداية شهدت مثلث النهر القوى، مصر وإثيوبيا، والسودان، وقد استمرت مصر فى طريقها، فأحرزت اللقب 7 مرات، واقتربت منه فى ثلاث مرات أخرى على الأقل، بينما توقف رصيد إثيوبيا والسودان عند لقب واحد 1962 و1970. كما شهدت السبعينيات من القرن الماضى منتخب زائير (الكونغو الديمقراطية بطلًا). ** هل تغيرت خريطة كرة القدم فى إفريقيا حقًا؟ هل تغيرت خريطة كرة القدم فى العالم حقًا؟ وما حدود تغير خريطة اللعبة فى القارة الإفريقية أو فى القارات الأخرى؟ ** المنتخبات الإفريقية الكبيرة ستخوض مواجهات بدءًا من يوم السبت المقبل مع منتخبات أخرى، وقد يشهد هذا الدور مفاجآت بفوز أحد منتخبات غير مرشحة على أخرى مرشحة للقب. لكن هل تتوالى المفاجآت، ويتوج باللقب منتخب مثل موزمبيق أو مالى أو بنين أو تنزانيا أو بوركينا فاسو أو الكونغو الديمقراطية (زائير)؟ ** فى كأس العالم فازت المنتخبات الكبيرة باللقب البرازيل وإيطاليا والمانيا والأرجنتين وفرنسا وإسبانيا وإنجلترا وأوروجواى، وحين فاز منتخب أوروجواى بالبطولة فى 1930 كان من أفضل منتخبات كرة القدم فى ذاك الوقت، بعد تتويجه بطلًا لكرة القدم فى الألعاب الأولمبية فى دورتى 1924 و1928، ولذلك منحه «فيفا» تنظيم كأس العالم الأولى، بينما كان فوز أوروجواى على البرازيل فى 1950، مفاجأة لا يمكن توقعها؟ ** أبطال كأس العالم هى المنتخبات الكبيرة. وأبطال إفريقيا هم الكبار، وأبطال آسيا، هم: اليابان وكوريا، والسعودية وإيران، والكويت الإمارات، وقطر وأستراليا. والتقسيم المعروف للصراع فى القارة يدور بين غرب آسيا (المنتخبات العربية) وشرق القارة (اليابان وكوريا) فلا الصين القوة العظمى فازت بالكأس، ولا فيتنام، ولا تايلاند، ولا الهند، ولا كوريا الشمالية، ولا إندونيسيا. والقصة نفسها متكررة فى بطولة أوروبا، باستثناء حادث فوز الدنمارك بالبطولة فى 1992، وكذلك القصة متكررة فى كاس كوبا أمريكا. وفى الأخيرة هى 10 منتخبات تتنافس على التأهل للمونديال وعلى كوبا أمريكا. وتتقدم منتخبات البرازيل والأرجنتين وأوروجواى على منتتخبات بيرو وتشيلى وكولومبيا وبوليفيا من حيث عدد الألقاب. ** ونعود إلى إفريقيا، فالتنافسية الآن بين شمال وغرب القارة. على مستوى المنتخبات وعلى مستوى البطولات القارية للأندية. وهو أمر مساوٍ للصراع الآسيوى، وغيره من المنافسات، تتفوق مناطق جغرافية على مناطق أخرى. وهناك أسباب تاريخية وجغرافية أولية للتفوق، مثل بداية الممارسة (مصر والسودان وإثيوبيا)، وليس تأسيس اتحاد للبيض فى جنوب إفريقيا فى 1892 يعد تاريخًا للممارسة التى بدأت فعليًا فى 1992، ويؤثر فى مستوى اللعبة بدولة ما، عداد سكانها والبطولات المحلية. والإمكانات المادية، والبنية التحتية، مثل الملاعب والخدمات والاتصالات والمواصلات والحضور الجماهيرى والنقل التليفزيونى وتنوع التنافسية، ولا شك أن هجرة لاعبى إفريقيا إلى الشمال الأوروبى أضعف مسابقات الأندية القارية. ** اختصارًا يمكن أن تتغير الخريطة الإفريقية من ناحية فروق المستويات بعد تطور كرة القدم فى مختلف القارة. وهذا يؤدى إلى مفاجآت فى نتائج مباريات، وليس فى نهاية بطولات. ولا يمكن اعتبار تعادل تنزانيا مع تونس مثلًا تغييرًا فى خريطة اللعبة، ولا يمكن اعتبار فوز السنغال على فرنسا فى مونديال 2002 تغييرًا فى خريطة اللعبة، ولا يمكن اعتبار فوز الدنمارك بكأس أوروبا فى 1992، تغييرًا فى خريطة اللعبة. ويظل التغيير الحقيقى للخرائط فى انتظار أبطال جدد للبطولات القارية، ولكأس العالم. على أن يستمر الأبطال الجدد ويكرروا نفس الإنجاز فى العقود المقبلة.